ماليزيا تصدر للعالم زيت النخيل، واليمن تصدر زيت النخيط . الشيخ ينخط والمرافقين حقه ينخطوا والمسئول ينخط، و" كلفوت" ينخط، والأحزاب تنخط، والضابط ينخط، والذين سرقوا الثورة ينخطوا، والمشكلة أنه ولا واحد من بين كل هؤلاء النخاطين يشتغل أو ينتج ! الصينيون كلهم "فطس" لذا لا أحد منهم يتحدث من مناخيرة، بل تجدهم شعبا عمليا، كلهم يشتغلوا وينتجوا، لا نخيط شائع بينهم، ولا هدار فاضي . على عكس اليمن، هذا البلد الفقير غني جدا بالنخاطين، وكل واحد منهم يتكلم من مناخيرة. طيب.. يا فرغ يا بني الفرغ ، هذا الزنط كله على أيش ؟ والله مالي علم !؟ وحدهم الفلاحون والمدنيون التواقون لدولة النظام والقانون هم الذين ينتجون ويكدحون، ومع هذا عاد النخيط كله فوقهم! والهنجمة كلها فوقهم، والرصاص على الدوام مصوب فوق رؤوسهم، لكأنهم كائنات زائدة عن الحاجة ؟! في الواقع إننا بحاجة ماسة إلى تنين أفطس يذيب كل هذه الأنوف المغرورة والواقفة أمام بناء الدولة الحقيقية في اليمن، خصوصا وأن حضارة اليمن القديمة بنيت بالعمل وبالإنتاج، مش بالبنادق والنخيط. حتى الوحدة اليمنية باعتبارها أهم مشروع خطط له كل اليمنيين، تحولت هي الأخرى إلى مشروع نخيط فوق عباد الله. تارة ينخطوا عليهم بأنهم – في الجنوب – كانوا شعب ميتين جوع، ويبدو الأمر كما لو أنهم توحدوا مع " هونج كونج" مش مع صنعاء . وتارة ينخطوا عليهم باسم الدين حتى ليخيل للمرء أن عدن كانت قريش بالنسبة لأهل الفتوحات الإسلامية في الشمال! وتارة ثالثة ينخطوا على المدنيين بالعضلات وبالبنادق. إجمالا احنا ما عندناش تخطيط خالص .. عندنا نخيط شغال على قدم وساق.. وفي رأيي هناك خطوات عملية ينبغي الأخذ بها من أجل إنجاح مؤتمر الحوار الوطني وتتمثل بالتالي : أن تقوم وزارة التخطيط والتعاون الدولي باستيراد عدد من الأنوف "الفطساء" من الصين أو فيتنام وتقوم بتوزيعها - وبشكل عادل - على زعماء القبائل النخاطين وعلى كل النافذين النخاطين . ينبغي على مصلحة شئون القبائل أن تقدم مشروعا استراتيجيا يقضي بتزويج عدد من المشايخ بنساء من قبيلة الملاوي في ماليزيا. على الأقل سيطلع لنا بعد 10 سنوات جيل "أفطس" لا ينتعون الجنابي فوق أحد ولا يطلقون الرصاص على شابين بحجة اختراقهما لموكب عرس ، والأهم من ذلك أننا لن نجد هذا الشيخ أو ذاك يدافع عن القتلة وهو يتحدث من "نخره " لكأن الذين قتلوا مجرد بهائم في طريق عام؟! الفكرة جيدة وسيطلع لنا بعد عقد من الزمن، جيل طالعين لأخوالهم "الملاويين" بدلا من أن يطلعوا كما العادة مبندقين ويفنوا حياتهم في الحروب وفي القتل وفي التقطاع و"النصع". [email protected]