أحيا الفلسطينيون الاثنين الذكرى الثانية للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة من فعاليات رسمية وشعبية وذلك وسط استمرار التهديدات بشن إسرائيل حرب جديدة على القطاع الساحلي. وانطلقت فعاليات إحياء الذكرى الثانية للحرب بإطلاق صفارات الإنذار في تمام الساعة 11,25 بالتوقيت المحلي في إشارة للوقت الذي بدأ فيه الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة قبل عامين. وتوقفت حركة السير للسيارات والسكان في كافة شوارع غزة لمدة دقيقة حدادا على أرواح ضحايا الحرب الإسرائيلية. وأطلقت سيارات الإسعاف والدفاع المدني وهي تجوب شوارع المدينة في مسيرات صفاراتها. وتظاهر عشرات الأطفال في ساحة الجندي المجهول وسط غزة للمطالبة للتنديد بالحرب الإسرائيلية والمطالبة بتقديم المسئولين الإسرائيليين عن الحرب إلى المحاكمة الدولية بتهمة ارتكاب (جرائم حرب). وتخلل التظاهرة التي رفعت شعار ( أوقفوا الحرب ضد أطفال غزة) إطلاق صفارات الإنذار إلى جانب عروض لفقرات فنية ومسرحية تناولت مشاهد للحرب خاصة حوادث قتل أطفال والغارات الإسرائيلية. وفي السياق تظاهر مئات الفلسطينيين بدعوة من حركة الجهاد الإسلامي لإحياء الذكرى الثانية للحرب. ورفع المتظاهرون الاعلام الفلسطينية ولافتات تطالب بموقف دولي حازم إزاء استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وأخرى تحث على رفع الحصار عن قطاع غزة. وقال محمد الهندي عضو المكتب السياسي للحركة خلال المسيرة إن "قوة العدو الصهيوني تآكلت ولم يعد يقوم بحروب خاطفة يحقق فيها نصرا حاسما". وأضاف إن شعبنا الفلسطيني ظل صامدا طوال 22 يوما من الحرب ولم يحقق العدو أيا من أهدافه. ومن جهتهم رسم 50 شابا وشابة في فعالية موازية لوحات فنية وجداريات على الجدران الرئيسية لوسط مدينة غزة لتجسيد الحرب الإسرائيلية وأبرز مشاهدها من تدمير للمنازل والمؤسسات وصور ضحايا الأطفال. وأعرب الشبان في لوحاتهم عن أملهم أن يكون العام القادم عاما يحمل فيه السلام ويتوقف العنف. واعتصمت عشرات النساء بدعوة من حركة حماس قبالة مقر المجلس التشريعي وهن يرفعن شعارات تندد بالحرب الإسرائيلية وتطالب بتمكين النساء الفلسطينيات من حقوقهن. إلى ذلك انتشر آلاف العناصر من الشرطة التابعة للحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس، على المفترقات والشوارع الرئيسية في قطاع غزة. ووضعت عناصر من الشرطة أكاليل من الزهور على نصب تذكاري لشهداء الأجهزة الأمنية الذين قضوا خلال الحرب الإسرائيلية. وشنت إسرائيل قبل عامين عملية (الرصاص المصبوب) العسكرية على قطاع غزة استمرت 22 يوما مخلفة 1400 شهيد فلسطيني وخمسة ألاف جريح إلى جانب مقتل عشرة إسرائيليين. وفي السياق ذاته، قالت وزارة الداخلية في بيان تلقت يونايتد برس انترناشونال نسخة منه، أن عدد الشهداء في صفوفها خلال الحرب بلغ 366 شهيداً من كافة أبناء الأجهزة الأمنية، فيما أصيب 340 فرداً آخرين. وأشارت إلى أن الغارات الإسرائيلية دمرت ما نسبته 86% من مواقع الأجهزة الأمنية في كافة محافظات القطاع ما بين تدمير كلي وجزئي، لافتةً إلى أنها قامت بإعادة إنشاء وترميم ما نسبته 85% مما دمرته الغارات رغم الحصار المفروض على قطاع غزة لأكثر من أربع سنوات على التوالي. ومن جهتها قالت حركة المقاومة الاسلامية حماس، إنها استطاعت والمقاومة الفلسطينية بشكل عام أن (تفشل) الحرب الإسرائيلية، مضيفة إنها "لم تتنازل ولم تعترف بالكيان ولم ترضخ للشروط الصهيونية". ودعت الحركة إلى دراسة دقيقة لوثائق (ويكيليكس) الأمريكية المسربة حديثا لاستخلاص العبر ومحاكمة كل من خان الشعب الفلسطيني والقضية. وبدوره حذر تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية من عدوان إسرائيلي جديد تترقب إسرائيل الفرصة والذرائع المناسبة لشنه على قطاع غزة لحرف الأنظار عن أزماتها وعزلتها الدولية. واعتبر خالد، في بيان له، أن "قادة إسرائيل لم يستخلصوا الدروس السياسية المناسبة لعدوانهم قبل عامين على القطاع وما اقترفت آلة حربهم المدمرة من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية". ودعا خالد المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل، قبل فوات الأوان، والضغط على حكومة إسرائيل لثنيها عن شن "عدوان دموي" جديد على غزة، مشددا على الحاجة لإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي.