في الوقت الذي شنت فيه سلطات الأمن الروسية حملة اعتقالات طالت نحو 170 شخصاً من المعارضة، في اثنتين من المدن الكبرى، تمكن حزب "روسيا الموحدة"، بزعامة الرئيس السابق ورئيس الوزراء الحالي، فلاديمير بوتين، من تحقيق فوز صعب في الانتخابات البرلمانية، بنسبة تقارب 50 في المائة. وبحسب ما أعلنت اللجنة المركزية للانتخابات الاثنين، فإن حزب "روسيا الموحدة" حصل في الانتخابات، التي جرت الأحد، على ما يقرب من 50.08 في المائة، من إجمالي عدد أصوات الناخبين، بعد تلقي اللجنة حوالي 80 في المائة من محاضر فرز الأصوات. وجاء "الحزب الشيوعي" في المرتبة الثانية بعد حصوله على نسبة 19.2 في المائة من الأصوات، ثم حزب "روسيا العادلة" في المرتبة الثالثة بنسبة 12.98 في المائة، يليه الحزب "الليبرالي الديمقراطي" في المركز الرابع، بحصوله على نسبة 11.7 في المائة من مجموع الأصوات. وتظهر هذه النتائج خسارة الحزب الحاكم لعدد كبير من مقاعده داخل مجلس "الدوما"، منذ انتخابات 2007، عندما فاز بنسبة 64.3 في المائة، ليشغل نوابه 315 مقعداً من أصل 450 مقعد داخل المجلس، وبحسب النتائج الحالية فإن عدد المقاعد التي سيشغلها نوابه لن يتجاوز 240 مقعد. وأظهرت نتائج الانتخابات أن ثلاثة أحزاب أخرى شاركت في الانتخابات، لم تتمكن من الفوز بأي مقاعد داخل البرلمان، حيث لم تتجاوز النسبة المحددة ب7 في المائة، وهذه الأحزاب هي: حزب "يابلوكو" الذي حصل على نسبة تقارب 3 في المائة، إضافة إلى حزبي "وطنيو روسيا" و"برافويه ديلو." وفي تعليق له على النتائج الأولية للانتخابات، والتي تظهر تراجع "روسيا الموحدة"، اعتبر بوتين، زعيم الحزب، أن النتائج "معقولة"، وأضاف أنها تعكس الوضع الحقيقي في البلاد، وذكر أن حزبه تحمل المسؤولية، خلال السنوات الأربعة الماضية، عن "نجاحات وإخفاقات" السلطة. وأضاف بوتين، الذي رشحه حزبه للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في الرابع من مارس/ آذار 2012، أن "انتخابات مجلس الدوما، أكدت دور روسيا الموحدة الطليعي في إدارة شؤون البلاد، مما يمهد لضمان تطورها الديناميكي الثابت لاحقاً." من جانبه، أشار الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، والذي ترأس قائمة "روسيا الموحدة" في الانتخابات، إلى أن صعوبات المرحلة الأخيرة التي شهدت تأثر روسيا بتداعيات الأزمة المالية والاقتصادية العالمية، وجدت انعكاساً لها في نتيجة هذه الانتخابات. على صعيد آخر، ذكرت وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء، نقلاً عن مسؤول أمني، أن الشرطة اعتقلت ما يقرب من مائة شخص، كانوا يشاركون في احتجاجات ضد الحزب الحاكم في العاصمة موسكو الأحد، بينما تم اعتقال نحو 70 آخرين في مدينة "سان بطرسبرغ." كما أفادت عدة مواقع للمعارضة الروسية، تضم مواقع محطات إذاعية، وجماعات لمراقبة الانتخابات، بتعرضها لعملية قرصنة إلكترونية في يوم الانتخابات، استمرت عدة ساعات، مما حال دون نشر أي معلومات حول "الانتهاكات" التي شهدتها العملية الانتخابية