اللهم "كرفس"، كل مسؤول يصم آذانه أحمدغراب ويستغشي ثيابه حتى لايسمع أنات المرضى المتصاعدة من حيس في الحديدة. مرض يمني بامتياز، آخر المعلومات تقول إنه حصد أكثر من عشر وفيات ومئات المصابين، مع العلم أن الجهات المعنية أعلنت عن سيطرتها على المرض، مايعني أن المكرفس أصابها فشل مفاصلها ولم يتبق سوى الألسنة وهو مرض يشبه الملاريا في أعراضه، وفيه صفات من حمى الضنك، وسبب انتشاره حمى النفي الصحية. وياعجباه.. أين الإعلام من النزول الميداني لنقل معاناة المواطنين مع هذا الوباء؟! مكتب الصحة في الحديدة لم يعد مكتبا للصحة بل أصبح "مكتب النفي العام" ولا يتكون طاقمه من دكاترة بل من سبعة حروف "لا الناهية ولا النافية ولم الجازمة ولن ولعل وكي ولام التعليل". وفعل المكتب فعل ماضي ناسخ تقديره غياب الوزارة وحضور المكرفس وهو فعل متعدي يقتل الفقراء ويصم آذان المسؤولين. وبحسب مكتب النفي العام "لا وجود للمكرفس، ولم يوجد المكرفس ولن يوجد المكرفس ولا تحدث وفيات، ونحن مسيطرين ولو مش مصدقين اسألوا "سيبويه" والا الزمخشري". مع أن الواقع يؤكد وبالوثائق أن الإصابات لم تعد فردية بل جماعية وأسرية وتعدت العشرات الى المئات خصوصا وأن المستشفى الوحيد في حيس عاجزٌ تماماً عن مواجهة المكرفس، يفتقر لأبسط الاحتياجات والعقاقير الإسعافية. وأقترح أن يقلبوه مسجد لأن كل المرضى الذين يتم إسعافهم إليه لايجدون علاجا فلا يملكون الا الصلاة والدعاء على المسؤولين الذين اهملوا الصحة في حيس وزبيد والجراحي وبيت الفقيه والخوخة التي أصبحت فريسة للأمراض. وتتعاظم المأساة في ظل الفقر المدقع الذي يعاني منه سكانها ما يجعلهم عاجزين عن توفير قيمة علبة دواء. اللهم من تجاهل من المسؤولين حمى الضنك فضنك به واحيه حياة ضنكى واحشره يوم القيامة أعمى.. اللهم ومن تجاهل المكرفس فكرفس به!