(لا تتركوا زينب وحيدة Don't leave Zainab alone).. الجملة ليست عنوان لفيلم أو اسم لمجموعة قصصية أو اسم لديوان شعر، وإن كان كذلك فإن المحور الأساسي والبطلة المشتركة هي (زينب)، الجملة السابقة هي اسم لصفحة خاصة أطلقها مساء يوم الإثنين بعض الناشطين العرب على موقع التواصل الإجتماعي الفيس بوك للتضامن مع الناشطة الحقوقية البحرينية/زينب الخواجة، المسلمة الشيعية، البالغة من العمر 27 عامًا، التي اشتهرت بتغطيتها لأوضاع البحرين باسمها المستعار (العربية الغاضبة)، كانت تنشرها أيضًا بالانجليزية باسمها المستعار (Angry Arabiya)، عُرف عن زينب نشاطها الحقوقي الميداني، فقد كانت واحدة من أهم النساء البحرينات اللاتي شاركن في حركة الإحتجاجات والمسيرات والإعتصامات السلمية، زينب التي لطالما رددت شعارات تدعو لإسقاط الملك البحريني/حمد بن عيسى آل خليفة،، ولد التعاطف والتضامن الإلكتروني مع زينب بعد صدور الحكم بالسجن مدى الحياة على والدها الناشط الحقوقي والسياسي/عبد الهادي الخواجة - هو أحد ناشطي المعارضة البارزين الأربعة عشر الذين أصدرت المحكمة العسكرية أحكاماً قاسية بالسجن بحقهم في يونيو/حزيران 2011م - بسبب مشاركته في إحتجاجات ومظاهرات البحرين الأخيرة، وإعتقاله مع وزوجها/ وافي الماجد في 9 أبريل 2011م، بعدها بيوم أعلنت زينب الإضراب عن الطعام مطالبة بالإفراج عنهما استمر 10 أيام، غير أنها لم تجد جدوى من إضرابها، فقررت النزول إلى الشارع، بعد قرارها بأن الصمت لن ينفعها بشيء، قائلة(لن يخدم عائلتي أن أظل صامتة صمت المقابر غير قادرة على الحديث(. أُوقفت بسبب إعتصامها مرات عدة كانت أولها في 15 يونيو من ذات العام لمدة سبع ساعات بعد أن اعتصمت مع امرأتين أخريتين أمام مقر الأممالمتحدة في مملكة البحرين، لمطالبة المجتمع الدولي بالضغط على الحكومة لإطلاق سراح "السجناء السياسيين"، وإيقاف آخر في 15 ديسمبر بعد أن اعتصمت في دوار على شارع البديع غرب المنامة، وبتهمة التجمهر والمشاركة في مسيرة غير مرخصة كانت متجهة صوب دوار اللؤلؤة أوقفت لمدة 10 أيام في منتصف فبراير من العام الجاري، ومرة أخرى من 5 أبريل إلى 7 أبريل بعد أن شاركت في مظاهرة أمام وزارة الداخلية للمطالبة بالإفراج عن أبيها بتهمة الاعتداء على موظف عام، وفي 21 أبريل اعتقلت أثناء مشاركتها في احتجاجات ضد إقامة سباق السيارات فورملا 1 في البحرين. على صفحاتهم الشخصية وصفحات الأصدقاء وصفحة التضامن مع زينب الخواجة، عدد من الكتاب والصحفيين والناشطين اليمنيين أعلنوا التضامن وكتبوا عبارات المساندة والدعم المعنوي لزينب.. نشر الصحفي/نبيل سبيع على حائط صفحة(لا تتركوا زينب وحيدة) صورة لإحدى عناصر الشرطة النسائية التابعة للسلطات الأمنية البحرينية تهدد الناشطة/زينب موجهة يدها إلى وجهها - ذات الصورة تم إستخدامها كغلاف للصفحة ذاتها - حيث يظهر وكأنه إعتداء لفظي مارسته الشرطية عليها، وكتب عبارات يتضامن بها بشكل مطلق مع زينب، وأشاد بدورها الفردي في الثورة البحرينية، وأستحضر محمد البوعزيزي - مطلق شرارة الثورة في تونس - ولكن بصورة إمرأة، هي صورة زينب.. "إمرأة واحدة بدأت تلفت نظر العالم إلى ما يحدث في بلد بكامله. بعبارة أدق، إمرأة واحدة بدأت تجبر العالم على عدم تجاهل ما يحدث في بلدها. زينب الخواجة، إبنة الناشط الحقوقي البحريني عبدالهادي الخواجة المعتقل في سجون البحرين بسبب نشاطه الحقوقي والسياسي والمضرب عن الطعام منذ نحو 70 يوما، تتظاهر وحدها في شوارع المنامة مطالبة بالإفراج عن والدها وإنقاذه من الموت. كأنني أرى بوعزيزي من جديد، ولكن في صورة إمرأة. صراع الشعوب العربية مع أنظمتها يبدو كما لو أنه صراعها مع نفسها في الوقت ذاته. إنه صراع الأفراد مع الجماعات والطوائف. وفقط، حين ينتصر الأفراد، ستنتصر الشعوب. لأنني في عالم غارق في الوحدة والظلام والوحشة على هذا النحو، لأنني في عالم تجدين نفسك فيه لوحدك يا زينب إلى هذا الحد، لأنني في عالم كهذا لا يشعر بالعار أبداً، أشعر بالعار بلا حدود." سابقًا، قام نبيل بإنزال شريط فيديو من موقع الYouTube على ذات الصفحة، يظهر فيه مجموعة من مرتزقة النظام الملكي يعتدون على زينب بالضرب الوحشي، وإعتقالها من قبل السلطات الأمنية البحرينية عقب معاملة تسيء لها كإمرأة وللعادات والتقاليد العربية والشرقية، ذات الفيديو تم نشره لاحقًا من قبل البعض مع عبارة مرافقة له، إتفق عليها أغلب زوار الصفحة ب (الشجاعة النادرة). كما نشر الكاتب الصحفي والشاعر/فتحي أبو النصر صورة للناشطة/زينب جالسة في منتصف شارع عام مساءًا، تتظاهر وحدها، رافعة علامة النصر، وكتب على حائطة الشخصي التضامن التالي،، "زينب الخواجة تتظاهر وحيدة وتدين العالم كله، إنها تترجم الذات الإنسانية العليا، وتفضحنا جميعًا، تهتك سلبيتنا العاجزة عن تحرير والدها الأسير، فيما تخدش بغصتها الرفيعة طمأنينتنا الفارغة، أعترف بأن أجهشت هنا يا زينب" وعلق الصورة مواسيًا زينب غياب أبيها "يا أبي .. أيها الطيب المتعب الحزن إذ يكتمل" وقد نشر أسفل من نصه التضامني، رابط ذات الصورة في صفحة (نساء مناضلات women activits)، اُرفق معها العبارات التالية "زينب الخواجا تتظاهر لوحدها في شوارع البحرين احتجاجا على اعتقال والدها الذي دخل يومه السبعين في الاضراب عن الطعام ....Zainab al-Khawaja manifesting alone in the streets of Bahrain to protest the arrest of her father, who entered the seventy-day in the hunger strike ..." تعددت المنشورات والحالات والتعليقات اليمنية التي تناولت قضية زينب وعائلتها، إلا أن أكثرها أجمع على عدالتها وتضامن معها.. • رأى أمين الكبسي أن زينب البحرينية لا تختلف عن البوعزيزي التونسي، فقد كتب على حائط الصفحة " السلام عليكم يامن تنشدون الحرية والعدالة والمساواة... لقد ساءني وتألمت كثيراً عندما شاهدت زينب وهي تعامل بطريقة وحشية من قبل قوات الظلم البحرينية... مطلب زينب هو مطلب حق.. ولا تختلف زينب كثيراً عن بوعزيزي في تونس..." وقام بنشر صورة لزينب تتقدم مسيرة سلمية في حاوري البحرين.. • وبإستخدامه لذات الصورة التي إستخدمها نبيل، كتب الأهنومي طلائع المجد على حائط الصفحة "أقوى ثائر وثائرة في العالم، إذا كانت لديّ جائزة لأقوى ثائر وثائرة في العالم فسأعطيها لهذه البطلة زينب عبد الهادي الخواجة" • ظهرت إشراق الماخذي متأثرة كثيرًا بتجربة زينب من خلال تعليقها " زينب هزيتي مشاعري واحساسي انتي صاحبة قضية تطالبين بالأفراج عن والدك المناضل عبد الهادي الخواجه المضرب عن الطعام منذ 70 يوماً كنت وحيدة في دار اللؤلوة ولكنك هزيتي نظام فاسد وأجبرتيهم على الركوع بين قدميك النصر لك والحياة الكريمة لك والحرية والعدالة لكل حرة وحر يرفض الظلم والاستكبار والعنجهية واستخدام القوة واستعراضها انت الأمل القادم انت حفيدة زينب بنت الأمام علي ولكل وقت وزمان ظلمة ويقابلهم انصار الحق انصار الله" • كما أشاد عمار الأصبحي بشجاعة زينب، فقد وصف الثورة بالأنثى "المرأة الشجاعة التي ظلت في إحدى الشوارع البحرينية تتظاهر وحيدة دون خوف..كم أشعر بالعار من نفسي؛ نعم، أوليست هي الثورة: الثورة بوصفها أنثى!" ونشر ذات شريط الفيديو الذي نشره نبيل. • وأعلن علي هاشم تضامنه الكامل مع زينب، ذاكرًا وحشية وإستبداد نظام المملكة، متمنيًا النصر للمحتجين ضده، حيث علق "أعلن تظامني مع زينب الخواجة ووالدها اللذان يتعرضان لأبشع انواع القمع من قبل النظام البحريني الديكتاتوري المستبد الذي سيزول عما قريب ان شاء الله" • وبتعليقه وجه الصحفي/طلال سفيان رسالة إلى لجنة جائزة نوبل للسلام "الأخوة أعضاء لجنة جائزة نوبل للسلام..أيها السادة الكرام.. أتمنى منكم أن تذهب جائزتكم لعام 2012م للفتاة البحرينية العظيمة زينب الخواجا التي تتظاهر لوحدها في شوارع البحرين إحتجاجآ على اعتقال والدها عبدالهادي الخواجا(الناشط الثقافي والسياسي)والذي دخل يومه السبعون في الإضراب عن الطعام" • كما أعلن فؤاد عامر تضامنه مع زينب، وحمل تعليقه وجهة نظر أوسع وأكبر، جاء فيها "مع زينب وكل ناشدي الحرية لكل الشعوب بغض النظر، عن دين ومذهب واية انتماءات اولية لهذه الشعوب..." • علق الصحفي/صلاح السقلدي على صورة تعرض المواجهة بين زينب والشرطة النسائية بوعد المناصرة والتأييد لها "لن ندعك وحيدة تواجهين العقول المتكلسة باحافير الزمان..." • إفتخر صلاح العبسي بشجاعة زينب، ورحب بها في اليمن، حيث كتب "هذه الفتاة تستحق كل تقدير واجلال لمواقفها الشجاعة لهذا نحن في اليمن نرحب بهذه الصنديدة والشجاعة"
وفي وقت لاحق من إنشاء الصفحة الخاصة بالتضامن مع زينب وعائلتها، والتي تدعو إلى عدم التخلي عن زينب والوقوف معها، قام بعض الناشطين العرب واليمنيين بتغيير صورتهم الشخصية بصورة لرسمة من الرسام السوري جوان زيرو، التي أهداها لزينب ونشرها على الصفحة الإدارة القائمة عليها، تظهر فيها زينب جالسة، تنظر إلى السماء، وتصرخ بالبكاء من ألم التعذيب الجسدي والضغوط النفسية التي قاستها وعانتها من قبل سلطات الأمن البحرينية، وهي ذات الصورة التي تستخدم حاليًا كصورة شخصية profile لصفحة (لا تتركوا زينب وحيدة)، ولكن دون الجزء الذي يظهر فيه والدها عاري النصف العلوي من جسده، فاتحًا ذراعيه أمامها وكأنه يريد إحتضانها، مواجهًا في ذات الوقت بصدره العاري قوات الأمن البحرينية ونيرانها، وعلى ظهره تظهر علامات التعذيب بالسوط، مُشكلة كلمة الحرية باللغة الإنجليزية FREEDOM، وعلى جانب الرسمة المعبرة عن مشهد ثورة البحرين طبع علم البحرين، وكُتب أسفل منه اسمه باللغة الإنجليزية.. صورة الصمود التي تقدمها الثائرة /زينب، وجده المتضامنون معها في الكثير من الأغاني الأجنبية، حيث قام عدد من الناشطين بإنزال أغنية (إنها الحرية Oh Freedom) للمغنية وعازفة الجيتار الأمريكية/جوان بيز Joan Baes، تقول في مطلعها "إنها الحرية... الحرية التي تغمرني... وستجدونني في قبري قبل أن ترونني عبدة، وقد تم نشر هذه العبارة مرافقة بالأغنية من قبل إدارة الصفحة، وكذلك أغنية (إمرأة لا تبكي no woman.. no cry..) للمغني وعازف الجيتار الجاميكي/بوب مارلي Bob Marley تعبيرًا عن تشجيعهم لها ودعمًا معنويًا لروحها السلمية الثائرة الرافضة للظلم.
لزينب عبدالهادي خواجه مقولة معروفة عنها "الخطوة الأولى هي أن ننسى الخوف، لكي لا نخضع للحكام المستبدين والإجراميين، حتى نعيش بكرامة وحقوق"..
