صوت مجلس الأمن الدولي بالإجماع، يوم السبت (الخامس من أغسطس/آب 2017)، على فرض أشد عقوبات حتى الآن ضد كوريا الشمالية. وصوت أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر لصالح فرض حزمة جديدة من العقوبات على بيونغ يانغ من شأنها خفض العوائد التصديرية لكوريا الشمالية رداً على إطلاقها تجربتين على صواريخ باليستية عابرة للقارات في تموز/يوليو. وتهدف العقوبات إلى توجيه صفعة قوية إلى بيونغ يانغ من خلال تشديد القيود المفروضة على صادرات الفحم والحديد وخام الحديد ليصبح حظراً كاملاً إلى جانب حظر صادرات الرصاص وخام الرصاص والمأكولات البحرية. ويشار إلى أن عائدات الفحم حققت حوالي 40 بالمئة من عائدات التصدير الخاصة بكوريا الشمالية عام 2016، بقيمة 1.2 مليار دولار تقريباً، بحسب تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية. كما أن العقوبات ستجمد عدد تصاريح العمل للعمال الكوريين الشماليين العاملين في الخارج على المستويات الحالية وستضع تسعة أشخاص ضمن القائمة السوداء وستجمد أصول أربع شركات. كما يحظر الإجراء تأسيس أو التوسع في مشروعات مشتركة مع كيانات أو أفراد من كوريا الشمالية. وأعرب القرار عن الأسف إزاء "تحويل (كوريا الشمالية) كمية ضخمة من مواردها النادرة تجاه تطوير أسلحة نووية وعدد من البرامج باهظة التكلفة الخاصة بالصواريخ الباليستية". ودعا القرار إلى استئناف "المحادثات السداسية"، وهي محادثات دولية حول نزع السلاح النووي عن شبه الجزيرة الكورية، وتتألف أطرافها من الكوريتين والصينوالولاياتالمتحدة واليابان وروسيا. وكان آخر اجتماع لهذه الأطراف عام 2008. ترحيب أمريكي وأشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت متأخر من يوم السبت بالعقوبات. وغرد ترامب على صفحته على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي قائلاً إن "قرار الأممالمتحدة يشكل رزمة العقوبات الأكبر التي تم فرضها على كوريا الشمالية. ستكلف هذه العقوبات كوريا الشمالية أكثر من مليار دولار". ومن جانبها، قالت مندوبة الولاياتالمتحدة الدائمة لدى الأممالمتحدة، نيكي هالي، أمام مجلس الأمن الدولي عقب التصويت إن العقوبات الجديدة المفروضة على كوريا الشمالية هي "مجموعة العقوبات الأكثر صرامة ضد أي دولة خلال جيل". وأضافت هالي أن: "هذه العقوبات ستسبب ضرراً بالغاً ومن خلال القيام بذلك ستذوق قيادة كوريا الشمالية طعم الحرمان الذى اختارت أن تذيقه لشعب كوريا الشمالية". وأوضحت هالي في بيان أن العقوبات المشددة يمكن أن تقتطع نحو مليار دولار من عائدات التصدير السنوية للبلاد والبالغة 3 مليار دولار. مختارات وصف وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، ووزيرة الخارجية الكورية الجنوبية، كانغ يون هي، العقوبات الجديدة بأنها نتيجة طيبة للجهود الرامية إلى الضغط على بيونغ يانغ لإنهاء برنامجها النووي وتجاربها الصاروخية. والتقى تيلرسون وكانغ على هامش اجتماع أمني إقليمي في مانيلا. روسيا تعرب عن مخاوفها ومن جانبه أعرب فاسيلي نبينزيا، مندوب روسيا الدائم لدى الأممالمتحدة، يوم السبت في نيويورك، عن مخاوفه حيال نشر نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي "ثاد"، ومهمة قامت بها حاملات طائرات أمريكية في الآونة الأخيرة إلى شبه الجزيرة الكورية، مشيرا إلى أن ذلك قد يمثل المزيد من التهديدات لأمن المنطقة. وقال نبينزيا أمام مجلس الامن عقب التصويت "إن أي مغامرة عسكرية يمكن أن تتحول إلى كارثة تهدد الاستقرار الإقليمي والعالمي". وأعرب عن أمله في أن تكون تصريحات وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون يوم الأربعاء الماضي بأن الولاياتالمتحدة لا تسعى لتغيير النظام أو تسريع إعادة توحيد كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية أو ذريعة لإرسال قوات أمريكية إلى المنطقة، صادقة. وذات الموقف عبّرت عنه الصين، التي دعمت العقوبات لكنها في الوقت ذاته انتقدت المناورات العسكرية االأمريكية في شبه الجزيرة الكورية، مشيرة إلى أن بيونغ يانغ تعتبر ذلك "تهديدا". ودعت روسياوالصين إلى اتباع خيار "التجميد من أجل التجميد"، حيث ستتوقف الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية عن مناوراتهما العسكرية، وفي المقابل ستفعل كوريا الشمالية نفس الشيء. ورداً على سؤال حول هذا الاقتراح قالت هالي للصحفيين إن المناورات العسكرية بين الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية تتسم بالشفافية ومستمرة منذ 40 عاماً وأن الأمر متروك الآن إلى كوريا الشمالية لوقف نشاطها قبل استئناف المحادثات السداسية.