كنت زمان كلما شفت قاطرة غاز مكتوبا على ظهرها عبارة "خطر! غاز سريع الاشتعال"، لا أفهم العبارة. الآن، وبعد أن أصبحت الدبة الغاز احمد غراب بألف ريال، فهمت تلك العبارة، وأدركت أنه كان يفترض بي فعلا أن أبتعد عن الناقلة الحكومية مائة قدم، وأن أدرك أن الغاز سريع الاشتعال وأعود إلى الحطب والطبون الخلب. مضطر أترككم مع القاطرة؛ لأني قابلت صديقا لم أره منذ فترة.. أين أنت يا رجل؟ لي منك زمن! إيه بالله زمن! من أيام ما كانت الدبة الغاز بمائتين ريال! أيش أخبار الطاقة النووية؟ الحمد لله تزوجت ومعي عشرة جهال. والطاقة الغازية؟ كانت في البيت وصدرناها من "الطاقة" على طريقة المثل: "بيع غازك بالريال واشتريه بالدولار"! والطاقة الشمسية؟ وأنا أيضا مصمم! على أيش؟ العالم طلع القمر، واحنا نطلع الشمس. وأيش أخبار السكر معك؟ لا تذكرني! بأيش؟ عندما كنت جاهل كانت امي تناغيني وتغني: "محمد يا حمادة.. يا سكر يا زيادة"! وكلما كبرت يرتفع السكر حتى وصل عشرة الف ريال. يعني إحنا بذنب امك! تشتي الصدق، إحنا بذنب ولدي مهدي. ليش؟ هددته بقطع الدعم (المصروف) وفي نفس اليوم رفعت الحكومة الدعم عن الغاز. على حد علمي ان حكومتنا دعم الدعم، ومش محتاجة ترفع الدعم! حكومة دعم الدعم، يعني انها تدعم المدعومين وتعدم المعدمين. يعني حكومة "بطري نكع فوق مخلوس" الصومالية أفضل من حكومة دعم الدعم هذه! بلاش كلام في السياسة، وكما يقول الشاعر عبد الحليم حافظ: "بلاش كلام في السياسة يا حبيبي بلاش بلاش". كلامك صح، من كثرة هوسنا وإدماننا على السياسة طنشنا الاقتصاد فنهشنا التدهور الاقتصادي. وكيف نبطل السياسة! على شان نبطل السياسة لازم نبطل القات! وكيف نبطل القات؟ الجواب على هذا السؤال يحتاج إلى جلسة وتخزينة جامدة.