محمد الحمادي : أليس غريباً أن يستمر البعض في الدفاع عن إيران، ويصر على الحديث عنها، وكأنها الطرف البريء والمظلوم في كل مشاكل المنطقة؟! واعتبار أن دول الخليج والدول العربية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، هي التي تختلق المشكلات، وتوقد نار الحروب؟! كل الدلائل تشير إلى عبث إيران، وآخر تلك الدلائل الحكم الذي أصدرته محكمة الجنايات الكويتية، أمس، بإعدام إيراني وكويتي بتهم التجسس والتخابر لصالح إيران و«حزب الله» اللبناني، وحيازة متفجرات! كما أصدرت أحكاماً بالسجن لفترات تتراوح بين المؤبد وخمسة أعوام لعشرين متهماً آخرين في القضية المعروفة ب«خلية العبدلي». لماذا ترسل طهران من يتجسس على دولة صديقة تربطها بها علاقات جيدة؟ لماذا تتجسس على دولة إسلامية جارة لها؟ وما الذي يجعل هذه المجموعة التي اتضح أن لها علاقة بإيران تستحوذ وتخبئ في مزرعة داخل الأراضي الكويتية 19 طناً من الذخيرة و144 كجم من مادة (TNT) المتفجرة، وقذائف صاروخية، وقنابل يدوية، وصواعق وأسلحة؟ فما الذي كانت ستفعله بها في الكويت؟! وماذا تستهدف؟!
لا نريد إجابة من طهران عن هذه الأسئلة، وإنما ننتظر الإجابة عن هذه الأسئلة البسيطة ممن يدافعون عنها ليل نهار.
والحقيقة أن هذه ليست أول خلية أو مجموعة - وأشك أن تكون الأخيرة - يتم إلقاء القبض عليها في دولة خليجية، وتعمل لصالح إيران، وتسعى للتخريب وخلق المشكلات، فالسعودية كشفت خلية، والبحرين كشفت مؤخراً عن أربع خلايا إرهابية مدعومة من إيران وتابعة لها، ومن بين أفراد تلك الخلايا بحرينيون تم تجنيدهم، وتم ضبط أسلحة ومتفجرات بكميات كبيرة، كان الهدف منها مواجهة رجال الشرطة، وإحداث أعمال شغب وتخريب، وبعد إدانتهم تم إصدار أحكام متفاوتة على أعضاء الخلية، ونال ستة منهم حكم الإعدام.
أفعال إيران وتصرفاتها مع جيرانها يندى لها الجبين، وعار على أي دولة تحترم نفسها أن تقوم بتلك التصرفات، لكن إيران التي استطاعت أن تخدع البعض في الغرب وتشتري البعض الآخر منهم، تنكشف يوماً بعد يوم، وعملاؤها وصبيانها يتم إلقاء القبض عليهم في كل مكان، والنظام الإيراني يعجز عن الدفاع عنهم إلا بالصراخ والهجوم على البعثات الدبلوماسية وإحراقها.
إيران تنكشف وجواسيسها يعدمون في كل مكان، وصبيانها يتساقطون ويسجنون، وهي مستمرة في خداعهم والتلاعب بأحلامهم، ومستمرة في مغامراتها المجنونة التي تلقى الفشل بعد الفشل، ولا نزال نتساءل: متى يتوقف هذا العبث القادم من إيران، ومتى يتوقف ذلك التأييد القادم من الغرب؟!