وصلت تعزيزات كبيرة للقوات الموالية للحكومة اليمنية باتجاه مدينة الحديدة (غرب) التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون، بحسب ما أعلنت مصادر عسكرية يمنية الثلاثاء. وبعد تراجع حدة المعارك الاثنين، بدأت القوى الثلاث التي تؤلف "المقاومة اليمنية" بإرسال تعزيزات هامة من الرجال والمعدات إلى خط المواجهة الرئيسي الذي يبعد اربعين كيلومترا جنوبالحديدة، بحسب المصادر. ويعتبر ميناء مدينة الحديدة المدخل الرئيسي للمساعدات المتجهة إلى المناطق الواقعة تحت سلطة الحوثيين في البلد الفقير. لكن التحالف يرى فيه منطلقاً لعمليات عسكرية يشنّها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر. وتأتي هذه التعزيزات بينما قالت صحف اماراتية، من بينها "ذا ناشيونال" التي تصدر باللغة الانكليزية، ان العد التنازلي بدأ لشن هجوم على الحديدة، مشيرة الى ان الهجوم اصبح "وشيكا"، خاصة بعد أن أعلنت القوات الحكومية اليمنية، فجر الثلاثاء، إحكام سيطرتها على منطقة "الجاح" بمديرية "بيت افقيه "جنوبي محافظة الحديدة(غرب)، ومقتل 50 مسلحًا حوثيًا خلال معارك شهدتها المنطقة. جاء ذلك بحسب بيان صحفي صادر عن المركز الإعلامي لألوية العمالقة التابعة للقوات الحكومية المدعومة من قوات التحالف العربي. وأوضح البيان أن قوات "العمالقة" خاضت معارك ضد مسلحي جماعة أنصار الله (الحوثيين)، منذ الإثنين، في المنطقة المذكورة. وأضاف أن "نحو 50 مسلحاً حوثياً سقطوا قتلى بالمعارك الشرسة، والقصف الجوي الذي شنته مقاتلات التحالف"، دون أن يشير إلى الخسائر في صفوف قوات العمالقة. ونقل المركز عن قائد الكتيبة الرابعة باللواء الأول عمالقة، رامي حزام، قوله إن "القوات الحكومية تستعد لدخول مدينة الحسينية، شرق الجاح، تمهيداً للسيطرة على مدينتي بيت الفقيه وزبيد". غير أن الأممالمتحدة تقوم بدبلوماسية مكوكية "مكثفة" بين جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران في اليمن من جهة ودولتي الإمارات والسعودية من جهة أخرى في مسعى لمنع الهجوم على ميناء الحديدةاليمني، غير أن التحالف العربي عاقد العزم على استكمال عملية تحرير الحديدة من قبضة المتمردين الحوثيين. وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا مغلقا الاثنين بناء على طلب بريطانيا للاطلاع على الوضع بعد اندلاع قتال عنيف قرب الحديدة يومي الجمعة والسبت. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للصحفيين "نجري في اللحظة الراهنة مشاورات مكثفة... آمل أن يصبح بالإمكان تفادي معركة الحديدة". وردا على سؤال حول مهلة الثلاثة أيام للمنظمات غير الحكومية قال العقيد تركي المالكي المتحدث باسم التحالف في مؤتمر صحفي في الرياض "نحن نعمل بالقنوات المفتوحة ومستمرون بالتواصل مع المبعوث الأممي إلى اليمن لإعطاء فرص إلى الحل السياسي". وأضاف أن الجهود السابقة والحالية للأمم المتحدة "تصطدم بتعنّت الميليشيا الحوثية التي ترفض حلا سياسيا للخروج من الأزمة". وقال غوتيريش إن مارتن غريفيث مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى اليمن يقوم برحلات مكوكية بين صنعاءوالإمارات والسعودية. ودعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الاثنين كل الأطراف إلى "أن تلتزم بتعهداتها بالعمل مع الأممالمتحدة". وأضاف في بيان أنه تحدث مع قادة الإمارات. وقال عن هذه الاتصالات "أوضحت رغبتنا في التصدي لمخاوفهم والحفاظ في الوقت نفسه على حرية دخول المساعدات الإنسانية والواردات التجارية المنقذة للحياة". ولم يصل بيان بومبيو إلى حد تحذير التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات من السيطرة على المدينة، إلا أنه حضهما على دعم جهود السلام التي تبذلها الأممالمتحدة. وحذرت منظمة أوكسفام، وهي واحدة من أكبر المنظمات الخيرية بالعالم في مجال الإغاثة من الكوارث، من هجوم محتمل. ويعمل غريفيث على خطة سلام تدعو الحوثيين إلى التخلي عن الصواريخ الباليستية مقابل وقف حملة القصف التي يشنها عليهم التحالف بقيادة السعودية بالإضافة إلى التوصل لاتفاق على حكم انتقالي. ومن المقرر أن يطلع غريفيث مجلس الأمن الدولي على نتائج جهوده في وقت لاحق هذا الشهر. وفشلت جهود سابقة للأمم المتحدة في إنهاء الصراع اليمني المستمر منذ ثلاث سنوات. وقال الدبلوماسي الغربي إن هناك "محاولتين أخيرتين" سعيا لمعرفة ما إذا كانت توجد أي فرص لعدم التصعيد ويشمل ذلك خطة "لوقف إطلاق النار مؤقتا" لكن ذلك يتضمن إلقاء الحوثيين السلاح أو ربما مغادرتهم الميناء. ويعتبر ميناء مدينة الحديدة المدخل الرئيسي للمساعدات المتجهة إلى المناطق الواقعة تحت سلطة الحوثيين في البلد الفقير. لكن التحالف يرى فيه منطلقاً لعمليات عسكرية يشنّها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر.