من المنتظر أن يصل إلى العاصمة السورية دمشق ظهر اليوم عشرون خبيرا في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، عقب تأكيدات الرئيس السوري بشار الأسد التزامه بتنفيذ قرار مجلس الأمن بشأن نزع الترسانة الكيميائية، وفي ظل توقع روسيا بداية سريعة لتدمير هذه الأسلحة، في حين ينهي مفتشو الأممالمتحدة بشأن الأسلحة الكيميائية اليوم مهمتهم في دمشق. وسيقوم هؤلاء الخبراء بزيارة المواقع ويبدؤون غدا جلسات عمل مع مسؤولين سوريين لمناقشة تفاصيل برنامج تدمير المخزون الكيميائي الذي قد ينطلق فعليا في نوفمبر/تشرين الثاني القادم. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول في المنظمة المكلفة بالإشراف على إزالة ترسانة الأسلحة الكيميائية قوله إنه لا يوجد أي سبب للشك في المعلومات التي قدمتها السلطات السورية، وذلك في إشارة إلى لائحة قدمتها دمشق في سبتمبر/أيلول الحالي، تشمل مواقع الإنتاج والتخزين. وسيلتقي الفريق فور وصوله مسؤولين في نظام الأسد لمناقشة تفاصيل برنامج تدمير المخزون الكيميائي الذي قد ينطلق فعليا في نوفمبر/تشرين الثاني القادم. ووافقت كل من موسكو وواشنطن في 14 سبتمبر/أيلول الحالي على اتفاق لنزع الترسانة الكيميائية السورية. وأتى الاتفاق بعد تلويح دول غربية في مقدمها الولاياتالمتحدة، بتوجيه ضربة عسكرية ضد النظام ردا على الهجوم الكيميائي في الغوطة الشرقية والغوطة الغربية لدمشق في 21 أغسطس/آب الماضي. قرار وتعهد وأصدر مجلس الأمن الدولي ليل الجمعة قرارا يحدد إطار إزالة الترسانة السورية بإشراف منظمة حظر الأسلحة، وهو ما شكل اختراقا دبلوماسيا كبيرا منذ بداية النزاع في مارس/آذار 2011. وكانت دمشق قد تعهدت بالامتثال للقرار 2118 الذي أصدره مجلس الأمن بالإجماع فجر السبت بشأن مخزونها الكيميائي، وهو التعهد الذي كرره الأسد في مقابلة تلفزيونية بثت اليوم. وبعد صدور القرار، أعلنت دمشق التزامها بالانضمام إلى المعاهدة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية. وفي سياق متصل توقعت روسيا بداية سريعة لتدمير الأسلحة الكيميائية في سوريا، حيث قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريحات لصحيفة "كومرسانت" الروسية الصادرة اليوم الاثنين إن القيادة السورية أكدت عزمها دعم ممثلي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عقب وصولهم. وأكد الوزير الروسي استعداد بلاده المشاركة بالتمويل والخبراء في هذه العملية، وفقا لما نقلت وكالة الأنباء الألمانية. دعوة لافروف ودعا لافروف الغرب إلى حث المعارضين في سوريا على الإذعان، وقال "ينبغي بعث إشارة لهم تفيد بأنه ليس من المسموح لهم إفساد هذه العملية". وذكر لافروف أن موسكو لديها معلومات تفيد بأن المعارضين يخططون "لاستفزازات" واستخدام محتمل لغازات سامة. وفي سياق متصل، ذكر لافروف أن إستراتيجية روسيا في الرهان على المفاوضات منذ البداية أثبتت صحتها، وقال "من ينظر إلى الوضع بموضوعية سيخلص على الأرجح إلى أننا نوجد في الجانب الصحيح من التاريخ". وبالتزامن مع هذه التطورات ينهي مفتشو الأممالمتحدة بشأن الأسلحة الكيميائية اليوم مهمتهم في دمشق، والتي شملت التحقيق في استخدامات محتملة لهذه الأسلحة في مواقع عدة. وقد أعلن الفريق السبت أنه سيعد تقريرا شاملا يأمل في "أن يكون جاهزا بحلول نهاية أكتوبر/نشرين الأول"، وذلك بعد تقرير أولي أصدره إثر مهمته الأولى في وقت سابق من هذا الشهر، وأكد فيه استخدام غاز السارين على نطاق واسع في هجوم قرب دمشق في 21 أغسطس/آب الماضي.