عززة السلطات اليمنية من نشر قواتها الامنية والعسكرية في العاصمة صنعاء وعدد من عواصم المدن عشية "يوم غضب" من تظاهرات شعبية سلمية دعت لها عديد من القوى والتكتلات الشبابية إحتجاجا على قرار السلطة الانتقالية مضاعفة اسعار الوقود ، رافعة شعار التنديد بالجرعة وترحيل واسقاط حكومة الوفاق المتصفة ب"الاخفاق والفساد". وكانت حكومة الوفاق الانتقالية في اليمن ، مررت الاربعاء الماضي ثاني أكبر الجرعات السعرية لها في غضون عامين برفع أسعار المشتقات النفطية بزيادة 100 %، مقتنصنة اجازة عيد الفطر ، لتقليص ردود الفعل الشعبية وتخوفاً من وقوع أعمال عنف كبيرة في مختلف مناطق البلاد إزاء مثل هذا القرار الذي يزيد من الأعباء المعيشية المتردية أصلا، ويفاقم من كارثة الجوع وارتفاع اسعار السلع الغذائية والخدمات ويزيد المعاناة الإنسانية التي يهوى إليها اليمنيون منذ ما يزيد عن عامين ونصف. وأعقب ذلك موجة احتجاجات غاضبة ومحدودة في عدد من المدن اليمنية تمثلت بإغلاق الشوارع واحراق الاطارات ، قوبلت بقمع أمني وعسكري عنيف. ومع عودة سكان المدن من اجازاتهم العيدية في الارياف ، ودعوة عديد من القوى والتكتلات الشبابية لتظاهرات غضب يوم غد الاثنين ، ضاعفت السلطات اليمنية من نشر قوات الامن معززة عسكريا بجنود واليات في العاصمة صنعاء وعديد من المدن وفي محيط مرافق حكومية ورئاسية ودبلوماسية اجنبية. ومنذ مساء اليوم الاحد عجت شوارع المدن بقوات مختلفة مع الياتها من مدراعات واطقم مسلحة ومكافحة شغب. ويشهد الشارع اليمني حالة غليان بسبب ارتفاع سعر الوقود الذي يترتب عليها ارتفاع الأسعار بما لا يتناسب مع دخل المواطنين وأصحاب المعاشات ، فضلا عن انعكاساتها الكارثية على الفقراء والقطاعات الكادحة وعلى الصيادين والزراعة والمزارعين. وبالفعل فقد تسببت الخطوة الحكومية بقرارها مضاعفة اسعار الوقود في ارتفاع فوري في أسعار المواصلات والخبز، حيث رفعت مخابز صنعاء أسعار الخبز بنسبة خمسين في المئة، في حين ارتفعت أسعار المواصلات بنسبة 100 بالمائة فيما استمرت أزمة الكهرباء وانقطاعها لأكثر من عشر ساعات في اليوم الواحد. وتؤكد السلطات اليمنية أن القرار كان ضروريا لمواجهة العجز الكبير في الموازنة، حيث وصل مبلغ الدعم السنوي للمشتقات إلى مليارين وثلاثمئة مليون دولار، إلا أن الخبراء الاقتصاديين يشككون في جدوى قرار رفع الأسعار لأن نصف مبلغ الدعم يذهب لتوليد الكهرباء من شركات القطاع الخاص وفق صفقات فساد وبالتالي لن يعود بالفائدة المرجوة منه. ولم يصدر عن أحزاب اللقاء المشترك وشركائها ولا حزب المؤتمر الشعبي وحلفائه الذين يتقاسموا الحكم أي تعليق على قرار الحكومة، فضلا على تحضيرات تصعيد الاحتجاجات ، في وقت تستمر فيه التأكيدات الرئاسية والحكومية أن قرار رفع أسعار المحروقات جاء بتوافق من قبل الأطراف المشاركة في الحكومة واحزابها وأن قرار اتخاذها جاء في الوقت الذي يقضي فيه الناس إجازة عيد الفطر المبارك، تخوفاً من وقوع أعمال عنف كبيرة في مختلف مناطق البلاد . وفي تتبع لمنظمي دعوات الخروج الى الشوارع غدا الاثنين ، يظهر سقفها محدد بالتعبير السلمي عن رفض سياسات التجويع والتركيع والضغط بإتجاه إقالة حكومة الوفق الانتقالية وتشكيل حكومة كفاءات ..وسط مخاوف من تدخل قمعي سلطوي مولد لعنف وعنف مضاط، ما يصاعد الاحتجاجات والفوضى وإنحراف سقفها. وكان رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي أهاب أمس باليمنيين ان يتحلوا باليقظة التامة وعدم الانجرار وراء من قال انهم فقدو مصالحهم من خلال فسادهم العابث ضد مصالح أبناء الشعب عامة وتهريبهم للمشتقات النفطية .. مبينا أن قرار تحرير اسعار الوقود تم باجماع وتوافق القوى السياسية ، محذرا من أن هناك من يتربص بالأمن والاستقرار واستغلال ظروف الناس لمصالح شخصية وأنانية يعرفها الجميع .