رصدت صحيفة "واشنطن بوست " تصاعد المعارضة ضد الرئيس محمد مرسى فى مدينة بورسعيد، وقالت الصحيفة إن سكان تلك المدينة الساحلية الواقعة على البحر المتوسط يقولون عن صراعهم مع مرسى بدأ بحكم قضائى قاسى، فى إشارة إلى الحكم بإعدام 21 متهما فى قضية إستاد بورسعيد. فبعد ثلاثة أيام وسقوط 43 قتيلا، فإن الأجواء المحيطة بالمقابر الرئيسية فى المدينة لا تزال تشوبها رائحة الموت، وتحول الصراع إلى شىء أكبر بكثير. ويقول الكثير من الرجال والنساء الذين هتفوا ضد مرسى فى الشوارع التى يسودها التوتر وندوب المعركة، إنهم صوتوا لصالح هذا الرجل فى الانتخابات الرئاسية التى أجريت فى الصيف الماضى. واعتبرت الصحيفة أن انقلاب المدينة بأكملها ضد مرسى بسبب حكم قضائى واحد أمرا يسلط الضوء على ضعف مرسى المتزايد، ويشير إلى أن آخرين قد يستطيعون بسهولة أن يحولوا تأييدهم بما يمكن أن يغير من طبيعة الانقسام السياسى فى مصر ويجلب تهديدات جديدة للاستقرار الهش فى البلاد واقتصادها الذى يغرق بسرعة. وتتابع الصحيفة قائلة، إن حكومة الرئيس مرسى وأنصاره فى الإخوان المسلمين كافحوا للسيطرة على الأزمة الأمنية. فأعلن مرسى حالة الطوارئ 30 يوما فى مدن القناة، بورسعيد والسويس والإسماعيلية وحظر تجول ليلا فيها، إلا أن الكثير من المصريين فى منطقة الطوارئ قالوا إن تلك الخطوات قد جعلتهم أكثر غضبا، فنزل الآلاف إلى شوارع بورسعيد أمس تحت ضجيج طائرات الهليكوبتر المحلقة لدفن موتاهم وتحدى حظر التجول. ونقلت الصحيفة عن حمدى وهبة، نائب رئيس المقبرة الرئيسية فى بورسعيد، قوله لم نفعل ما فعلناه بسبب ذكرى الثورة، بل فعلناه بسبب الحكم فى قضية إستاد بورسعيد. ويضيف وهبة الذى دفن سبع أشخاص أمس و36 فى اليوم السابق أن الدورة القاتمة من الاحتجاج والموت حولت المدينة التى لم تكن مؤيدة للإسلاميين بشكل كبير من قبل إلى الوقوف ضدهم بشكل مؤكد الآن. ويؤكد وهبة أن من يأتى إلى المقابر يتركها وهو غاضب للغاية وعازم على رفض أى قرار يتخذه مرسى. وأشارت الصحيفة إلى أن وجود الجنود أمام مبانى الشرطة والحكومة وأمام مقر المحافظة والميناء لم يهدئ سكان المدينة.