أوضح الفنان التشكيلي المغربي والعالمي، أحمد بن يسف في حديث خاص ل"العربية نت"، والمقيم ما بين إسبانيا والولايات المتحدةالأمريكية والمغرب-، أن "الهجرة هي شيء طبيعي، وُلد مع الإنسان"، مضيفا أن "أول هجرة هي ولادة الإنسان، أي خروجه من بطن أمه". ففي المعرض الدولي للكتاب في المغرب، شارك الفنان التشكيلي أحمد بن يسف، في تقديم كتاب من إصدار مجلس مغارب العالم، يرصد "مسارات وجوه مغربية مهاجرة في إسبانيا"، وفي لقاء مع "العربية نت"، تحدث الفنان بن يسف بأن "الهجرة في عالم الإبداع من الضروريات"، معلنا أن "الهجرة هي نوع من التواصل"، وبأن "كل منتوج إنساني يحتاج إلى الهجرة". الفنان ابن تطوان والفنان العالمي أحمد بن يسف، من مواليد 1945 في مدينة تطوان، في شمال المغرب، وهو خريج مدرسة الفنون الجميلة في مدينة تطوان، والمدرسة العليا للفنون الجميلة في مدينة إشبيلية في جنوب إسبانيا، وهو صاحب الاعتراف، بأنه "يعيش بأمل تقديم أحسن لوحة في حياته". واعترف بن يسف بأن "حياته حصيلة للتفاؤل"، فعبد "إنهاء دراساته العليا" في إسبانيا خلال النصف الثاني من القرن الماضي، في العام 1970، "سأله أصدقاؤه، هل سيعود إلى المغرب للتدريس، أم سيدرس في إسبانيا"، فكان جوابه مباشرة بأنه "لا يريد أن يكون أستاذا، بل طالبا في هذه الحياة". فعندما أخبر زملاءه في الدراسة في إسبانيا، بأنه "يعيش ويحاول العيش من الفن"، أتى ردهم جميعا "أنت أحمق يا أحمد، لا يمكن أن يعيش أحد من الفن، باستثناء بيماسو ودالي"، فكان رده على من اتهمه بالجنون بتحدي "الشباب والطموح والتفاؤل الكبير"، بأنه "سيكون الثالث بعد بيماسو ودالي". لا أصدق العيش بكرامة من الفن وبكل جرأة، اعترف بن يسف ل"العربية نت"، بأنه "معجب بما هو عليه الآن"، أي "أنه معجب بوضعيته الحالية"، و"عمره 70 عاما"، وبأنه "غير مصدق بأنه يعيش بكرامة من الفن"، واصفاً وضعه الحالي ب "الاستثنائي"، لأنه "لم يتصور يوما أن هذا الميدان - الفن التشكيلي - يعطيه هذه الحظوة، ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا". وأقر بن يسف بأن له "علاقة حميمية مع وطنه - المغرب -وملكه- محمد السادس - وقيمه"، مشدداً بأنه "معتز بالثلاثة"، كاشفاً عن "اعتزازه بتوشيحه من طرف الراحل الملك الحسن الثاني، والعاهل محمد السادس"، ومقراً في نفس الاتجاه، بأن "التوشيحين الملكيين" هما "افتخار كبير له ولعائلته". ويصف الفنان بن يسف، العاهل الراحل الحسن الثاني، بأن "له رؤية للفن، إلى جانب رؤى في مجالات عديدة"، معلناً أن "الحسن الثاني كان عبقريا"، وموضحا أن "المغرب يعيش استمرارية وتطويراً مع العاهل محمد السادس". الفن التشكيلي: وسيلة للتعبير ويعرّف هرم الفن التشكيلي بن يسف، "لغة الفن التشكيلي"، بأنها "لغة الألوان والأشكال والنوعيات ودرجات الألوان la gamma"، مشدداً على أن الفن التشكيلي هو "خطاب ووسيلة للتعبير". وعندما سألته "العربية نت"، عن "ماذا تعني لك اللوحة في الفن التشكيلي؟"، أجاب الفنان بن يسف أن "الخطاب الأول والرئيسي هو خطاب اللوحة، لأن اللوحة لها قراءتان، فالأولى أدبية والثانية تقنية"، ف "التقنية في القراءة، هي التي يقوم بها المحترف"، فيما "القراءة الأدبية" فهي بحسب "خلفيات المتلقي"، وهنا يستشهد المبدع بالريشة، بالمفكر الإسباني خوان رامون خينيز: "أن تنظر إلى أي عمل فني، ليس من الكفاية أن تنظر لمحتويات اللوحة، لا بد أن تعرف ما بداخلك". وعبر العربية نت، أعلن أشهر فنان تشكيلي مغربي عبر العالم، أنه "سيمارس إلى آخر رمق في حياته" الرسم والإبداع، لأن "هذا الميدان يعيش من أجله ومنه وإليه"، كاشفا أنه "كلفه 3 زيجات"، وبأنه "يضحي من أجله، لأنه جزء من حياته"، كاشفا عن "تضحيته بمناصب من أجل الفن". تطوان: غراب افترسته الهجرة ويسترجع الفنان بن يسف مدينة تطوان، مسقط رأسه، والملقبة في المغرب ب "الحمامة البيضاء"، بأنها "ليست تلك المدينة، التي نشأ وترعرع فيها"، متذكرا بحنين "طفولته ومراهقته في تطوان، إلى غاية العشرين عاماً من عمره". ويصف بن يسف "مدينة تطوان - مسقط رأسه - اليوم" بأنها "شبح" بعد أن "افترستها الهجرة بمختلف أنواعها، وشوهت كل أشكال جمالها، وغيرت تصنيفها من الحمامة إلى الغراب"، إلا أنه يتحدث في نفس السياق بفخر عن "المدرسة التطوانية للفنون الجميلة"، كأول مؤسسة فنية أنشأت في المغرب.