من الدراسات تشير الى حقيقة أنه كلما تقدمنا في العمر، كلما زادت لدينا الأمراض الشائعة مثل السكري، ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب والأوعية الدموية وغيرها، فضلا عن زيادة ظواهر مختلفة مثل مشاكل مختلفة في الجهاز الهضمي مثل تكون الغازات في الجهاز الهضمي او انتفاخ البطن. العديد من هذه الظواهر ترتبط إلى حد كبير بنمط الحياة مثل التدخين، التوتر، عدم ممارسة الرياضة، جنبا إلى جنب مع تناول كميات كبيرة من الدهون المشبعة والكولسترول، استهلاك كميات كبيرة من السكر والملح واستهلاك كمية قليلة من الألياف وغير ذلك وجميعها تشكل ايضا أسباب انتفاخ البطن. جميعا نعرف أيضا حقيقة أن تقدم العمر يجلب معه تغييرات في بنية ووظيفة الأجهزة والأنظمة المختلفة في الجسم، والتي ينبغي معالجتها والتصرف وفقا لذلك. كل شخص ينتج خلال عملية هضم الغذاء غازات في جسمه مثل الميثان، الهيدروجين، ثاني أكسيد الكربون، والنيتروجين ويقوم بإطلاق بعضها خارج الجسم، أحيانا بكميات ضئيلة لا يلاحظها هو نفسه وأحيانا بكميات أكبر قد تؤثر على مجرى الحياة العادية. غالبا تكون أسباب انتفاخ البطن ناجمة عن ابتلاع الهواء أثناء الأكل والشرب، الهواء الذي لا يخرج عن طريق التجشؤ. المشكلة تبدأ عندما تصل بعض الغازات الى الأمعاء الغليظة، وتبدأ ب " التجول" في البطن وتسبب لضغوط وانتفاخات مزعجة. أسباب انتفاخ البطن وتكون الغازات في الجهاز الهضمي: • عدم تحمل طعام معين. عندما لا يتحلل الطعام بشكل صحيح بسبب عدم وجود بعض الأنزيمات اللازمة لتحلله. على سبيل المثال الهيدروجين ينتج بكميات كبيرة لدى أولئك الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز- سكر الحليب. • الحساسية للأغذية. عندما يحدث رد فعل في الجهاز المناعي بسبب تناول طعام مثل في مرض الداء البطني (الداء الزلاقي ، السيلياك) الذي يكون الجسم فيه غير قادر على التعامل مع الغلوتين. • متلازمة القولون العصبي. مجموعة من الظواهر الفسيولوجية التي تنسب للنشاط غير السليم للأمعاء، والناجم عن اضطراب في عملية هضم الطعام في الأمعاء، فضلا عن وجود عوامل نفسية مثل التوتر. • المشروبات الغازية قد تكون من أسباب انتفاخ البطن وتزيد من دخول الغازات الى الجهاز الهضمي. • مضغ العلكة والتدخين. • استخدام أدوية مختلفة. مثل بعد تناول المضادات الحيوية أو الأدوية التي تحتوي على اللاكتوز (سكر الحليب)، السكروز أو الفركتوز، لدى الحساسين لهذه السكريات. • الإضافات الغذائية أو أصباغ الطعام في الأغذية المصنعة. • الأمراض المختلفة. الالتهابات المعوية يمكن أن تسبب لمشاكل الامتصاص في الأمعاء وعدم القدرة على امتصاص العناصر الغذائية المختلفة، تليف الكبد، الأمراض الخبيثة، وما شابه ذلك. ماذا نفعل؟ عادة، ظاهرة الغازات لا تشير إلى وجود مشكلة طبية، ولكن لا يجب التشخيص بشكل مستقل والامتناع عن اجراء الفحص الموثوق والدقيق من قبل الطبيب. من ناحية أخرى، هناك أطعمة التي يعرف انها من أسباب انتفاخ البطن وتؤدي لتكون الغازات في الجهاز الهضمي، والتي ينبغي تجنبها، وهناك أطعمة التي تخفف الأعراض والتي ينصح بتناولها. بعد تشخيص الطبيب يجب التوجه للحصول على المشورة المهنية من اختصاصي التغذية. الأطعمة التي قد تكون من أسباب انتفاخ البطن: • الأطعمة من العائلة الصليبية: الملفوف، القرنبيط، البروكلي، ( المطبوخة والطازجة). • الفاكهة المجففة: المشمش، الخوخ، الزبيب، وما شابه ذلك. • الأطعمة من العائلة البقولية: مثل الفاصوليا، البازلاء، الحمص، العدس. • الصويا. • الباذنجان. • الخس. • البصل. • المحليات الاصطناعية: السوربيتول. • منتجات الألبان. • الأطعمة الدهنية: الكعك، السمن، الزبدة، الصلصات. • الألياف: في بعض الأحيان نقصها يؤدي لعدم الراحة، وأحيانا زيادتها تسبب لهذه الظاهرة. لذا، يجب تشخيص المشكلة والتقليل أو الزيادة منها وفقا لذلك. مثال على الأطعمة الغنية بالألياف: الحبوب، الأرز البني، الخضار والفواكه بقشرتها، خبز القمح الكامل، النخالة وغير ذلك. أحيانا العلاج لا يكون غذائيا فقط وتكون هناك حاجة إلى إضافة أدوية مختلفة مثل مضادات الحامضية، أقراص الفحم النشط أو الأدوية المختلفة. بالإضافة الى ذلك فالأعشاب الطبية مثل البابونج، الزنجبيل، الانجليكا، الكزبرة، الألوفيرا، وغيرها قد تساعد. حول هذه الأعشاب يجب استشارة الأشخاص المهنيين في هذا المجال. تغيير نمط الحياة مثل خفض التوتر، زيادة النشاط البدني، فضلا عن التغيير في النظام الغذائي وفي طريقة تناول الطعام ( الأكل ببطء، بقضمات صغيرة، عند الجلوس فقط، التركيز على تناول الطعام دون أي نشاط آخر مثل مشاهدة التلفزيون) قد تساعد كثيرا في منع ظاهرة الغازات وأسباب انتفاخ البطن.
