اتهم رئيس الوزراء التونسي الاثنين المحتجين الذين نظموا موجة من المظاهرات في مطلع الاسبوع بالعمل على زعزعة استقرار البلاد بعد مرور ستة أشهر على الثورة التي اطاحت بالرئيس السابق زين العبدين بن علي. وقتل رجل حين أطلقت الشرطة النار في الهواء الأحد للسيطرة على الحشود خلال مظاهرة. وكانت هذه أول حالة وفاة يرد وقوعها في موجة الاحتجاجات العنيفة التي شهدتها تونس ومدن اخرى منذ يوم الجمعة. وقال رئيس الوزراء الباجي قائد السبسي إن المحتجين يهدفون إلى اشاعة الفوضى وتعطيل خطط إجراء انتخابات في 23 اكتوبر تشرين الأول لاختيار جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد. وقال في كلمة بثها التلفزيون إن ثمة خطة مدبرة لزعزعة استقرار البلاد مضيفا إن الانتخابات ستجرى في موعدها برغم كل شيء وناشد الاحزاب السياسية والمواطنين الدفاع عن البلاد. وقالت وزارة الدفاع ان المتظاهر قتل في سيدي بوزيد وهي البلدة التي أشعل فيها شاب النار في نفسه في ديسمبر كانون الاول مطلقا الشرارة التي فجرت ثورات الربيع العربي. وقال العميد مروان بوقرة المسؤول بوزارة الدفاع للصحفيين في تونس اليوم الاثنين ان الجنود أطلقوا النار في الهواء لتفريق "مثيري شغب" هاجموهم. وقالت الحكومة في وقت لاحق انها أمرت بحظر التجول ليلا في البلدة اعتبارا من الاثنين. وسيستمر حظر التجول من الساعة العاشرة مساء (9 مساء بتوقيت غرينتش) حتى الساعة الخامسة صباحا كل ليلة لحين اشعار اخر. وكانت المظاهرات أبرز علامة حتى الان على التوتر بين المؤسسة العلمانية التونسية والإسلاميين الذين باتوا أكثر جرأة منذ الإطاحة ببن علي. واندلعت أعمال العنف الأحد بسبب حادث وقع يوم الجمعة حين أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع داخل مسجد في محاولة لفض مظاهرة مناهضة للحكومة في وسط العاصمة تونس. وفي حي الانطلاقة بغرب العاصمة أضرم نحو 200 شاب كثيرون منهم ملتحون النار في مركز للشرطة. وفي بلدة منزل بورقيبة التي تبعد نحو 70 كيلومترا شمالي العاصمة قال مصدر بالشرطة لرويترز ان اربعة من ضباط الشرطة اصيبوا بجروح في اشتباكات مع مثيري الشغب.