خالد شمت-برلين شارك المئات من الليبيين والعرب والألمان في مظاهرة جرت السبت بالعاصمة الألمانية برلين تعبيرا عن احتجاجهم على امتناع الحكومة الألمانية عن تأييد الحظر الجوي على ليبيا بمجلس الأمن الدولي، وتنديدا بمذابح معمر القذافي ضد المدنيين الليبيين. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها بالألمانية "دماء الليبيين أغلى من النفط ومن صفقاتكم مع الدكتاتور القذافي"، وأخرى تشكر الحكومة الفرنسية على اعترافها بالمجلس الوطني الانتقالي كممثل للثوار الليبيين وتأييدها للحظر الجوي على ليبيا. وكانت ألمانيا قد امتنعت عن التصويت في مجلس الأمن الدولي على قرار فرض الحظر الجوي ضد قوات القذافي والسماح بشن هجمات عسكرية لحماية المدنيين الليبيين. وجاء هذا الموقف متناقضا مع إعلان حكومة المستشارة أنجيلا ميركل قبل ذلك تأييدها الحظر الجوي بشرط موافقة جامعة الدول العربية ومجلس الأمن. موقف مستغرب وجابت مظاهرة المحتجين على الموقف الألماني في مجلس الأمن شوارع قلب برلين التجاري. ورفع المشاركون فيها علم الاستقلال الليبي القديم ورددوا بالعربية هتافات تطالب برحيل القذافي منها "زنقة زنقة دار دار، ياقذافي جاءك العار"، و"جاءك الدور جاءك الدور، يا معمر يا دكتاتور"، كما هتفوا بالألمانية "القذافي وأبناؤه رموز للطغيان والفساد". وقال منظم المظاهرة الأكاديمي الليبي محمود عبد العزيز الورفلي إن تأييد الجامعة العربية ومجلس الأمن للحظر الجوي "كشف حقيقة الموقف الألماني الرسمي في التعامل مع الدكتاتور القذافي على حساب حرية الشعب الليبي". واستغرب الورفلي في تصريح للجزيرة نت "هذا المسلك من حكومة المستشارة أنجيلا ميركل في مجلس الأمن رغم اكتواء ألمانيا بنار إرهاب القذافي الذي فجر ملهى في برلين عام 1986″. وأشار إلى أن ما حدث بمجلس الأمن "سيدفع الشعب الليبي بعد استرداد حريته، إلى المطالبة بإعادة النظر في أوضاع الشركات الألمانية العاملة في مجالات النفط والبنية التحتية بليبيا". ولفت الأكاديمي الليبي إلى أن مظاهرة الليبيين في برلين استهدفت حث الشعب والرأي العام في ألمانيا على الضغط على ميركل وصناع القرار في البلاد، للتدخل لإيقاف مذابح القذافي المتواصلة منذ 28 يوما ضد الليبيين. إرهاب القذافي وفي كلمة أمام المشاركين في المظاهرة قالت العضوة السابقة عن حزب الخضر الألماني المعارض في البرلمان الأوروبي إيفا أيكوستورب إن موقف وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله من الحظر الجوي ضد ليبيا "مخجل للألمان المؤيدين لكفاح الشعب الليبي من أجل الحرية والديمقراطية". وأشارت إلى أن الذاكرة الأوروبية "لن تنسى للقذافي إرهابه في برلين ولوكربي ودعمه للطغاة والمرتزقة في أفريقيا"، ورأت أن "وقوف الحكومات الغربية موقف المتفرج أمام شعب يذبح، أظهر تفضيلها الالتصاق بالنفط على حساب حريات الشعوب". ولفتت الناشطة السياسية الألمانية إلى أن "الأوروبيين الذين توقعوا رحيل القذافي بسرعة مثل حسني مبارك وزين العابدين بن علي، لم يكونوا يعرفون الطبيعة الدموية المجنونة للدكتاتور الليبي". السر الكامن وتساءل ممثل الجالية الليبية في ألمانيا الهادي الغرياني عن السر الكامن وراء امتداح القذافي في حديث مع قناة ألمانية قبل أيام لموقف حكومة ميركل من نظامه. وقال إن ما يشاع عن قمع مارسته جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة مع مواطنيها يعد إنسانيا نسبيا أمام ما اقترفه العقيد الذي حوّل مواطنيه إلى عبيد داخل سجن رهيب. وأشار إلى أن ليبيا الغنية بالنفط والثروات "تحولت بعد 42 عاما من القمع إلى دولة فقيرة محكومة بقانون الغاب ونزوات القذافي وأبنائه".