في البدء قال الزعيم الرمز إبراهيم محمد الحمدي "أريد أن أؤكد بأن هناك عناصر امتدت أياديهم إلى أموال الشعب وشعرت في يوم من الأيام بأنه ليس هناك رقيب ولا حسيب ونسوا أن الشعب يراقب كل شخص وكل إنسان وأؤكد لمن استهتروا بأموال الشعب وكرامته وحقوقه بأن يوم التصحيح لآت ". استطاعت ثورة 13 يونيو 74م بقيادة ابن اليمن البار إبراهيم الحمدي أن تعيد الروح إلى الثورة الأم سبتمبر 62م خلال فترة قصيرة بقضائها على مثلث الرعب : المشايخ والعسكر والإقطاع ، سبب البلاء قبل ثورة التصحيح السلمية البيضاء التي لم يسال فيها قطرة دم وعادت تلك القوى أكثر شراسة بعد تحقيق الوحدة مدعومة بفيروس الفساد وايدز العمالة فلم تبق للأحلام على الأرض مكان فنهبوا الأرض والثورة والثروة وتكريس الفيد والفساد لم يشهد له التاريخ مثيلا حتى وصل البلد إلى حافة الهاوية والانهيار وارتفع صوت المنادين بالانفصال وفك الارتباط وفي صعدة خاضت حكومة عفاش ست حروب عبثية وخسارة المليارات وإزهاق الأرواح إرضاءً للجارة السعودية وإذكاء روح المذهبية حسب الإملاءات الأمريكية كما زادت أعمال البلطجة المنظمة من قبل أصدقاء النظام البائد وقتل الثوار في كل الساحات وظهرت اللصوصية والفتنة الطائفية والقتل المجاني حتى وقع الناس صرعى لا حراك بهم من شدة الذل والاستبداد برعاية وعناية المخلوع وأولاده وأسرته الذين لا يعترفون بالمواطنة المتساوية والتضييق على حرية الصحافة فبدا المشهد معتما ومرعبا . وبمناسبة ذكرى ثورة يونيو التي قادها الشهيد الحمدي فإن الشعب العربي في اليمن مازال يتذكر تلك الفترة الذهبية رغم قصرها بالحنين ويشعر أن الحلم اليمني ضاع وزال برحيل إبن اليمن البار إبراهيم محمد الحمدي وذلك بقتله غدرا وظلما وعدوانا هذا الزعيم الأسطورة الذي جدد الأحلام مع كوكبة من خيرة الشباب فبنى الدولة الوطنية الحديثة التي أعادت للوطن هيبته وللإنسان كرامته فنفذ الخطة الخمسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والإدارية والسياسية باعتبارها نتاج تفاعل شعبي ورسمي كما أوجد الانسجام بين الحاكم والمحكوم وجسد أواصر الحب الحقيقية بعوامل موضوعية وذاتية وطابع إنساني وتعتبر هذه الثورة من أرقى الثورات العالمية حيث عالجت قضايا ومشكلات الوطن فانتشلت البلاد من مستنقع الفساد والإفساد والتخلف واليأس والإحباط إلى واقع جديد واسع ورحب صنعه الشعب والقائد معا فامتلك زمام المبادرة في القرار والرقابة الشعبية بلجان التصحيح وتفعيل الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة فاستطاع القضاء على الرشوة والمحسوبية حتى وصل الوطن إلى ذروة الاستقلال والتطور وأعاد هذا الزعيم الهوية الوطنية والثقافية للوطن المدفون تحت ركام سنين التخلف فنال ثقة شعبية وأعاد صياغة الإنسان بأسس ديمقراطية فاستحق كل الحب والود الاحترام ليواكب هذا الوطن العصر بالحداثة والتقدم ونما الوعي الجمعي للشعب اليمني بعد الشعور بالاغتراب عن محيطه الإقليمي والدولي ويعزى لقيادة13 يونيو إحداث التغيير بآفاق واسعة ازدهرت فيها قيم الحرية والخير والحب والجمال.. إن ثورة يونيو التصحيحية وقائدها الوحدوي إبراهيم الحمدي الذي استطاع انتشال اليمن (الشمالي) من وضعه البائس إلى التقدم والازدهار رغم شحة الموارد وفي عهده الميمون انتشرت الطرقات في كل القرى والأرياف وربطها بالمدن الرئيسة وفتحت المستشفيات وتم إجراء أول عملية قلب في صنعاء كما ازدهر التعليم وجذب الاستثمار وقضى على البطالة بأنواعها وعلى الفساد المالي والإداري في كل المرافق الحكومية وتحول الشعب إلى حامي وحارس لتلك المنجزات الثورية فعادت الروح إلى الثورة الأم وشهدت بلادنا رخاءا اقتصاديا وزيادة في فائض الإيرادات وقام بوضع التنمية ثلاثية الأبعاد في مضمونها العام والخاص والمختلط وحظيت اليمن لأول مرة في التاريخ الحديث والمعاصر على الاحترام الدولي والإقليمي وفي عهد إبن اليمن البار وضع أسم اليمن في الخريطة العالمية فرفع بلاده عاليا إلى مصاف الدول في كل المحافل الدولية وزاد حب الشعب له لنظافة يده ولسانه فلم يبن إقطاعيات خاصة ولم يقرب الأبناء وأفراد العائلة. إن ثورة 13يونيو 74م ما زالت صالحة كمشروع لإنقاذ البلد مما أصابها من فيروس الخنازير وحالات الاحتقان ورفض الرفض بالثورة الشعبية كونها روح الشعب والوعاء الوطني الفعال للنهوض باليمن والتطلع نحو المستقبل الأفضل بأهداف زعيم اليمن الملهم للشباب الثائر في كل الساحات كما يعتبر الحمدي المعلم الأول والرمز التاريخي للأمة وبرحيله القسري عبر بوابة التآمر الرجعي الإمبريالي المشيخي العميل في الداخل وتمويل إقليمي ودولي استهدف حياة أبو نشوان برصاص الغدر والخيانة أدمت قلوب اليمنيين ومازال هذا الشعب الوفي يحمل صور القائد المعلم حتى اليوم في كل الساحات اليمنية بشوق وحنين إلى فترته المباركة وسيرته العطرة وبموته مات الشعب والوطن وبكت عليه الأرض والسماء أنهارا من دموع وهذا الشاعر الفضول عبد الله عبد الوهاب نعمان رثاه قائلا : أتيتك بالبشر لا بالعزاء وجئتك بالزهر لا بالرثاء ولم أستطع أن أذل الحروف فتأتي إليك بمعنى البكاء رحم الله قائد المشروع الحضاري المدني إبراهيم ابن محمد الحمدي وكل الشهداء الأبرار فاللعنة للقتلة والخزي والعار والخلود لباني نهضة اليمن وملهم الثوار الأحرار في 11 فبراير 2011م ولا نامت أعين الجبناء.