رحبت أحزاب سياسية معارضة ومنظمات والمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا بإعلان حكومة المستشارة أنجيلا ميركل عزمها استقبال خمسة آلاف لاجئ سوري خلال العام الجاري، ووجهت هذه الهيئات -في الوقت نفسه- انتقادات لإعلان وزير الداخلية هانز بيتر فريدريش إعطاء أفضلية لطلبات اللاجئين المسيحيين. ووصل عدد اللاجئين السوريين في ألمانيا حاليا -وفقا للإحصائيات الرسمية- إلى نحو 40 ألف لاجئ، وأعلنت وزارة الداخلية أن البلاد ستستقبل ثلاثة آلاف لاجئ جديد في يونيو/حزيران القادم، وألفين أخريين في الخريف المقبل. وكشف وزير الداخلية الألماني هانز بيتر فريدريش عن استعداد وفد من وزارته للتوجه خلال الشهر الجاري إلى الأردن وتركيا ولبنان لزيارة مخيمات اللاجئين السوريين فيها، واختيار المرشحين لاستقبالهم في ألمانيا من بين النازحين السوريين هناك. وزير الداخلية الألمانية رجح نيل المسيحيين حصة كبيرة من فرص اللجوء إلى ألمانيا (الجزيرة) ولم يحدد فريدريش -في تصريحات للصحفيين ببرلين- معايير معينة ينبغي توافرها في الراغبين للجوء ببلاده، وأشار إلى أن الأولوية ستعطى للأسر والأطفال والقصر المقيمين بلا معيل في مخيمات اللجوء بدول جوار سوريا، والأفراد والأسر الذين لهم أقارب بألمانيا، ورجح حصول المسيحيين على حصة كبيرة في اللجوء لألمانيا "لكونهم الفئة الأكثر تعرضا لضغوط الملاحقة في سوريا". وفي حين أشار وزير الداخلية الألماني إلى أن اللاجئين السوريين الجدد ستتم استضافتهم بألمانيا بشكل مؤقت لحين عودة الاستقرار إلى بلادهم، أيدت وزارتا الداخلية المحليتان بولايتيْ شمال الراين وشليزفيج هولشتاين منح هؤلاء اللاجئين إقامات مستقرة في البلاد. ترحيب وانتقادات ورحب قسم مساعدات الكوارث في لجنة الإغاثة التابعة للكنيسة البروتستانتية الألمانية بإعلان فريدريش، ودعا القسم -في بيان صحفي- حكومة المستشارة أنجيلا ميركل لزيادة حجم الميزانية المخصصة لاستقبال اللاجئين السوريين في البلاد، وطالبت منظمة برو أزيل لمساعدة اللاجئين -في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه- الحكومة بمنح فرصة لأعداد أكبر من السوريين لبدء حياة جديدة في ألمانيا. وطالبت المنظمة بإتاحة إمكانية استقبال الأسر السورية المقيمة في ألمانيا لأقاربهم الراغبين في اللجوء وإعالتهم، واعتبرت برو أزيل "أن تيسير هذا الأمر يتطلب استحداث الحكومة الاتحادية والحكومة المحلية بالولايات الألمانية تعديلات مرنة في قوانين الإقامة، المتضمنة شروطا مشددة للمّ شمل الأسر الأجنبية". وفي السياق نفسه، رحب الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر المعارضان بزيادة أعداد اللاجئين السوريين في ألمانيا، وانتقد الحزبان -في الوقت نفسه- إعطاء أفضلية لطلبات اللاجئين المسيحيين، واعتبرت رئيسة الخضر كلاوديا روت -في تصريحات لصحيفة دير تاجستسايتونغ- أن "برلين ستوجه رسالة خاطئة للمسلمين في المنطقة العربية ولمسلمي ألمانيا، إذا فاضلت بين اللاجئين على أساس الدين، وأعطت انطباعا بأن أكثر ما يهمها هو مصير المسيحيين في سوريا". ومن جانبه رحب المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا بخطة حكومة المستشارة أنجيلا ميركل لاستقبال خمسة آلاف لاجئ سوري، وانتقد رئيس المجلس أيمن مزايك تركيز وزير الداخلية فريدريش على قبول المسيحيين السوريين الراغبين في اللجوء بألمانيا، وقال مزايك -المولود لأب سوري وأم ألمانية- إن "حياة الناس لا ينبغي الاهتمام بها وفقا لأديانهم، وإعطاء أفضلية للمسيحيين في اللجوء لم ينجح مع العراقيين عام 2009، وسيوجه إشارات سلبية في الحالة السورية". وحث رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا -في تصريحات للجزيرة نت- الحكومة الألمانية على التدخل لإنهاء الكارثة الإنسانية الموجودة في سوريا، أو تخفيفها بسرعة من خلال تقديم مساعدات إغاثية مباشرة للسوريين داخل بلادهم، ونوه بأن المساعدات الإنسانية الأوروبية شبه منعدمة داخل الساحة السورية، واقترح نقل الغذاء والدواء للسوريين في الداخل بواسطة جسر جوي أو بشكل مباشر. وعلى صعيد ذي صلة، كشفت إحصائية للجهاز الألماني المركزي للهجرة واللجوء في نورنبرغ أن 7930 من السوريين تقدموا بطلبات لجوء في ألمانيا العام الماضي، وأشارت الإحصائية إلى أن 234 من هؤلاء تم الاعتراف بهم كلاجئين، وحصل 1753 على "حماية"، وهو وضع أقل من حق اللجوء، وحاز 5480 حماية من الترحيل. وكانت إحصائية أخرى لمفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين قد ذكرت أن أعداد السوريين الذين تقدموا بطلبات لجوء في أوروبا العام الماضي، قد تضاعفت ثلاث مرات مقارنة بأعداد عام 2011، ولفتت الإحصائية إلى أن نصف هؤلاء السوريين تقدموا بطلبات لجوء في ألمانيا والسويد.