لن يكون نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم اليوم السبت مشابها لغيره من المباريات النهائية، إذ يخوض بايرن ميونيخ الألماني المباراة على ملعبه أليانز أرينا أمام تشيلسي الإنجليزي المتعطش للقب. درجت العادة أن يكون ملعب النهائي محايدا، إذ يختاره الاتحاد القاري قبل انطلاق البطولة، لكن بايرن قطع المشوار بنجاح نحو النهائي، وسيخوضه على ملعبه الحديث في المدينة البافارية. ويريد بايرن أن يصبح أول فريق منذ إنتر ميلان الإيطالي يحرز اللقب على ملعبه، بعد تتويج النيراتزوري عام 1965 على ملعب سان سيرو. التقى الفريقان سابقا في ربع نهائي المسابقة في موسم 2004-2005، ففاز البلوز 6-5 في مجموع المباراتين، 4-2 ذهابا وخسروا 2-3 إيابا. ويجتمع الفريقان في رغبة محو الهزيمة من المباراة النهائية في السنوات الأخيرة، بايرن أمام إنتر الإيطالي 2-صفر عام 2010 في مدريد، وتشيلسي أمام مواطنه مانشستر يونايتد بركلات الترجيح عام 2008 في موسكو. وستشهد المباراة مواجهات ثنائية مرتقبة، بين جناح بايرن الهولندي آرين روبن وظهير تشيلسي آشلي كول، ولاعبي الوسط باستيان شفاينشتايجر وفرانك لامبارد، وظهير بايرن الدولي فيليب لام وبطل العالم الأسباني خوان ماتا. يخوض الفريق اللندني المباراة في غياب المدافعين قائده جون تيري والدولي الصربي برانيسلاف إيفانوفيتش ولاعبي الوسط الدولي البرتغالي راؤول ميريليس والبرازيلي راميريز بسبب الإيقاف، وعلى الأرجح المهاجم الدولي الفرنسي فلوران مالودا. أما البايرن، فسيفتقد لثلاثي الدفاع هولجر بادشتوبر والنمساوي دافيد ألابا والبرازيلي لويز جوستافو بسبب الإيقاف، ما قد يبشر بمباراة هجومية لغياب أبرز مدافعي الفريقين. وأعلن جاري كاهيل مدافع تشيلسي أنه سيكون جاهزا لخوض النهائي والحلول بدلا من تيري بعد تعافيه من إصابة عضلية في فخذه. ويتوقع أن يلعب كاهيل إلى جانب البرازيلي دافيد لويز الذي عانى أيضا من إصابة في الفترة الأخيرة. وفي ظل غياب تيري، سيحمل مخضرم آخر شارة القائد هو لاعب الوسط فرانك لامبارد المبعد من قبل فيلاس بواش والعائد إلى الأمجاد مع دي ماتيو، خصوصا بعدما لعب دورا محوريا في قلب تأخره أمام نابولي الإيطالي. ويعتمد تشيلسي هجوميا على الإيفواري ديدييه دروجبا الذي يمر بفترة مميزة بعدما دار الحديث عن تخلي تشيلسي عنه بسبب تقدمه في العمر، وهو يريد الثأر لنفسه بعدما طرد في نهائي 2008 لضربه مدافع يونايتد الصربي نيمانيا فيديتش في الوقت الإضافي. وفي ظل غياب عدد من مدافعيه، يعتمد تشيلسي على حارسه العملاق التشيكي بيتر تشيك أحد نجوم المباراة ضد الفريق الكاتالوني. وكان تشيك الذي سيحتفل بعيد ميلاده الثلاثين في اليوم التالي من المباراة وقف سدا منيعا في وجه سيل هجمات برشلونة ذهابا على ملعب ستامفورد بريدج حيث تصدى ببراعة لكرة رأسية من كارلوس بويول، قبل أن يقطع الماء والهواء عن الأرجنتيني ليونيل ميسي إيابا على ملعب كامب نو. منذ تلك المواجهتين وتشيك يتألق من مباراة إلى أخرى وتحديدا خلال مساهمته الفاعلة بفوز فريقه في كأس إنجلترا ضد ليفربول في 5 مايو على ملعب ويمبلي، عندما تصدى بإعجاز لرأسية أندي كارول القوية قبل أن تجتاز خط المرمى. وفي الطرف البافاري، اعتبر الجناح الفرنسي فرانك ريبري أن تشيلسي الإنجليزي أقوى تكتيكيا من برشلونة الأسباني، وحذر زملاءه من الاستخفاف بالتهديد الذي قد يشكله رجال دي ماتيو. ويحقق ريبري (29 عاما) أفضل موسم له مع الفريق البافاري منذ انضمامه إلى صفوفه عام 2007 (12 هدفا و21 تمريرة حاسمة) قادما من مارسيليا، بيد أنه فشل حتى الآن في الظهور بالمستوى ذاته مع منتخب بلاده. واعتبر الجناح الهولندي آرين روبن أنه جاهز لخوض المواجهة رغم غيابه عن تمارين الأسبوع الماضي بسبب الرشح، كما قال أنه يتعين على فريقه محو آثار الخسارة المذلة أمام بروسيا دورتموند في نهائي الكأس. وأوكل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الويفا إلى البرتغالي بيدرو بروينسا (41 عاما) مهمة إدارة المباراة النهائية، وكان بروينسا استهل مسيرته التحكيمية عام 2003 وأدار خمس مباريات هذا الموسم في دوري الأبطال بينها مباراة مرسيليا الفرنسي وإنتر ميلان الإيطالي. وسيعاونه في مهمته مواطناه برتينو ميراندا وريكاردو سانتوس، أما الحكم الرابع فهو الأسباني كارلوس فيلاسكو كاربايو، أما الحكمان الإضافيان فهما البرتغاليان جورجي سوزا ودوارتي جوميز.