وحدها القضايا العربية ستبقى عقيمة الحل وسيبقى وطننا العربي من محيطه الى خليجه الارض الخصب الذي تستوطنه النزاعات المسلحة وتسكنه الالام والمآسي الانسانية وكان حتمية الاقدار قد فرضت اجندتها في المصائب حتى تكون حكراً على الانسان العربي المبتلى بفراعين حكامه الذين معظمهم يتولون مقاليد الحكم وهم شبه اميون فقط يجيدون القراءة والكتابة واعتبار مناصبهم هذه مغانم لا مغارم الامر الذي ادى الى ان تصبح الشعوب العربية المغلوبة على امرها مرهون وجودها بحد ذاته في هذه الحياة من اجل خدمة زعمائها وليس العكس ان الزعماء هم في خدمة شعوبهم كما هو حاصل في كل بقاع الارض ناهيك عن ربط مصائر هذه الشعوب في الامن والاستقرار والتنمية الشاملة بشخصيات زعمائها حد تسمية جغرافيا الاوطان باسمائهم!! فيما البعض من هؤلاء الزعماء العرب تدفعه نزعاته الفرعونية الى اعتبار انفسهم هم المصدر الاول للتشريع وان كل ابداعاتهم الفكرية بكل انواعها وعلى علاتها وتشوهاتها اصلاً تصبح هي المكون الاول لنواة الحياة الثقافية و للدستور كما فعل الزعيم الراحل العقيد/ معمر القذافي وقصة كتابه الاخضر والذي لم يكتفي فيه ((الكتاب)) احلاله محل الدستور الليبي فحسب بل ذهب الى ابعد من ذلك حد تقديس اللون الاخضر كواجب وطني وديني مفروض على كافة ابناء ليبيا الشقيقة ؟؟ واخرون من زعمائنا العرب فصلوا دساتيرهم على مقاساتهم معتبرين انفسهم فوق الدساتير الوطنية ذاتها الى حد اعتبار الزعيم بالذات المقدسة للحكم التي لا يجوز شرعاً وقانوناً المساس بها او اعتراضها كما يحصل في معظم دولنا العربية والاسلامية ناهيك عن ابتلاء بعض الشعوب العربية بزعماء مصابون بلوثات عقلية وامراض نفسية مختلفة اقلها الانفصام بالشخصية واخرى جسدية ومنهم من لازال يحكم اليوم مقعداً واخرون يحكمون من غرف الانعاش؟! وبالتالي يصبح هؤلاء الزعماء بالإضافة الى كونهم فاقدي الاهلية حتى في ادارة انفسهم ناهيك عن ادارة شعوبهم وحل مشاكل امتهم هم باتو يمثلون جزءً من هذه المشاكل ومن هذه القضايا العربية التي تزداد يوماً بعد يوم تفاقماً حتى وصولها الى حد النزاعات المسلحة الداخلية بين فترة واخرى في معظم البلدان العربية واصبح التعويل على هؤلاء القادة لحل القضايا الوطنية مجرد ضرب من المستحيل او كمن يحاول حرث البحار او مناطحة السحاب الامر الذي يجعلنا نسلم بحقيقة مفادها باستدامة وتفاقم المشاكل العربية العربية التي باتت اليوم مركبة ومعقدة الحلول الى امد يعلمه الله وان مختلف قضايانا العربية ستبقى هي الوحيدة بدون حلول جذرية وبلا نهاية ترجى لها طالما وواقع حال الامة دون تغيير حقيقي في جانبه السياسي كأدنى حد من التغيير النوعي الذي يتناغم مع متطلبات برجماتيات المشروع الحضاري الديمقراطي الذي لا محل فيه للأنظمة السياسية العربية العتيقة المتعفنة القائمة على مفاهيم الفردية والتسلطية المفرطة والدكتاتورية وذات الطابع الرجعي المتخلف حضارياً والتي تسير اليوم في توجهاتها ضد تيار التحديث والاصلاح السياسي وضد خلق كل جديد في حياة انسان القرن الواحد والعشرين وبالتالي فانه ومن سخرية الاقدار وسوء الاختيار لزعمائنا نحن العرب بات ينطبق علينا عبارة يا امة ضحكت من جهلها الامم بعد ان كانت هذه الامة وبدون منازع لها الريادة في القيادة الحضارية للإنسانية جمعاء من خلال قاداتها وعلمائها في كافة المجالات العلمية والبحثية.