قيادات التنظيم الدولي للإخوان تتحرك في أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية لطلب العون على مصر، تحت لافتة إعادة مرسي إلى الرئاسة، والإفراج عن قيادات وأعضاء الجماعة الذين اعتقلوا أثناء ارتكاب جرائم جنائية وإرهابية، وفي الداخل تستمر الجماعة في العنف، وترحب بالتدخل الخارجي، وجميعهم يرجون أن يكون التدخل عسكريا. هذا، والإخوان يكثرون من الكلام عن المؤامرات الخارجية، وعن الولاء للإسلام، ولأمة الإسلام، وأنهم أعداء إسرائيل وأمريكا والغرب، وعدوهم الغرب وأمريكا وإسرائيل، ويتهمون غيرهم بالولاء للغرب ولأمريكا وإسرائيل، ونحن نراهم يسبقون الجميع إلى أبوابها، ولو كان هذا العالم القوي ضدهم –ولا نقول عدوهم- لما وقف معهم، ولما أوصلهم إلى الحكم، ولما دافع عنهم وسعى لإعادتهم إليه حتى بعد أن فشلوا فيه فشلا مدويا. وهذه الدول لا تفعل كل ذلك حبا في إسلامهم المغشوش، بل لأنها وجدتهم طيعين، وأفضل من يحقق مصالحها، وقد اجتهد الإخوان ليثبتوا جدارتهم في هذا الميدان، ليس لأنهم راضون عن هذه الدول بل لكي تدعم حكمهم، أو بقاءهم في الحكم، وهم اليوم يستعدونها ضد مصر والمصريين في سبيل إعادتهم إلى الحكم، أو على الأقل الإفراج عن قيادات الجماعة، ومشاركة الجماعة في الحكم، وعدم حل الجماعة. يسوقون مرويات يستشهدون بها على جواز الاستعانة بالكفار إذا كان ذلك يحقق مصلحة للإسلام، والإخوان هم الإسلام في هذه الحالة! وقد سمعت هذا الكلام من واحد كان يجادلني أمس.. قلت له: ولم لا تستحضرون حكاية كعب الأنصاري؟ قال: ماله؟ قلت: كعب هذا تخلف عن غزوة تبوك، هو وآخرون، ففرض عليهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- نوعا من المقاطعة الاجتماعية، وخلال خمسين يوما لم يكلمهم أحد في مجتمع المدينة، ولما علم قيصر الروم بذلك -ويبدو أن كعبا كان شخصية ذات وزن بنظره- سعى عن طريق ملك غسان إلى استغلال وضع كعب لاجتذابه وتحويله إلى معارض أو "عميل".. لكنه لم يسقط ولم يقبل أن يتحول إلى خصم أو عدو لدولته.. قال: ما سمعنا بهذا؟ قلت: يا رجل.. هذا مكتوب في كتب السير والحديث، ومكتوب في كتب مدرسية تدرس للأولاد، يقول إن تاجرا نصرانيا حمل لكعب رسالة يقول له الغساني فيها: إن الله لم يجعلك بدار هوان، فقد علمنا أن محمدا جفاك فالحق بنا نواسيك.. يعني تعال عندنا لك وظيفة.. قال: وبعدين؟ قلت: قم من جنبي.