- تتواصل المواجهات على أشدها في محيط قيفة، المعقل الرئيسي لتنظيم القاعدة في مديريات رداع السبع محافظة البيضاء، فيما وزع أنصار الله (الحوثيون) مسلحيهم في مدينة رداع على مواقع مصغرة على أطراف المدينة من جميع الاتجاهات لصد أي هجوم تشنه القاعدة التي قد تحاول استعادة رداع من قبضة الحوثيين. وقالت ل"اليمن اليوم" مصادر ميدانية محلية وعسكرية متطابقة إن الحوثيين شنوا، عصر ومساء أمس، هجوماً عنيفاً على مواقع تابعة لتنظيم القاعدة في الجهة الشمالية والغربية لجبل شبر الاستراتيجي والمطل على المناسح مركز مديرية ولد ربيع (أهم مديريات قيفة الثلاث ومعقل القاعدة بقيادة آل الذهب). وأوضحت المصادر أن الحوثيين حاولوا استكمال السيطرة على سلسلة جبال شبر، مستفيدين من سيطرتهم التامة على الجبال المقابلة له (جبال الكسارة وقرية الفقه)، مشيرة إلى أن مسلحي القاعدة تصدوا للهجوم، حتى ساعة كتابة الخبر منتصف الليل، رغم كثافة القصف. وأضافت المصادر أن الحوثيين دخلوا من وادي المحيا في الجنوب الغربي لوادي ثاه الواقع على الحدود بين قيفة ومديرية العرش، ويسكن مناطق ثاه آل الحمزي وأسر أخرى تدين بالولاء لجماعة الحوثي.. وتوقعت المصادر أن تشكل هذه الأسر ورقة رابحة لجماعة أنصار الله (الحوثيين). وذكرت المصادر وشهود عيان أن تعزيزات حربية ضخمة وصلت الحوثيين إلى مواقعهم في جبال الكسارة وقرية بيت الفقه ووادي المحيا قادمة من جهة مديرية العرش التي يمر منها الخط العام الرابط بين رداعوذمار، فيما قصفت قوات الحوثيين المتمركزين في قاع فيد- بين عنس وذمار وعرش رداع- بشكل مكثف على مقاتلي القاعدة في شمال وغرب جبال شبر. ومن جهة الغرب- على حدود عنس ذمار والمناسح قيفة- تواصلت المواجهات بمختلف أنواع الأسلحة، ولكن دون حدوث تقدم ميداني يذكر. وكان الحوثيون سيطروا على جبال أسبيل التابعة لعنس ذمار والمطلة على المناسح مركز مديرية ولد ربيع (قيفة)، ويحاول الحوثيون تكثيف الضغط على القاعدة في معقلها الرئيس، وقد ساهمت هذه الاستراتيجية في سيطرة الحوثيين على مدينة رداع، أمس الأول، حيث انسحب مسلحو القاعدة وحزب الإصلاح للدفاع عن معاقل التنظيم في قيفة. وتتكوَّن قيفة من ثلاث مديريات (ولد ربيع "المناسح"، والقريشية "محن يزيد"، وآل غنيم) وأهمها ولد ربيع المعقل الرئيسي للقاعدة هناك. وذكرت المصادر بأن القاعدة نصبت كميناً لطقم تابع للحوثيين في منطقة الحنكة، عصر أمس، أثناء توجهه إلى جبل أسبيل ما أسفر عن مقتل 5 من الحوثيين وإصابة آخرين، فيما لقي 2 من عناصر القاعدة مصرعهما وأصيب آخرون بمواجهات أعقبت الكمين، حيث وصلت تعزيزات للحوثيين من ذمارورداع. وفي مدينة رداع، كبرى وأهم مدن محافظة البيضاء والتي تعيش يومها الثاني بيد الحوثيين، قُتل أحد عناصر تنظيم القاعدة أثناء محاولته تنفيذ عملية إرهابية بحق نقطة تابعة للحوثيين. وقالت مصادر محلية وأمنية ل"اليمن اليوم" إن مسلحاً على متن دراجة نارية هاجم نقطة تابعة للحوثيين في منطقة باب المحجري قرب قلعة العامرية التاريخية، ولكن سرعان ما أطلق أفراد النقطة النار عليه وأردوه قتيلاً. وذكرت المصادر أن جماعة أنصار الله أعادوا توزيع مسلحيهم الذين كان قد تم نشرهم بشكل مكثف على جميع شوارع المدينة، أمس الأول. وقالت المصادر إن أنصار الله وزعوا، أمس، مسلحيهم على مواقع مصغرة في أطراف المدينة من جميع الاتجاهات لصد أي هجوم قد تشنه القاعدة، أكان لغرض استعادتها أو لتنفيذ عمليات إرهابية بحق أنصار الله وقوات الجيش والأمن وكذا اللجان الشعبية المساندة للجماعة. وبحسب المصادر فإن أنصار الله نسقوا مع الجيش والأمن واللجان الشعبية في مسألة توزيع النقاط في الشوارع وداخل أحياء المدينة لحفظ الأمن.
