وجّه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انتقادات شديدة لخطط أميركية بنشر سفن حربية جديدة في البحار الدولية، في إطار ما وصفها بأنها «خطة انشاء درع صاروخية عالمية»، محذراً من «وضع لا مخرج منه»، في إشارة إلى تطور اعتبره خبراء عسكريون «يعزز انطلاق سباق تسلح جديد». وأعرب لافروف خلال حديث مع صحافيين روس أمس، عن خيبة أمل بلاده بسبب توجه واشنطن لتوسيع خطط نشر منظومات دفاع صاروخية عبر نشر سفن حربية في بحار الابيض المتوسط والاسود وبارنتس والشمال والبلطيق. وأوضح الوزير الروسي أن الجانب الأميركي «لم يستبعد تطوراً من هذا النوع خلال محادثات ثنائية جرت أخيراً، في إطار قمة آسيا والمحيط الهادىء، في حديث مع الصحافيين امس، في طريق عودته من هاواي حيث عقدت القمة الى موسكو. وأضاف ان الاميركيين «اعترفوا بذلك وسيقومون بنشر سفن حربية مزودة عناصر مضادة للصواريخ، ليس في المتوسط وحده بل وفي الاسود وبارنتس والشمال والبلطيق». واتهم لافروف واشنطن بأنها تعمل على تصعيد الموقف و»نحن الآن في وضع لا مخرج منه»، معتبراً أن ما يجري تنفيذه «خطة أحادية الجانب لإنشاء درع صاروخية عالمية، وستحمل غطاء حلف الأطلسي ولكنها أميركية التفاصيل تماماً». وانتقد بقوة تهرب الغرب من توضيح أسباب التوسع العسكري شمالاً، مضيفاً أن «محاوري الحلف يكتفون بالإجابة عن تساؤلاتنا في هذا الشأن بأن ذلك أمر ضروري». وزاد: «أن تأكيداتنا بأن طهران لا تمتلك صواريخ يمكنها الوصول إلى المناطق الشمالية لا تلقى تفهماً من جانبهم» في إشارة إلى المحاورين الغربيين الذين «يصرون على احتمال امتلاك إيران تقنيات صاروخية بعيدة المدى في المستقبل». وفي الوقت ذاته قال لافروف إن المحاورين الأميركيين «يكررون تأكيدات بأن المنظومة لا تستهدفنا ولكننا لم نحصل على ضمانات». «ضمانات واضحة» وأوضح الوزير الروسي: «قلنا هذا بوضوح خلال اللقاءات مع الأميركيين. والرئيس (ديمتري) مدفيديف أكد بشكل دقيق ل(الرئيس الأميركي باراك) أوباما، اننا نطالب بضمانات واضحة ومحددة». واشار إلى أن «الضمانات يجب ان تكون واضحة ومكتوبة وهم لم يحاولوا التعامل بايجابية مع وجهة نظرنا». اللافت أن تصريحات لافروف أتت بعد يومين على إعلان خبراء عسكريين روس بأن موسكو «لن تسمح بتهديد أمنها الإستراتيجي» وأن مماطلة الغرب في تقديم ضمانات واضحة لروسيا في مسألة «الدرع» وتوسيع إطار نشر القوات العسكرية «الأطلسية» سيؤدي إلى تدابير جوابية مباشرة من جانب موسكو وقد يسفر عن إطلاق سباق تسلح جديد في العالم.
