صرح أنس العبدة عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري لبي بي سي بأن الاتفاق الذي توصل إليه المجلس مع هيئة التنسيق الوطنية السورية لقوى التغيير الديموقراطي غير ملزم بالنسبة له. جاء ذلك بعد تعرض اتفاق أكبر حركتين معارضتين لحكم الرئيس السوري بشار الأسد لانتقادات من قبل حركات معارضة أخرى، من بينها ما يسمى بالهيئة العامة للثورة السورية، والتي انتقدت ما ورد فيه من رفض لأي تدخل عسكري أجنبي في سوريا. فيما أعلنت مصادر في المعارضة أن جامعة الدول العربية ستتسلم اليوم الأحد الاتفاق الذي تم التوصل إليها. وكان برهان غليون رئيس المجلس الوطني وهيثم مناع رئيس هيئة التنسيق الوطنية قد وقعا الاتفاق السبت في القاهرة. ويهدف الاتفاق وفقا للموقعين عليه إلى "تحديد ملامح مرحلة ما بعد نظام الرئيس بشار الأسد والقواعد السياسية للنضال الديموقراطي والمرحلة الانتقالية". ويضم المجلس الوطني الانتقالي الجزء الاكبر من المعارضة السورية، بينما تضم الهيئة احزابا تجمع اليسار السوري وحزب العمل الشيوعي وحزب الاتحاد الاشتراكي و11 حزبا كرديا الى جانب شخصيات معارضة. وقالت الهيئة في بيان اصدرته السبت إنها "تزف نبأ توقيع الاتفاق السياسي" مع المجلس الوطني السوري في القاهرة امس، "اثر مباحثات استمرت لاكثر من شهر". واوضحت ان الاتفاق وقعه رئيس المجلس برهان غليون والناشط هيثم مناع عن هيئة التنسيق. واضافت ان "الاتفاق ينص على تحديد القواعد السياسية للنضال الديموقراطي والمرحلة الانتقالية محددا اهم معالم سوريا الغد التي يطمح لها كل حريص على كرامة الوطن وحقوق المواطن وأسس بناء الدولة المدنية الديموقراطية". من ناحية أخرى تضاربت التصريحات الصادرة عن مراقبي البعثة العربية المكلفة بتقييم التزام الحكومة السورية بالمبادرة العربية حول قيام قناصة في مدينة درعا باستهداف المدنيين بعد نشر مقاطع فيديو على شبكة الانترنت يقر فيها أحد المراقبين بوجود قناصة. ولكن رئيس بعثة المراقبين اللواء مصطفى الدابي نفى في مقابلة مع بي بي سي أن يكون أحد مراقبي البعثة قد رأى قناصة في المدينة. وأظهر المقطع أحد المراقبين وهو يقول إنه رأي قناصة على أسطح المنازل وطالب بسحبهم من المدينة. ولا يمكن التحقق من صحة الفيديو الذي تم بثه على الانترنت ولكن يظهر فيه شخص يعتقد أنه أحد المراقبين وهو يحتج على قيام قناصة باستهداف المتظاهرين في درعا. وقال المراقب موجها كلامه إلى المتظاهرين " تقولون إن هناك قناصة. لا داعي لأن تقولوا لي. لقد شاهدتهم بنفسي". وأضاف أن مخاوف بعثة المراقبين سيتم نقلها إلى الجامعة العربية وهدد باتخاذ اجراءات إذا لم يتم سحب القناصة في غضون 24 ساعة. وفي تقرير منفصل، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر مقرب من بعثة المراقبين قوله إن المراقبين شاهدوا قناصة في دوما في ريف دمشق. ولكن رئيس البعثة اللواء مصطفى الدابي نفي صحة هذه التصريحات ووصفها بأنها " افتراضية". وقال الدابي في مقابلة مع بي بي سي " إذا رأى هذا الرجل القناصة بعينيه فسيقدم تقريرا فوريا عن الحادثة ولكن لم يحدث أنه شاهد القناصة". ويقول مراسل بي بي سي في بيروت جون دونيسون إن تصريحات رئيس البعثة ستزيد من شكوك المعارضين بشأن البعثة العربية بعد اتهامها في وقت سابق بأنها منحازة إلى جانب النظام السوري. وكان الدابي قد صرح عقب زيارته إلى حمص الخميس الماضي بأنه "شاهد بعض الفوضي في عدة مناطق ولكنه لم يجد أي شئ مخيف". وكان المتظاهرين يشعرون بغضب شديد تجاه بعثة المراقبين التي تواصل عملها لليوم الخامس وتبدو عاجزة عن وقف أعمال العنف وسقوط القتلى.