مواجهة جويّة مثيرة في الأجواء القبرصية جرت يوم الجمعة حينما قرر الرئيس السوري بشار الأسد إرسال طائرتين من سلاح الجو السوري من طراز " سوخوي 24 " روسيتي الصنع في مهمة استفزازية قرب قاعدة " أكروتيري " البريطانية في قبرص .. القاذفتين السوريتين رفضتا الاستجابة للمحاولات لمتكررة من برج المراقبة في القاعدة الجوية أكروتيري للاتصال بهم لاسلكيا , فيما يبدو أنه اختبار سوري للدفاعات الجوية البريطانية .. و قد سارعت طائرتان من سلاح الجو الملكي البريطاني من طراز " تايفون " الأكثر تقدما في العالم لمواجهة القاذفتين السوريتين قبل أن تصل الطائرات السورية إلى القاعدة ب 14 ميل .. المقاتلات البريطانية التي يمكن أن ترتفع من المدرج إلى علو 7 أميال خلال 90 ثانية , ارتفعت إلى السماء لتحقيق اتصال مرئي مع الطيارين السوريين بعد أن رفض السوريون الاتصال اللاسلكي مع القاعدة البريطانية .. و عند رؤية القاذفات السورية لمقاتلات التايفون تقترب منها عادت أدراجها بسلام إلى المياه الإقليمية السوريّة .. خبراء عسكريون بريطانيون أكدو ل صحيفة ميرور اليوم أن الأوامر كانت قد أعطيت لإسقاط الطائرات السوريّة في حال اخترقت منطقة الاستبعاد حول القاعدة الجوية البريطانية في قبرص .. و على الرغم من رفض البرلمان البريطاني لتوجيه ضربة عسكرية إلى سورية , إلا أن سلاح الجو الملكي البريطاني لم يسلم من تهديد و استفزاز قوات الأسد .. المحلل العسكري البريطاني " إدوارد هانت " قال لنا تعليقا على الحادثة : لو لم تقم القاذفات السورية بالعودة لأعطي الأمر لإسقاطها .. سوخوي 24 أو SU-24 السورية لم تواجه مقاتلات تايفون الملكية البريطانية فقط , فقد انطلقت طائرتين تركيتين من طراز F-16 من قاعدة أنجرليك الجوية في تركيا استجابة لطلب غرفة عمليات حلف الناتو لحظة رصد القاذفات السورية في المياه الدولية في البحر الأبيض المتوسط , لكنهم وصلوا بعد أن انتهى الأمر و كان السوريون قد عادوا أدراجهم .. الطائرات السورية التي تحمل اسم " فينسر " أو " المبارز " من قبل حلف الناتو كانت لا تزال في الفضاء الجوي الدولي حينما قرر البريطانيون و الأتراك التصدي لها .. مصدر عسكري بريطاني قال " السوريون كانوا متجهين نحونا , هذا مؤكد .. إنها رسالة سياسية استفزازية و اختبار للدفاع الجوي البريطاني "
القاذفات الاستراتيجية السورية كانت قد عبرت 600 ميل و وصلت إلى قبرص خلال 15 دقيقة تماما بعد إقلاعها من قاعدتها الجوية في تدمر شرق البلاد .. طائرات الأواكس البريطانية كانت قد كشفت خروج المقاتلات السورية من قاعدتها و أشار الإنذار الأحمر عليها أنها تقترب من قبرص بشكل كبير فيما يشبه مهمة قتالية .. متحدث رسمي باسم وزارة الدفاع البريطانية أكّد أن مقاتلات تايفون التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني كانت قد أقلعت للتصدي لطائرتين " مجهولتي الهويّة " إلى الشرق من قبرص , و كانت المقاتلات البريطانية مستعدة لاعتراضها في حال قيامها بأي عمل عدائي .. علما أن القاعدة أكروتيري في قبرص بريطانية , إلا أنها ستسخدم من قبل الطائرات الامريكية و الفرنسية في حال أعطى الرئيس أوباما الضوء الأخضر لضرب سورية .. المقاتلات البريطانية هي جزء من سرب مقاتلات موجودة في قبرص لحماية القواعد الملكية البريطانية هناك فيما يستعد الأمريكيون للهجوم على سورية .. مدمرة بريطانية مضادة للطائرات و سفينة تجسس إلكتروني بريطانيتين تتواجدان أيضا في قبرص لتوفير الإنذار المبكر للمقاتلات و البوارج الغربية في حال استهدافها من قبل القوات المسلحة السوريّة .. رسميا مازالت بريطانيا تصنف الطائرتين بانهما مجهولتي الهويّة , و لكن العسكريون البريطانيون يعلمون جيدا أنهما SU-24 سوريتين .. سوخوي 24 المقاتلة السوفيتية القاذفة الأكثر خطورة في الترسانة السوفيتية السابقة , لديها قدرات مماثلة للقاذفة الأمريكية F-111 إلا أنها تتفوق على نظيرتها الأمريكية من حيث خفة الوزن و أكثر دقّة و قوّة .. القاذفة السورية تستطيع التحليق على مستوى منخفض جدا تحت مستوى الرادارات و بسرعة تفوق سرعة الصوت و مجهزة برادار لتجنب التضاريس و سلاح ليزري للصواريخ الموجّهة للأهداف الثابتة مثل القاعدة الجوية البريطانية في قبرص .. هذه الميزات تعطي SU-24 القدرة على شن هجمات بدقّة بالغة على أهداف العدو تحت مستوى الرادار مع صعوبة كبيرة بإمكانية إسقاطها .. علما أن القوات الجوية السورية تستخدم عدد كبير يحوي عدة أسراب من مقاتلات SU-24 القاذفة كانت قد حصلت عليها من الاتحاد السوفييتي و مقرها قاعدة " Tiyas " الجوية شرق البلاد ..
