أطاح ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز وبأوامر عاجلة، فجر الاربعاء، بشقيقه وولي عهده مقرن بن عبد العزيز ، وعين محمد بن نايف خلفا له، كما عين ولده محمد بن سلمان وليا لولي العهد بجانب مناصبه كوزير للدفاع ونائبا لرئيس الوزراء ورئيس المجلس الاعلى للشؤون الامنية والسياسية ليغدوا بذلك الحكم الفعلي للبلاد وفي إطار من خلافات عاصفة بأسرة آل سعود الحاكمة. وذكر بيان بثه التلفزيون السعودي ان إقالة الامير مقرن جرت بناءا على طلبه من دون ان يحدد اسباب طلب الاعفاء، كما قرر صدر أمر ملكي بإقالة وزير الخارجية سعود الفيصل من منصبه وتعيين سفير السعودية في واشنطن عادل جبير خلفا له. وتأتي هذه الاقالات والتغيرات والتي تمثل انقلابا داخل الاسرة الملكية في عقب خلافات حول مسار الحرب والعدوان على اليمن بمسمى "عاصفة الحزم ". وكانت مصادر خليجية مقرّبة من صنّاع القرار،أكدت أن «عاصفة الحزم» كانت «طبخة» سعودية أميركية بامتياز، مشيرة إلى أن «القيادة السعودية أبلغت قادة دول مجلس التعاون الخليج بموعد بدء العمليات قبل 6 ساعات. ولم تطلب السعودية سوى الدعم المعنوي، وهي سوف تتكفل بباقي المهمات، مشيرة كذلك إلى أن أمراء سعوديين كثر وفي مواقع هامه لم يكونوا على علم بالحرب الا بعد وقوعها. وطبقا لصحيفة الاخبار اللبنانية في عددها أمس الثلاثاء، فإن تسريبات العائلة المالكة تفيد بأن محمد بن سلمان، ابن الملك ووزير الدفاع، كان اللاعب الرئيسي في العدوان، وأنه ووالده الملك ووزير الداخلية وولي ولي العهد محمد بن نايف هم من أخذوا قبل شهرين قرار الحرب بالتشاور مع الأميركيين. المصادر الخليجية المقرّبة من صنّاع القرار في مجلس التعاون تؤكّد أن «محمد بن سلمان لا يزال يدير الحرب بصورة فرديّة، ويرفض الاستماع إلى نصيحة من أحد، حتى إنّ محمد بن نايف طلب من الأميركيين التدخّل للحد من جنوح ابن الملك سلمان قبل أن تقع كارثة بإصراره على الحرب ورفض الحلول السياسية». وأشارت الصحيفة نقلا عن ذات المصادر أن ولي العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز الذي جرى تهميشه منذ اعتلاء سلمان العرش، ولم يكن على علم بقرار الحرب، وعليه لم يكن من بين أعضاء «خلية الحرب». مشيرة إلى أن صمت الأمراء ليس عن قبول بالقرار، بل كان مريباً وخصوصاً في ظل حملة «استدراج» لبيانات التضامن والمواقف مع قرار الحرب من قبل فئات الشعب، في مقابل «تخوين» كل من لا يعبّر عن دعمه المطلق وغير المشروط ل»عاصفة الحزم». ولفتت الصحيفة إلى معطيات جديرة بالالتفات وأهمها صدور الأمر الملكي بوجود الحرس الوطني على الحدود. بوصفه أمراً مستغرباً، لأن تشكيلات الحرس الوطني مصمّمة للدفاع عن السعودية إزاء اضطرابات داخلية وليست من أجل حروب حدودية. ونقلت عن ذات المصادر المقربة من صناعة القرار بالمملكة القول "إن هناك معلومات بأن الأمير متعب بن عبد الله، وزير الحرس الوطني كان يخطط مع أمراء آخرين من بينهم الأمير مقرن بن عبد العزيز، ولي العهد، لوضع حد لاستفراد سلمان وابنه وزير الدفاع محمد وما جرى من تقويض شامل لتركة والده، فأصدر سلمان أمراً بنقل الحرس الوطني إلى الحدود الجنوبية على خلفية الخوف من تمرّد في الرياض"...واليوم أصدر أمرا اطاح بموجبه بمقرن من ولاية العهد ، وازاح فريق آخر من امراء الاسرة الملكية من مناصبهم .