يستحوذ ملف اللاجئين السوريين على اهتمام جهات سياسية وإنسانية عدة، فمع اقتراب عددهم المتزايد إلى نحو مليون لاجئ في الدول المجاورة، يشتكي الكثيرون من تزايد أعباء تأمين احتياجاتهم الأساسية وعدم وفاء بعض الدول بالتزاماتها لمساعدتهم. ففي لبنان المجاور، تحدث وزير الداخلية مروان شربل اليوم الخميس عن التحديات التي يفرضها نزوح أكثر من 320 ألف لاجئ إلى البلاد منذ بدء الثورة السورية، وقال إنهم يعملون بأسعار زهيدة ويفتحون المصالح لينافسوا أبناء البلد. وعقدت الحكومة اللبنانية وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي مؤتمرا تحت عنوان "برنامج دعم المجتمع اللبناني المضيف" في محاولة لجمع الأموال للاجئين وتخفيف العبء عن المجتمعات المضيفة، حيث طلب لبنان 180 مليون دولار الشهر الماضي ثم طالب بزيادة المبلغ مع تدفق أعداد إضافية. أعداد اللاجئين ازدادت ثلاثين مرة منذ أبريل/نيسان الماضي (الفرنسية) وفي سياق متصل، ذكرت إدارة الطوارئ والكوارث في تركيا أن عدد اللاجئين السوريين بالمخيمات التركية بلغ 185 ألف شخص، وأنهم يتوزعون على 14 مخيماً عبر البلاد. وقالت الإدارة التركية إن ما يزيد على 260 ألف سوري عبروا إلى تركيا منذ بدء الاضطرابات في بلادهم، لكن بعضهم عاد إلى موطنه. وفي الأثناء، أعلن الناطق الإعلامي لشؤون اللاجئين السوريين بالأردن أنمار الحمود أن عدد اللاجئين السوريين بالمملكة منذ اندلاع الأزمة بلغ 421 ألفا، منهم 108 آلاف يقيمون في مخيم وأضاف الحمود أن أكثر من 55 ألفا عبروا إلى المملكة خلال الثلاثين يوما الماضية، بينما قال مسؤول بالقوات المسلحة إن قوات حرس الحدود استقبلت خلال الأيام الأربعة الماضية أكثر من 12 ألفا، كما استقبلت ألفا و970 لاجئا صباح اليوم. مليون لاجئ ومن جانبه، توقع المفوض السامي لشؤون اللاجئين بالأممالمتحدة أنطونيو جوتيريز أن يصل عدد اللاجئين السوريين إلى المليون خلال شهر وبواقع أربعين ألف نازح أسبوعيا. وأضاف أنه حتى اللحظة تم تسجيل 936 ألف سوري لجؤوا إلى دول الجوار، وأن عددهم ارتفع بمقدار ثلاثين مرة تقريبا عما كان عليه في أبريل/نيسان الماضي. وأشار جوتيريز إلى أن أعداد اللاجئين مذهلة لكنها لا تعكس الحجم الكامل للمأساة، فثلاثة أرباعهم نساء وأطفال، وكثيرون منهم فقدوا ذويهم، بل إن معظمهم فقد كل شيء. وكانت منسقة الشؤون الإنسانية بالأممالمتحدة قد دعت أمس الأربعاء الدول المانحة -التي تعهدت بمؤتمر الكويت الشهر الماضي بتقديم مساعدات للاجئين السوريين- إلى سرعة تحويل الأموال التي أعلنوا الالتزام بها. وقالت فاليري أموس عقب انتهاء جلسة مشاورات مغلقة بمجلس الأمن الدولي بشأن سوريا "إن حجم التعهدات المالية التي أعلنتها الدول المانحة بمؤتمر الكويت بلغت 1.5 مليار دولار، لكننا لم نتلق حتى الآن سوى مائتي مليون فقط". خروج عن السيطرة وفي عددها لهذا اليوم، رأت صحيفة غارديان البريطانية أن الأزمة الإنسانية السورية بدأت بالخروج عن السيطرة، حيث نقلت عن منظمة أوكسفام الخيرية البريطانية أن عدد النازحين السوريين للدول المجاورة يبلغ خمسة آلاف يوميا، مسجلا ارتفاعا بنسبة 36% خلال شهرين. وحذر رئيس إدارة الأزمة السورية بالمنظمة فرانسيس لاكاسيه من أن تواجه الأممالمتحدة "أسوأ سيناريو" في غضون الأسابيع القادمة، حيث سيصل عدد النازحين إلى أكثر من مليون لاجئ بحلول يونيو/حزيران القادم. أما المتحدث باسم المفوضية العليا الأممية لشؤون اللاجئين فأكد بتصريح صحفي الخميس أهمية عدم نسيان اللاجئين الفلسطينيين الذين كانت تستضيفهم سوريا سنوات عديدة، ومن بينهم أكثر من ثلاثين ألفا وصلوا لبنان، مشددا على ضرورة دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) لتحقيق استقرار وضعهم داخل سوريا وخارجها. وأضاف أودو يانس "يجب ألا ننسى أن معظم اللاجئين لا يسكنون في المخيمات، بل لدى الأسر المضيفة التي قد لا تكون ميسورة ماديا". اخبارية نت – الجزيرة نت