- تعقد في العاصمة السعودية، الرياض، قمة تشاورية خليجية تناقش الملفات الإقليمية وتتصدرها الأزمة اليمنية، فيما سيحل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ضيف شرف على القمة. وتعقد القمة الخليجية قبل نحو أسبوع من لقاء مرتقب للقادة الخليجيين بالرئيس الأميركي باراك أوباما، في كامب ديفيد.
وبالإضافة إلى الأزمة اليمنية يستعرض الزعماء الخليجيون المستجدات العربية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، إلى جانب متابعة مسيرة العمل الخليجي بكافة جوانبه، فضلا عن الاتفاق النووي المزمع توقيعه بين المجتمع الدولي وإيران نهاية يونيو وتداعياته على دول المجلس.
وتأتي استضافة هولاند في مبادرة تؤكد على علاقة الثقة التي تربط دول الخليج بباريس في وقت تبدي حذرا حيال واشنطن في ظل الازمات التي تشهدها المنطقة. وسيكون الرئيس الفرنسي "ضيف الشرف" في قمة مجلس التعاون الخليجي وقد تلقى دعوة غير مسبوقة لرئيس دولة غربية منذ انشاء المجلس عام 1981. وقال مسؤول فرنسي كبير "اننا الان شريك كبير للمنطقة".
وتاكيدا على هذا التقارب بين فرنسا ودول الخليج قامت قطر بشراء 24 طائرة رافال فرنسية من صنع شركة "داسو افياسيون" الفرنسية وتم توقيع العقد المقدر بقيمة 6,3 مليار يورو الاثنين في الدوحة بحضور فرنسوا هولاند وامير قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني.
وقال هولاند قبل ان يغادر قطر ان هذه الصفقة تؤكد على ان فرنسا "دولة موثوقة" وتتمتع ب"المصداقية" في المنطقة. وتشيد دول الخليج بدءا بالسعودية بحزم فرنسا في المفاوضات مع طهران حول برنامجها النووي الذي يشتبه بانه يخفي شقا عسكريا يهدف الى صنع القنبلة الذرية، فيما تشكك في موقف الادارة الاميركية.
وقال هولاند في مقابلة اجرتها معه الصحافة السعودية "اتمنى التوصل الى اتفاق، انما اتفاق متين ودائم ويمكن التثبت منه، يمنع انتشار الاسلحة النووية ويضمن الامن الاقليمي". كما كانت دول الخليج ايدت تصميم باريس على "معاقبة" نظام الرئيس السوري بشار الاسد عند اتهامه باستخدام اسلحة كيميائية ضد شعبه، فيما ابدت قلقها حيال تبديل الرئيس الاميركي باراك اوباما موقفه حين عدل في اللحظة الاخيرة عن التدخل عسكريا ضد النظام.
كذلك قامت واشنطن بتبديل مفاجئ في موقفها حين بدت وكانها تتخلى عن الرئيس المصري حسني مبارك في شباط/فبراير 2011. ودخل الرئيس الفرنسي في صلب الموضوع مباشرة عند وصوله الى الرياض عصر الاثنين اذ التقى الرئيس اليمني المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي الذي اضطر الى الفرار من بلاده في اذار/مارس بسبب النزاع ولجأ الى السعودية.
كما اجرى هولاند مباحثات في المساء مع الملك سلمان شدد خلالها بحسب اوساطه على دعم فرنسا "الجدير بالثقة" للاستقرار في المنطقة. وفي مؤشر الى الاهمية التي توليها الرياض لهذه الزيارة كانت القيادة السعودية بالكامل في استقبال هولاند في المطار حيث كان في انتظاره الملك سلمان وولي العهد ابن اخيه الامير محمد بن نايف وولي ولي العهد نجله الامير محمد بن سلمان.
ويشن التحالف الذي تقوده الرياض غارات جوية على مواقع المتمردين الحوثيين المدعومين من ايران في اليمن لمنعهم من احكام سيطرتهم على كامل انحاء هذا البلد المحاذي للسعودية. وباستثناء سلطنة عمان تشارك في التحالف العربي كل دول مجلس التعاون الخليجي اي، اضافة الى السعودية، كل من الكويت والامارات العربية المتحدةوالكويتوقطر.