كشف القيادي في “الحراك الجنوبي” عضو مؤتمر الحوار الوطني الشيخ غالب مطلق، أن عدد الأسرى من الطرفين المتقاتلين في اليمن (القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح وميليشيات الحوثي) و(القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي) لا يقل عن 15 ألف أسير لدى الجانبين. وقال مطلق، الذي يشغل منصب وزير الأشغال في حكومة صنعاء المشكلة من حزب “المؤتمر الشعبي” والحوثيين في تصريح ل”السياسة الكويتية ”، إن “بعض هؤلاء الأسرى محتجزون في مأرب وبعضهم محتجزون في صنعاءوعدن ودمت والعند والحديدة”. وأضاف مطلق، الذي كان له دور كبير وبمبادرة ذاتية خلال الفترة الماضية في إتمام عملية لتبادل 1700 أسير من الطرفين المتحاربين سواء ممن كانوا محتجزين في الضالع أو العند أو يافع أو بالسجن المركزي في صنعاء وذمار ويريم، “من خلال تواجدنا في صنعاء سنعمل بكل ما نستطيع في التواصل مع طرفي القتال للإفراج عمن تبقى من أسرى على ذمة هذه الحرب وفي مقدمهم اللواء محمود الصبيحي وناصر منصور هادي وفيصل رجب ومحمد قحطان، فخلال الفترة الماضية أوجدنا ثقة لدى الطرفين في إمكانية إطلاق سراح أسرى من الطرفين وسنواصل جهودنا بناء على هذه الثقة ونأمل من كل الأطراف التجاوب من خلال ما أثبتناه من مصداقية ولا بد من فتح صفحة جديدة في تاريخ اليمن”. ولفت إلى أن ضحايا الحرب الحالية من الأطراف المتقاتلة حوالي 30 ألف قتيل من الضباط والجنود وآلاف الجرحى، عوضا عن عشرات الآلاف من القتلى والجرحى من المدنيين، مضيفاً “وقبل هؤلاء هناك نحو 21 مليون نسمة في اليمن مهددون بالموت البطيء بسبب المجاعة الناجمة عن الحرب والحصار الظالم على اليمن وليس بسبب سوء التغذية كما يطرح البعض”. وشدد مطلق على أن أمر بقاء الوحدة بين شطري اليمن أو قرار الانفصال لم يعد قرار داخليا بل قرار خارجي، موضحا أن “هناك قوة دولية لن تسمح بالانفصال لأن مصالحها رهن بالوحدة وليس بالانفصال”. وأضاف إن “سفراء الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا أكدوا لنا أنهم لن يرضوا بأي اتفاق خارج إطار علم الجمهورية اليمنية وقالوا قد نرضى بدولة اتحادية من إقليمين أو أربعة أقاليم وبما يضمن أمن واستقرار ووحدة اليمن وحماية المصالح الدولية أما الانفصال فالقوى الدولية لن توافق عليه أبداً”. واعتبر مطلق أن باب حل الأزمة الراهنة يكمن في جلوس جميع الأطراف سواء في الداخل أو الخارج على طاولة الحوار والتوافق لتشكيل حكومة وحدة وطنية، ورأى في وجود حكومتين في صنعاء والأخرى في عدن وضعا طارئا لن يدوم. وكشف عن وساطة يقوم بها منذ نحو شهر بين قيادة حزب “المؤتمر الشعبي”، الذي يتزعمه صالح وبين قيادات وسطية من حزب “الإصلاح” (إخوان اليمن) من جهة وبين جماعة الحوثي وبين قيادات حزب الإصلاح من جهة ثانية، قائلاً “هذه الوساطة تقوم على أساس لا ضرار ولا ضرار وإحداث تقارب ودي وأخوي صادق بين هذه الأطراف ووجود شراكة ندية”. وأضاف إن “التواصل كان مع بعض من قيادات حزب الإصلاح في الداخل وكان هناك تجاوب كبير وطلب قادة الإصلاح الذين تواصلت معهم إطلاق سراح قادتهم وكوادرهم من سجون الحوثيين، وتم إبلاغ الحوثيين بذلك والتواصل ما زال قائما لتقريب وجهات النظر بين الأطراف الثلاثة”. وشن مطلق من ناحية ثانية، هجوما شديدا على إيران، وطالبها بعدم التدخل في الشؤون الداخلية اليمنية، مؤكدا أن لا وجود لإيران في اليمن ولم تقدم شيئا للشعب اليمني خلال فترة الحرب. وقال مطلق “لا خبراء إيرانيون لدينا ولا جالية ولا شيعة، فإيران أضرت بالشعب اليمني أكثر مما نفعته عندما تتباهى أمام العالم وكأنها وصية على اليمنيين والخلاصة نقول لإيران “اتركوا اليمن وأهل اليمن ولا تتدخلوا في شؤوننا وليس من حقكم الادعاء بأنكم تتحدثون نيابة عن اليمنيين في المحافل الإقليمية والدولية”.
