دأبت إيران على إثارة المشاكل في السعودية خلال مواسم الحج للتشكيك في قدرة المملكة على تنظيمه. بدأت محاولات طهران منذ ثمانينيات القرن الماضي، وتكررت في أكثر من مناسبة. استغلال إيران للمناسبات الدينية، بدأ منذ عام 1986، حينما أحبط الأمن السعودي تهريب أكثر من 50 كيلوغراماً من المواد شديدة الانفجار، مع الحجاج الإيرانيين، بغرض تنفيذ هجمات في السعودية. بعد هذه الواقعة بعام، تسبب الحجاج الإيرانيون في مأساة بمكة، بعد أن نظموا تظاهرة ضخمة، رفعت شعارات سياسية وأثارت الشغب، ثم تحولت إلى اشتباكات مع الأمن السعودي. وأسفرت الأحداث عن مقتل أكثر من 400 شخص من الحجاج وقوات الأمن. وعام 1989، شهد محيط الحرم المكي وقوع انفجارين، تسببا في وفاة شخص وإصابة ستة عشر آخرين. وأثبتت التحقيقات تورط 20 من الحجاج الكويتيين، التابعين لتنظيم حزب الله الكويتي المدعوم من إيران في الهجوم، كما ثبت أيضاً تسلمهم المواد المتفجرة عن طريق دبلوماسيين إيرانيين في سفارة طهران بالكويت. وتحاول إيران استغلال موسم الحج سياسياً كل عام، فطرحت من قبل رؤية لتدويل تنظيم الحج، وتبرر ذلك بالحوادث والوفيات التي تقع. والتهديدات الإيرانية في المنطقة العربية أبرز الملفات على طاولة القمم التي دعا لها العاهل السعودي، والتي ستنعقد في مكة غداً الخميس والجمعة. ومن المرتقب مناقشة التهديدات الإيرانية وسبل التصدي لها عقب الاستهداف الذي تعرضت له ناقلات نفط في المياه الإقليمية الإماراتية قرب الفجيرة، ومن ثم استهداف محطات ضخ نفط في السعودية، وهي الهجمات التي اتُهم وكلاء إيران بتنفيذها بإيعاز من الحرس الثوري.