كل سنة وأنتَ وأنتِ بخير، هذا أول مقال لي في العام الجديد، ولكي نبدأ العام بصفحة بيضاء ناصعة علينا أن نودع كل ما فات بأتراحه قبل أفراحه، وبهزائمه قبل انتصاراته، وبحلوه ومره، ولنتذكر فقط أننا يجب أن نتعلم مما فات، وقد احتارت كثير من وسائل الإعلام على مدى الأسابيع الماضية من تختار كشخصية العام، وماذا تختار لأهم أحداث العام، وللحق فإن أكثر الاختيارات جاءت بأسوأ ما حدث في هذا العام، فلدى البعض كانت البطولة لمرض "إيبولا" الذي حصد أرواح الآلاف في القارة الأفريقية، ثم جاء البترول كشخصية العام الأهم لدى وسائل أخرى، ولم لا وهبوط أسعاره كان كفيلا بكسر شوكة القطب الأقوى المتنامي في العالم وهو روسيا، وهناك من اختار السيسي أهم شخصية عربية بل عالمية لهذا العام، فظهوره ارتبط بانهيار الإخوان، الفصيل المتأسلم الأقوى في العالم والأكثر تماسكاً، وآخرين اختاروا كوارث الطيران وآخرها كارثة طائرة إير آسيا التي سقطت في البحر، وغيرهم اختار لاعب كرة أو مطرب أو ممثلة، وهكذا تتراوح الاختيارات، ولكن دعنا من اختيارات الآخرين وابحث أنت عمن تختار في حياتك ليكون الشخص الأهم والحدث الأهم، ولا تكن كوسائل الإعلام وتختار الأسوأ أو الأصعب، بل ابحث في حياتك واختر الأفضل والأكثر فائدة لكي تستبشر خيرا بالقادم، فما فات قد مات، والقادم هو الحي الذي لم يمت بعد. ابحث عن إنسان مد لك يد العون، أو مسح دمعة على خدك أو دفعك ولو خطوة، ابحث عن يوم ابتسمت فيه، أو حدث دفعك للتفاؤل وقل إن ما هو قادم سيكون أفضل. بعض الناس حين ينتهي العام يقول: "يلا في داهية" فلا تكن منهم لأن من لا يرى الخير والجمال والأمل فيما فات من الصعب أن يجدهم فيما هو قادم، تفاءلوا بالخير تجدوه.
