كان العلماء البريطانيون نجحوا في تحفيز خلايا نخاع عظم الرجل على النمو الى خلايا منوية بدائية وتمكنوا الآن من تحقيق النجاح نفسه مع خلايا جذعية من جنين أنثوي. وطلب فريق الباحثين من جامعة نيوكاسل موافقة السلطات على تحويل نخاع عظم امرأة الى حيوان منوي بحيث يجعل هذه الطريقة إذا نجحت أكثر عملية من تحقيق النتيجة نفسها بخلايا جنينية. ويتيح هذا الاختراق امكانية ان تنجب امرأتان مثليتان اطفالا يحملون جيناتهما باستخدام حيوان منوي يجري تخليقه من نخاع عظم احدى المرأتين لتخصيب بويضة من شريكتها. ويختلف النساء والرجال بسبب ما يُسمى كروموسومات الجنس. فكل من الرجل والمرأة يحمل كروموسوم X ولكن الرجل وحده يحمل كروموسوم Y الذي يحوي عدة جينات يعتقد العلماء انها ضرورية لتخليق الحيوان المنوي. لذا كان العلماء يشكون في امكانية استخدام الخلايا الجذعية للمرأة لتخليق حيوان منوي. وكان البروفيسور كريم نايرنيا استاذ بيولوجيا الخلايا الجذعية في جامعة نيوكاسل حقق اختراقا علميا نال تغطية اعلامية واسعة في نيسان/ابريل الماضي بأخذ خلايا جذعية من رجال بالغين وتحفيزها على النمو الى حيوان منوي بدائي. وتمكن الآن من تكرار النجاح نفسه بتخليق خلايا منوية بدائية مستخدما خلايا جذعية جنينية انثوية. والخطوة التالية التي يعمل البروفيسور نايرنيا عليها الآن هي جعل هذه الخلايا المنوية البدائية تنشطر مناصفة بمعنى ان يكون في كل خلية جديدة نصف كروموسومات الخلية الأم بحيث تتوفر مادة وراثية مناسبة للتخصيب. وأعرب نايرنيا عن تفاؤله بامكانية تحقيق ذلك في تصريح لمجلة نيو ساينتست العلمية. ولكن صحيفة الديلي تلغراف نقلت عن الدكتور روبن لوفيل باج الخبير في علم الخلايا الجذعية وتحديد الجنس في المعهد الوطني للأبحاث الطبية في لندن شكه في امكانية تحقيق ذلك. وقال الدكتور باج ان وجود كروموسومين من نوع X يتعارض مع ذلك. والأكثر من ذلك ان العملية تحتاج الى جينات من كروموسوم Y لانجاز الانشطار التنصيفي. ويبحث البرلمان البريطاني امكانية تعديل القوانين ذات العلاقة بالتخصيب والأجنة البشرية بحيث يجيز استخدام بويضات وحيوانات منوية يجري تخليقها في المختبر من خلايا جذعية مع اضافة فقرة تقصر ذلك على الحيوان المنوي من الذكر والبويضة من الانثى.
