شيعة شوارع ..أولاد شوارع .. ما الفرق ؟ اذا كان إبن الشارع في مدلوله السوقي والسياقي باتفاق الخواص والعامة , شخص قليل التأديب , جانح للجريمة , منبوذ من المجتمع , لا يقبل كضمين او امين , عاطل أمي او جاهل , مصدر ازعاج واذية , لاخير فيه ولا جدية , لا اصل ولا فصل .
بهذا الوصف وما يجره من معنى , وصف القيادي بالحرس الثوري الايراني جماعة الحوثيين في اليمن .. ساخرا متهكما متعجبا على مؤيدي ايران ومن يقاتلون بالوكالة عنها ,وان هكذا تنظر ايران اليهم و من ينتحرون يوميا لاجلها , نظرة استعلاء وازدراء حتى فيما بينهم البين . فهل أستوعب اذناب ايران انهم مجرد ادوات بعد الاستفادة منها , تلقى في صندوق قذر اوفي قبو مظلم .
قائد الحرس الايراني لم يقف عند هذا الحد , بل زاد تفسيرا وتعبيرا , بأنهم مجرد اقوام يلبسون الفوطة ويتحزمون بالخناجر وليسوا بجمال ملائكي , والتفسير اكثر سخرية من اللفظ , احتقار واستصغار في بسمته ونبرته , ليدرك من ولو وجوههم شطر ايران كم انتم تافهين وتائهين في اعينهم .
فكل حديثه عن الحوثيين بما فيه من تمادي وتعادي ,لكفيل بان يعرف هؤلاء بأي ظلالة عاشوا , و خديعة انساقوا , ولكفيل بان يكفو عن القتال في سبيل الباطل ,بعدما قتلوا وشردوا ,تحت شعارات مزيفة ومنهج ظال ,وانهم مهما فعلوا لن يتجاوزوا قيمة عن ابناء الشوارع .
وحين تطرق لقدرة الحوثيين وسيطرتهم على باب المندب , ظاهر كلامه لعنة و باطنه لعنة , فظاهره تعجبآ ان لحوثيين اولاد الشوارع, الهمج الغجر , الضعفاء القبح , قوة وقدرة من فتح باب مغارة علاء الدين , ويحتل واموقع استراتيجي هام كهذا في اليمن .
اما باطنه لا يعقل ان الا قزام الحوثيين انصاف الرجال , وحدهم وبمفردهم بإمكانهم السيطرة على باب المندب الموقع الملاحي والعسكري , ومستحيل لجماعة الاربعين حرامي ان تقتحم باب المغارة دون دعم وسند ايراني .
ولو قمنا بمقارنة ومبيانة بين شيعة الشوارع أولاد الشوارع , وبين ابناء الشرعية أنصار الشرعية , سنجد وضاحة وصراحة المبنى والمعنى, ان شرعي يعني بمدلوله السماوي العقيدة , والدستوري القانون , وبمعانيه المتنوعة الصحيح ، الحقيقي ، الاصلي ،التوافقي ، الشعبي , النظامي.
مجلس الامن يخاطب هادي ورجاله بالشرعيين, الجامعة العربية تدعوهم حكومته بالشرعية , ووسائل اعلام الدنيا توصف مقاتليه بجيش الشرعية , وان هادي الرئيس الشرعي لليمن , اجماع من الخصوم والمحكمين والمراقبين على ان هادي قائد الشرعية وراعيها الوحيد في اليمن , شرف ماسبقه أحد في سجل تاريخ الرؤساء بالعالم , وان يتفق المتناقضون والمترادفون حول رئيس مثله , والاعتراف بشرعيته.
واستكمال للمقارنة بين اولاد الشوارع وابناء الشرعية , الرئيس هادي يصف جيشه وأولاده بالابطال والعمالقة , وبالفرسان المغاوير, وواثق بنصرهم , وانهم حماة الوطن وبناءه , يمنيون لازيدية أو شافعية , لا يستغرب لشجاعتهم , أو يشكك بقدرتهم .
اذآ الفارق يطول والشبه يزول بين شرعية تسعى لبناء دولة مدنية حديثة وبين متشرعن يدعو لعهد امامي كهنوتي , بين شرعية تستمد من الشعب قوتها ومباركتها , وبين متشرعن قهر الشعب وسخط عليه , وبين رئيس شرعي يدافع عن الوطن , وبين زعيم وسيد يتسابقون لبيع الوطن ,,,