نفى مصدر يمني مسؤول، أمس، أن تكون صنعاء تلقت أي عرض أو مقترحات من أي دولة أجنبية بما فيها الولاياتالمتحدة وبريطانيا، حول تقديم دعم عسكري مباشر لليمن في حربه المحتدمة ضد تنظيم القاعدة، فيما طلب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح من نظيره الأمريكي باراك أوباما الذي اتصل به ليل الثلاثاء/الأربعاء، الضغط على السلطات الأوروبية لتخفيف صرامة قرارها عدم استقبال رحلات الشحن المقبلة من بلاده . وأكد المصدر ل "الخليج" أن الاتصالات التي تلقتها أو أجرتها القيادة السياسية والحكومة بمختلف مستوياتها مع كبار المسؤولين في الحكومتين الأمريكية والبريطانية عقب تصاعد تداعيات قضية الطرود الناسفة لم تتطرق إلى بحث أو مناقشة قضايا من قبيل التدخل العسكري الأمريكي أو البريطاني المباشر في الحرب ضد تنظيم "القاعدة" . وقال إن "الاتصالات تمحورت حول سبل تعزيز الدعم الدولي لليمن لمساعدة الحكومة وأجهزتها الأمنية المختلفة على مكافحة الإرهاب" . واعتبر أن "الحرب تتجه صوب تقويض حضور وتواجد "القاعدة" في اليمن كون التنظيم تعرض مؤخرا لضربات متلاحقة ومؤثرة نتيجة التركيز الأمني على توسيع نطاق العمليات العسكرية، ما دفع العديد من قيادات وأعضاء القاعدة إلى الاستسلام طواعية" . وكان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح جدد رفض بلاده القاطع لأي تدخل أجنبي في الحرب ضد القاعدة، مؤكدا قدرة القوات اليمنية على حسم الصراع . وأجرى أوباما اتصالا هاتفيا بنظيره اليمني أكد خلاله ضرورة تعزيز الإجراءات الأمنية على الشحن الجوي بعد سلسلة الطرود المفخخة . وجاء في بيان أصدره البيت الأبيض أن أوباما وصالح ناقشا التعاون الأمريكي اليمني المشترك في القتال ضد تنظيم "القاعدة في الجزيرة العربية" . وقال إن "الرئيس أكد ضرورة أن يساعد اليمن في تعزيز الثقة في قطاع الشحن الجوي من خلال تعزيز الإجراءات الأمنية" . كما أكد ضرورة أن يساعد العالم اليمن . وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" أن صالح طلب من الولاياتالمتحدة المساعدة في إقناع الدول الأوروبية بتخفيف القيود التي فرضت على الرحلات الجوية . ونقل عنه قوله إن "قرار بعض الدول الأوربية إيقاف الرحلات الجوية المقبلة من اليمن يعد بمثابة فرض عقاب جماعي على الشعب اليمني" . وأكد الرئيس اليمني للرئيس الأمريكي أن إجراءات صارمة ومشددة اتخذت في المطارات اليمنية وفي ملاحقة الإرهابيين وضبطهم وتقديمهم للعدالة . في سياق متصل استدعى رئيس الوزراء اليمني علي محمد سفراء الدول الأجنبية المعتمدين لينقل من خلالهم إلى حكومات بلدانهم استياء الحكومة اليمنية من عملية التهويل المفتعلة لقضية الطردين الناسفين، وتصعيد دول كالولاياتالمتحدة وبريطانيا وألمانيا الاتحادية لتدابير احترازية مبالغ فيها، ما يعتبر مواقف تتقاطع مع واجب المجتمع الدولي في تعزيز دعم اليمن . وكشف مجور النقاب عن أن النشاط الاستخباري هو الذي كان وراء الكشف عن الطردين والتعرف إليهما وليس الجانب التقني، وجدد تأكيد بلاده أن اليمن سيواصل حربه من دون هوادة ضد الإرهاب لدرء مخاطره عن المجتمع والتنمية والاقتصاد والأمن والاستقرار، وأعرب عن ترحيب حكومته بأي دعم دولي لوجستي سواءً من الاتحاد الأوروبي أو من الدول العربية، وأشار إلى التعاون الأمني المتميز القائم بين بلاده والسعودية . وتواصلت الحملة التي تشنها قوات الجيش اليمني في عدد من مناطق البلاد بحثاً عن الداعية أنور العولقي، المطلوب للولايات المتحدة، والسعودي إبراهيم عسيري الذي تعتبره واشنطن الرأس المدبر في قضية الطرود الناسفة . واجتمع وفد حكومي من أبناء شبوة التي ينتمي إليها العولقي بأبناء قبيلته، وطالبهم بالتعاون مع السلطة لتسليم الأخير نفسه مقابل ضمانات بعدم تسليمه إلى الولاياتالمتحدة، وأكد شيخ مشايخ قبائل العوالق تأييد جهود الدولة، إلا أنه رفض أن يحل محلها في القبض على العولقي . في المقابل، دعا "القاعدة" أبناء العوالق إلى عدم التعاون مع الحكومة التي قال بيان صادر عن التنظيم إنها " تعمل كشرطي للأمريكيين لضمان أمنهم"، وحذر أبناء العوالق من "أي محاولة للتنكر لإخوتهم وأقاربهم للسماح للعدو بقتلهم"
