عين الحزب الشيوعي الحاكم في كوريا الشمالية كيم جونغ أون، النجل الأصغر للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أيل، في منصبين قياديين، ما يشكل تأكيداً لخلافته لأبيه الذي يعاني من مشكلات صحية. وأفادت وكالة الأنباء الكورية الشمالية التي يتم رصدها في سيول صباح الأربعاء أن كيم جونغ أون عُين عضواً في اللجنة المركزية لحزب العمال، ونائباً لرئيس اللجنة العسكرية المركزية للحزب. وكان الزعيم الكوري (68 عاماً) قد رَقى يوم الإثنين ابنه إلى رتبة جنرال بأربع نجوم، في ما اعتبر تأكيداً لاختياره خليفة لأبيه على رأس هذا البلد الفقير، الذي يملك السلاح النووي. وإعلان ترقية الابن الأصغر للزعيم الكوري الشمالي كان أول مرة تأتي فيها وسائل الإعلام الكورية الشمالية على ذكر اسم الشاب غير المعروف في الخارج. واجتمعت قيادة حزب العمال الكوري الشمالي الثلاثاء 28-9-2010 في أكبر مؤتمر له منذ 30 عاماً لتجديد الهيئات القيادية. وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية إن المؤتمر الذي ترأسه كيم جونغ أيل، استمر يوماً واحداً، وانتهى "بنجاح".
انخرط في شؤون الحكم منذ سنة
وتلقى جونغ أون، البالغ من العمر 27 عاماً، دراسته في سويسرا. وقال محللون في سيول إنه بات أكثر انخراطاً في شؤون الحكم منذ أكثر من سنة. وأعاد حزب العمال لدى افتتاحه تعيين كيم جونغ أيل أميناً عاماً للحزب، وسط عاصفة من التصفيق، كما نقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية (يونهاب) عن تلفزيون كوريا الشمالية الرسمي. وذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية أن "إعادة انتخاب (كيم جونغ أيل أميناً عاماً للحزب) تعبير عن التأييد والثقة المطلقة لجميع أعضاء الحزب والشعب". وإضافة إلى كيم جونغ أون، تم منح شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم كيونغ هوي أيضاً رتبة جنرال بأربع نجوم، كما باتت هي الأخرى عضواً في اللجنة المركزية للحزب، وفي اللجنة العسكرية المركزية. وكيم كيونغ هوي (64 عاماً) هي زوجة جانغ سونغ ثايك، الذي يعتبر الرجل الأقوى في النظام، بعد كيم جونغ أيل. ويعتقد أنها ستكون مع زوجها وصية على الابن الشاب، الذي لا يملك خبرة سياسية، في حال وفاة الزعيم الكوري الشمالي أو اضطراره للتنحي بسبب صحته. وتسيطر الابنة على الصناعة الخفيفة في البلاد. كما انتخب المؤتمر أربعة أعضاء جدد في رئاسة المكتب السياسي للحزب التي كان ينفرد بها كيم جونغ أيل. والأربعة هم كيم يونغ نام، الذي يبلغ من العمر 82 عاماً ويترأس البرلمان، وتشو يونغ ريم، وجو ميونغ روك، وري يوغ هو.
واعتبرت اليابان أن ترقية النجل الأصغر لكيم جونغ أيل تغيير في الجيل الحاكم. وقال وزير الخارجية الياباني سايجي ميهارا: "لا شك في أن الترقية إلى رتبة جنرال تكشف بوضوح نوايا النظام الشيوعي". ورأى يانغ مو جين المختص في قضايا كوريا الشمالية في جامعة سيول أن "ترقية كيم جونغ أون (إلى رتبة جنرال) تدل على أنه الخلف". وأضاف: "يمكن أن تحصل انقسامات داخل النظام، لكن أي انقلاب عسكري أو حدث مفاجىء مستبعد". وقال بيك هاك سون من معهد سيجونغ إن سرعة العملية "تدل على أن صحة كيم يونغ أيل تتدهور بسرعة، وإلا لما عمد إلى ترقية ابنه". ونقلت وسائل الإعلام الكورية الجنوبية عن مصادر كورية شمالية أن بيونغ يانغ نظمت بالمناسبة أكبر عرض عسكري في تاريخها. ومع افتتاح المؤتمر، نقلت وسائل الإعلام صوراً لحشود من المندوبين يرتدون البزات الرسمية أو العسكرية وهم يتوافدون على مقر المؤتمر. وكتب على إحدى اليافطات "فلتحيا العقيدة الثورية للزعيم العظيم، الرفيق كيم أيل سونغ!"، في إشارة إلى مؤسس كوريا الشمالية كيم أيل سونغ، الذي توفي في 1994، لكن أعلن رئيساً لمدى الحياة.