تمكن تنظيم الدولة الإسلامية من السيطرة على أجزاء من مصفاة بيجي النفطية الواقعة شمال تكريت مركز محافظة صلاح الدين شمال بغداد، بينما دعا أسامة النجيفي نائب الرئيس العراقي التحالف الدولي لتكثيف غاراته الجوية على مواقع التنظيم بمحافظة الأنبار، في الوقت الذي حذر فيه مسؤول عراقي من سقوط مدينة الرمادي مركز المحافظة خلال ساعات بيد التنظيم. وذكرت مصادر إعلامية مقربة من التنظيم أن التنظيم شن هجوما منظما على مصفاة بيجي من جهاتها الأربع، بدأها بالمرحلة الأولى للسيطرة على المصفاة صباح اليوم السبت، حيث اقتحم مقاتلو التنظيم الأبنية المحيطة بالمصفاة، وانتهت قبيل الظهيرة بسيطرتهم على الأبنية كلها. وفي المرحلة الثانية تمكن التنظيم من اقتحام المصفاة والسيطرة على أجزاء منها، حيث سيطر المقاتلون على مخازن الوقود وعلى عدد من المباني داخل المصفاة. وذكرت وسائل إعلام رسمية أن هجوما نفذه مقاتلو التنظيم استهدف مبنى المعهد النفطي في المصفاة، الذي يتخذه ضباط الجيش العراقي مركزا للقيادة. من جانبها أفادت وكالة الأناضول بأن سحب الدخان غطت سماء مدينة بيجي نتيجة اندلاع النيران بأحد خزانات النفط، إثر قصفه من قبل تنظيم الدولة، حسب مصدر أمني. وقال المصدر إن التنظيم الذي يسيطر على أجزاء من مدينة بيجي قصف المصفاة النفطية القريبة من المدينة، مما أدى إلى احتراق أحد خزانات النفط الخام، وبين أن طيران التحالف الدولي تدخل وقصف رتلا للتنظيم قرب المصفاة، مما أسفر عن مقتل 15 عنصرا على الأقل من التنظيم. ويسيطر تنظيم الدولة على أجزاء من مدينة بيجي، بينما تحاول الحكومة العراقية إخضاع المدينة كاملة لسيطرتها، حيث تقع فيها أكبر مصفاة لتكرير النفط شمالي العراق. السيطرة على الرمادي من جهة أخرى حذر نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي من سقوط الرمادي مركز محافظة الأنبار غرب العراق خلال ساعات بيد تنظيم الدولة، إذا لم يتدخل طيران التحالف الدولي وبشكل عاجل لفك الخناق الذي فرضه التنظيم خلال معارك أمس واستطاع من خلاله السيطرة على عدة مناطق شمال المدينة. وأوضح العيساوي في تصريحات للوكالة أن قوات الحشد الشعبي لم تشارك في معارك أمس، وانسحبت بشكل مفاجئ باتجاه قاعدة الحبانية الجوية، تاركة فراغا كبيرا في صفوف القوات الأمنية، التي لم تستطع مواجهة هجوم التنظيم وحدها. من جانبه دعا أسامة النجيفي نائب الرئيس العراقي اليوم السبت التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة، لتكثيف غاراته الجوية على مواقع تنظيم الدولة في محافظة الأنبار، لكسر هجماته المتواصلة للسيطرة على مدينة الرمادي مركز المحافظة. وفي الأثناء قال صباح كرحوت، رئيس مجلس محافظة الأنبار إن قائد شرطة المحافظة اللواء كاظم الفهداوي وقائد عمليات الجيش فيها اللواء قاسم المحمدي نجيا مع قادة آخرين في الجيش العراقي من تفجير استهدف موكبهم أثناء توجههم للمشاركة في استعادة السيطرة على منطقة البوفراج التي سيطر عليها تنظيم الدولة صباح أمس الجمعة. وكانت مصادر أمنية عراقية قالت إن الشرطة الاتحادية أرسلت ثلاثة أفواج إلى قيادة عمليات الأنبار للمشاركة في استعادة مواقع كانت وقعت تحت سيطرة تنظيم الدولة شمال مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار (غرب البلاد). وأضافت المصادر الأمنية أن الأفواج الثلاثة التي وصلت الليلة الماضية إلى قيادة عمليات الأنبار ستشارك في معارك استعادة بلدات البوفراج والبوعيثة والحامضية التي تقع شمال الرمادي، وسيطر عليها التنظيم مؤخرا. وأفادت مصادر للجزيرة بمقتل 21 على الأقل من عناصر الجيش العراقي ومليشيات الحشد الشعبي بتفجيرات "انتحارية" شمالي الفلوجة بمحافظة الأنبار. محافظة صلاح الدين في غضون ذلك نقلت وكالة الأناضول عن ضابط في الجيش العراقي قوله إن تنظيم الدولة يحاصر فوجا تابعا للجيش العراقي في منطقة صدامية الثرثار الواقعة بين ناحية الگرمة غرب العاصمة بغداد وقضاء سامراء في محافظة صلاح الدين شمالي العراق. وقال الضابط -وهو برتبة نقيب تابع لقيادة الفرقة الأولى بالجيش العراقي- إن ثلاثة "انتحاريين" يقودون مركبات مفخخة تمكنوا من تفجير أنفسهم داخل مقر الفوج الرابع لقوات الجيش، وأضاف أن الهجوم أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الجيش. وأشار إلى أن مسلحي التنظيم شنوا هجوما على مقر الفوج عقب التفجيرات، بينما طالب ضباط ومنتسبو الفوج الرابع بتدخل الطيران الحربي لفك الحصار عن مقرهم.