أعرب الرئيس الإيراني حسن روحاني عن أمله في حل النزاع بشأن البرنامج النووي الإيراني مع القوى الكبرى خلال ثلاثة أشهر عبر المفاوضات الدبلوماسية، في وقت أعلنت طهران أنها منفتحة على لقاءات على أعلى مستوى مع واشنطن. وقال روحاني في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست إنه على استعداد لتوقيع اتفاق خلال "ثلاثة إلى ستة أشهر"، موضحا أن بلاده تريد تسوية المسألة "خلال الأشهر المقبلة وليس السنوات المقبلة". وعن مدى الصلاحيات التي حصل عليها من المرشد الأعلى علي خامنئي، قال روحاني إن تسوية الملف النووي هي إحدى مسؤوليات حكومته، مؤكدا أن حكومته لديها كامل الصلاحيات لإجراء المفاوضات بشأن هذا الملف. وأشار إلى أن حكومته ستكون "شفافة"، ولكنه شدد على أهمية اعتراف الغرب بحقوق إيران النووية لأغراض سلمية. ويأتي ذلك عقب ترحيب متبادل بين واشنطنوطهران بشأن تصريحات الطرفين إزاء الملف النووي والتحرك الدبلوماسي لإيجاد حل لهذا الملف الذي يشك الغرب في أن الإيرانيين يسعون من خلاله لامتلاك أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران. فبينما أثنى الرئيس الأميركي باراك أوباما على "اعتدال" القادة الإيرانيين وما جاء في خطاب روحاني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث قال إن حل الملف النووي يمكن أن يكون عبر "الاعتدال والحكمة والاحترام المتبادل ونبذ العنف والإرهاب"، رحبت إيران أمس الأربعاء بنبرة أوباما ومواقفه تجاه إيران في خطابه الذي كان "مصحوبا بالاحترام والليونة". وفي كلمته في افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال أوباما إنه يريد أن يضع مبادرات روحاني الدبلوماسية موضع الاختبار، وحثه على أن يتخذ خطوات ملموسة نحو حل النزاع النووي مع الغرب، مضيفا أن "عبارات التصالح ينبغي أن تصاحبها أفعال تتسم" بالشفافية ويمكن التحقق منها. كيري وظريف من جانبه أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الخميس أن بلاده منفتحة على لقاءات على أعلى مستوى مع الولاياتالمتحدة، وفق ما أفادت وكالة إيرنا الرسمية. ومن المقرر أن يلتقي ظريف اليوم في نيويورك نظيره الأميركي جون كيري، في سابقة دبلوماسية في تاريخ البلدين، وذلك ضمن اجتماع مجموعة خمسة زائد واحد حول الملف النووي الإيراني. وكان أوباما أعلن في وقت سابق عن تكليف كيري بالعمل على الصعيد الدبلوماسي مع طهران بهدف استئناف المحادثات بشأن برنامجها النووي. وكان ظريف قد أعرب بعيد اجتماع مغلق أمس جمعه بنظيره الفرنسي لوران فابيوس في مقر الأممالمتحدة، عن أمله في أن يحقق الاجتماع المرتقب بين إيران ووزراء خارجية الدول الخمس الكبرى وألمانيا تقدما ملموسا في إيجاد حل لهذا الملف النووي. ولدى سؤاله عما يتوقعه من الاجتماع اليوم مع نظرائه من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصن وألمانيا، قال ظريف "بداية قوية للمفاوضات مع هدف التوصل لاتفاق في أقرب وقت". وأشاد ظريف بالنقاش الذي جرى أمس بشأن بدء المحادثات النووية والمحادثات التي ستعقد على مستوى وزراء الخارجية بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد.