من تفجير مسجد دار الرئاسة في يونيو عام 2011م الرامي إلى اغتيال رئيس الدولة وكبار قاداته، وما بعدها من عمليات غدر مشابهة ضد معسكرات الجيش في مناطق مختلفة، إلى تفجير ميدان السبعين في مايو 2012م ثم تفجير كلية الشرطة مروراً بكل العمليات الإرهابية والتخريبية، سلسلة تفجير أنابيب النفط، تفجير محطات الكهرباء، قطع الطرقات، مهاجمة معسكرات، اغتيالات في العاصمة ومحافظات حضرموت، شبوة، أبين، مأرب، البيضاء، تعز، لحج، عدن، سواء بدراجات نارية، أو سيارات مفخخة بمسدسات كاتمة أو أحزمة ناسفة أو عبوات، وصولا إلى تفجير مستشفى وزارة الدفاع (العرضي) وقتل المرضى والضباط والجنود. كل تلك الأعمال تحمل بصمة واحدة، وماركة مسجلة باسم (الإخوان المسلمين) لا ينازعون عليها. لا سبيل لأحد لمجاراة نزقهم وصلفهم وموبقاتهم التي لا حدود ولا سقف لشناعتها، ففي سبيل السلطة، يقتلون الآمن الخاشع الساجد في بيت الله والآمن النائم في بيته والعابر سبيله والمريض الجريح المسجى على سرير المشفى. وتحت ستار الدين يقننون لأنفسهم ولأنصارهم الفتن والموبقات, ويزينونها بزخارف من تراث الصراع الديني على السلطة. الحرام في شرعهم حلال, والحلال حرام. والكذب فضيلة, وسفك الدماء جهاد. وفي سبيل القفز إلى السلطة والإمساك بتلابيبها يحلون كل شيء، ويتجرون بكل شيء، ويستبيحون القيم والمثل والمروءات وما تراكم عند الإنسانية من أخلاق. حين تكون السلطة هدف المجرمين تكون الجريمة وسيلتهم إليها، وهو ما يفسر سيل الأعمال الإرهابية والمحاولات المستميتة للانقلاب على نظام الحكم. الخراب الذي ألحقته جماعة الإخوان ببلادنا والاستنزاف الذي أرهقت به مقدرات الدولة عبر مندوبيها في الحكومة وعبر عصابات الإرهاب التي توجهها في الميدان، مرصودة لدى الشعب بجيشه وقبائله ومثقفيه، ولن تمر دون حساب، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله.