تنظر الأوساط السعودية إلى إعفاء الأمير عبد العزيز بن فهد من منصبه، على أنها خطوة إصلاحية جديدة تهدف إلى تنقية بيت الحكم السعودي من بعض المظاهر التي جعلته عرضة لانتقادات داخلية وانكشاف خارجي. وقالت مصادر سعودية إن قرار الإعفاء جاء متأخرا، حيث أن الأمير، الذي كان وزير دولة وعضوا في مجلس الوزراء وشغل في فترة رئاسة ديوان مجلس الوزراء، لم يقم بأي عمل فعلي منذ سنوات ويعيش معظم الوقت في الخارج ترافقه حاشية كبيرة، وتتسم حياته بالبذخ. وتتابع المصادر بأن الأمير كان يحرص على ضم عدد من الرموز الثقافية والإعلامية إلى مجلسه، وكانت هذه الرموز تنتفع برغبة الأمير في الظهور بمظهر المثقف المطلع على الشؤون الفكرية والثقافية. وذكرت المصادر أن تلك الرموز كانت تغذي تلك النزعة لدى الأمير من خلال تقديم بعض الملخصات لكتب ومؤلفات لا يعرف شيئا عن مضامينها. وكان الأمير عبد العزيز قد برز، لأول مرة، في سنوات حكم والده فهد بن عبد العزيز حيث كان الملك الراحل يصطحبه في المؤتمرات الدولية والإقليمية رغم أن عمره آنذاك لم يكن يتجاوز الثانية عشرة، ومن يومها عرف ب الأمير المدلل، وكان يعرف بالأوساط الحاكمة السعودية باسم "عزوز". يذكر أن الملك عبد الله بن عبد العزيز اتخذ مؤخرا خطوات إصلاحية أبرزها إعفاء الأمير بندر بن سلطان من منصب رئاسة الاستخبارات العامة كونه المسؤول عن فشل المشروع السعودي في سوريا، وقد جاء إعفاؤه بضغط من واشنطن التي اتهمته بدعم الجماعات الإرهابية المتطرفة. وشملت إصلاحات الملك إعفاء الأمير خالد من منصبه كنائب لوزر الدفاع بعد اتهامات له بالفسادكما شملت قرارات الملك إعفاء عدد من الأمراء والوزراء من بينهم وزيري التربية والصحة. وأصدر العاهل السعودي كذلك في العام 2013 أمرين ملكيين أعفى بموجبهما أمير المنطقة الشرقية (الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود ) ، وعين بدلا منه الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود نجل ولي العهد الراحل. كما أعفى أمير منطقة المدينةالمنورة (عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز آل سعود )من منصبه، وعين بدلا منه الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ،نجل ولي العهد الحالي. كما أصدر العاهل السعودي في 22 ديسمبر/ كانون الأول الماضي أمرا ملكيا أعفى بموجبه أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل (73 سنة) من منصبه، وعين بدلا منه نجله مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز (41 سنة)، الذي كان أمير لمنطقة نجران.
