تتوق النفس وتميل إلى معرفة الأمور الغامضة وبالذات الاجتماعية منها لأناس بلغوا من الشهرة في السياسة ما جعلهم جزءاً وسيرة من تاريخ أمة وأصبحوا محط التناول والتجاذب , لكن جانبهم الآخر المتمثل في البيوت وأسرارها لم تكن محل الاهتمام وهذا ما كانت عليه بيوت الإمام يحيى بن حميد الدين وأولاده ال 14, وبناته الخمس , في هذه الصفحة محاولة لبداية صياغة تاريخ يجهله الكثيرون يتم تسجيله بتحرٍ ودقه قابل للنقد والتصحيح لكل صاحب حقيقة لبعض جوانب الحياة الخاصة لبيت الإمام يحيى وأبنائه وبناته , وفي هذه الصفحة ايضاً جهد متواضع بين يدي القارئ لما أمكننا الوصول إليه من معلومات لا تخلو من الحزن أو الحكمة والمواقف الطريفة . البداية كانت مع تقية بنت الإمام يحيى حميد الدين صاحبة ذكريات يتيمة الأحزان من حوادث الزمان التي نقلنا عنها بعض تلك الجوانب المتعلقة بحياة الإمام يحيى وأبنائه الاجتماعية والخاصة ,وتقية بنت الإمام يحيى حميد الدين ولدت سنة 1341 ه ماتزال على قيد الحياة عمرها الحالي في بداية ال 91 عاماً شهدت خلال حياتها قتل أبيها وسبعة من إخوانها توفيت والدتها وعمرها سبع سنوات وتزوجت مرتين الأولى في عام 1354 ه وعمرها يقترب من ال 13 سنة من السيد عبد الله بن علي الوزير الذي كان يكبرها بما لا يقل عن 17 عاما وكان قد سبق له الزواج ثلاث مرات وكانت زوجته الثانية ابنة أخيها ولي العهد احمد التي توفيت حال الولادة ،وقد أنجبت تقية لزوجها الأول بنتا واحدة اسماها الإمام يحيى امة العزيز، بينما كان زواجها الثاني من السيد احمد بن حسين الكبسي , أما عمل زوجها الأول ابن الوزير فكان مديرا لشركة التجارة والصناعة والزراعة والنقل والمساهمة التي بدأت عملها في 21 رمضان سنة 1366 ه بعد مجيئه من مصر,بعد غياب دام عنها تسع سنوات باتت فيها بابنتها عند أبيها الإمام يحيى الذي كان يحب التواجد مع أبنائه يوميا لتناول الغداء معه وأداء صلاة العصر, وفي المساء وبعد العشاء كان يقوم بمطالعة الصحف والجرائد التي تأتيه من الخارج , وكان يقرأ جريدة الإيمان، وعن زوجات الإمام يحيى ذكرت بأنهن كن ثلاث نساء وتحدثت عن اثنتين ولم تحدد ما إذا كان والدها قد تزوج بغيرهن أو قام بطلاق البعض منهن أو توفين وما ذكرته: والدتها بنت السيد علي بن محمد غمضان الكبسي. كانت ذات دين وعقل وملاحة وجمال من أسرة كريمة أنجبت له بنتين وتوفيتا وكانت الثالثة البنت تقية طلق الإمام يحيى زوجته بنت الكبسي ثم قام باسترجاعها حتى توفيت ولهذا الطلاق قصة, كان من عادة الإمام يحيى أن يستقبل زوجاته في غرفته في الطابق الأعلى من دارالسعادة وفي ذلك اليوم الذي هو نوبة بنت الكبسي صعدت إليه لكنها رأت حذاء حريمي بباب غرفة الإمام فظنت أن إحدى نسائه في الداخل معه فرجعت تأدباً ولم تدخل, ثم عاودت الكره مراراً ومازال ذلك الحذاء في مكانه فاعتقدت مغتاظة أن إحدى نساء الإمام قد باتت معه تلك الليلة ,بينما الإمام لم يوجد معه أحد وكان هو الآخر منتظراً لها بل مما زاد الأمر سوءاً انه في ذلك اليوم كان يعاني من ألم وإرهاق وكان بحاجتها للتخفيف عنه, وكانت تلك الحذاء قد وضعت عن قصد من إحداهن ولم نعلم هل وضعتها إحدى نسائه أم إحدى قابلات دار السعادة, وفي صباح ذلك اليوم اشتد الخلاف بين الإمام وزوجته, وتم ذهابها إلى بيت أهلها, وبعد فترة أرسل الإمام فصل الخطاب إليها بورقة طلاقها التي صدمت وأعملت في قلبها شرخاً حتى توفيت . وتوضيحا من الأخ/ سيف محمد غمضان أن زوجة الإمام يحيى بنت الكبسي كان اسمها أمة الرحمن وأن والد رئيس مجلس إدارة مجموعة نوكيا الشهيرة في اليمن هو احمد بن احمد بن علي غمضان شقيق امة الرحمن زوجة الإمام يحيى تقية. - الزوجة الأخرى حورية المتوكل, كانت ورعة وداعية للإسلام كانت تستقبل النساء من أهل الذمة وتفهمهن المبادئ الإسلامية وتدعوهن إليه وقد اسلم على يديها ممن كن يوجدن في بيت الإمام, مؤمنة وميمونة وحميدة كما قامت حورية بتعليم العديد من الحبشيات قراءة القرآن ثم الطبخ والخياطة وكانت حورية تؤم النساء في الصلاة في مصلاهن الخاص, وكان لها أخت اسمها فاطمة المتوكل متزوجة من السيد عبد الله بن احمد الوزير حاكم مدينة الحديدة . - والزوجة الثالثة يخبرنا عنها الأخ/ سيف محمد محمد غمضان احد أحفاد ابن أمير الحج في عهد الإمام يحيى حميد الدين وعم تقية بنت الإمام يحيى يقول: أن للإمام يحيى زوجة يقال لها بنت الدرويش من إب, وكان لزواجها من الإمام قصة اشتهرت بها ,وذلك عندما قصدت الإمام يحيى لتقدم إليه شكوى فوصلت إلى بيته صباحاً تطرق الباب فجاوبوا عليها الحرس أن الإمام الآن يصلي, وعندما عادت إليه بعد العصر قالوا لها: أن الإمام الآن مجتمع مع القبائل لحل المشاكل ولا يستطيع مقابلتك, وفي المساء رجعت فجاوبوها: الإمام الآن في خلوة, فجاءت فجراً على وقت خروج الإمام من المسجد وقالت : الصباح دوره ومرافع بعد الغداء مقيل و مدايع والعشي والحس ضايع يا غارة الله عند من نشارع , فسمعها الإمام يحيى فأعجبه شجاعتها ولطافة نقدها, وبعد أن علم أنها غير متزوجة طلبها للزواج وتزوجها, وكانت هي أم عبد الرحمن بن الإمام الذي مازال الوحيد على قيد الحياة من أبناء الإمام يحيى ويعيش خارج اليمن . وتذكر الحاجة / أمة الرحيم بنت احمد الظفري التي تزوجت بعبد الرحمن بن سيف الإسلام احمد قاسم احد أبناء عمومة الإمام يحيى حميد الدين ويعتبر والد زوجها في نفس درجة القرابة مع الإمام يحيى ,أنها لم تعرف من زوجات الإمام يحيى إلا واحده يقال لها الدرويشة وهي أم عبد الرحمن, تزوجها الإمام عن إعجاب بعلمها وقوة شخصيتها وكانت جميلة عرفها عندما جاءت إليه مشتكية كانت تحبه كثيراً, لكنها أصيبت بمرض الجنون عندما اخذ منها الإمام ابنها عبد الرحمن, والذي قد يكون أرسله إلى الخارج للدراسة, أو قد يكون طلقها ثم أخذه منها بعد ذلك كما قيل, ولكنها تتذكر ذهابها مع قريناتها من البنات الصغار للمناداة عليها من تحت نافذتها وسماعها من تحت ذلك البيت بمنطقة الروضة في حمزة الذي به حرس من عسكر الإمام, فكانت تراجم ( ترمي) الناس بما يتوفر لديها من وسائل, وتواصل السرد بقولها: انتقلنا إلى يريم, وجمعنا بها القدر هناك بعد مدة من الزمن أثناء سفرها, وجلست عندنا يومين كانت تشكو لي من أحوالها وظروفها, وسافرت إلى بلادها الدرويش, أو أنها قد تكون لحقت بابنها عبد الرحمن, كان ذلك بعد وفاة الإمام يحيى بعد أن شفيت من ذلك المرض . زوجات أبناء الإمام يحيى حميد الدين زوجات الإمام أحمد يحيى حميد الدين إحدى النساء التي عاشت بداخل بيت الأمام احمد حميد الدين وكانت بنت نائب الإمام في إحدى مناطق اليمن ولم تسمح لنا بالإفصاح عن اسمها أو أي إشارات قد تدل على هويتها تلك المرأة تحفظت على معلومات كثيرة جداً ولكننا عرفنا أنها كانت بمثابة البنت الثالثة للإمام احمد وقد ساقتها الأقدار إلى بيت الإمام عبر برقية أرسلها والدها إلى الإمام احمد يخبره فيها بمرض ابنته فأجابه الإمام وأرسل إليه سيارة جيب بطربال وجلست تسافر على متن تلك السيارة خمسة أيام حتى وصلت إلى بيت الإمام في تعز ومنذ ذلك الوقت جلست في بيت الإمام فترة طويلة رعاها مع بناته وأهل بيته وأصبحت فرداً من عائلته وكان يقدرها من قدر وحب أبيها, كنا نتحدث معها وكأنها ابنته فعلاً فأغلب خصوصيات بيت الإمام احمد تعرفها بالكامل لكنها نثرت لنا اليسير من أسرار الإمام أحمد وزوجاته, كانت تحدثنا وكأن ما حدث في ذلك الزمان هو اللحظة فالإمام أحمد تزوج بثلاث نساء وكان لديه جارية أنجبت له ولدين, فالزوجة الأولى تدعى بنت نصار اسمها امة الرحمن بنت علي بن يحيى نصار, امرأة متدينة كان لها مصلى وكانت دائمة الجلوس فيه لقراءة القرآن كن يجتمعن معها وقت الصبوح والغداء, كانت عاقله ورزينة توفيت قبل خمس سنوات في المملكة العربية السعودية ودفنت في المدينةالمنورة, ولم تنجب للإمام . - الزوجة الأخرى بنت العزي, من الأهنوم من شهارة حجة, ولدت له البدر فقط كانت تسمى بأم سيد البدر احتراماً وتقديراً لها. - وبنت محمد حزام التي جاء بها أبيها من بريطانيا مع ثلاث من أخواتها كان رجلاً يمنياً متزوجاً من امرأة أجنبية هرب ببناته الأربع إلى زوجته الأجنبية من بريطانيا ووصل إلى مقبنة فزوج الإمام من إحدى بناته, وكانت صغيرة السن لم تحب الإمام وقالت له بكل صراحة أنا احبك محبة البنت لأبيها, فسألها الإمام عما تريد فقالت الطلاق منه فأمرها الإمام أن لا تدخل إلى عنده بعد ذلك اليوم وان تستقر في حجرتها إلى حين يتم تدبير أمورها, فقام الإمام وبنى لها بيتاً عبارة عن شقة كبيرة في وادي المدام وجعل فيه خمسة دكاكين وتم تأجيرها لها, ثم طلقها وقرر لها مرتباً فذهبت إلى ذلك البيت وأخذت معها أخواتها كانت حينها إحدى أخواتها قد تزوجت ولم يبق إلا اثنتان, ووالدها كان قد توفي, وأختها الصغيرة بعد ذلك توفيت بالربو , ثم تزوجت طليقة الإمام هذه بواحد من مشائخ مقبنة, وأنجبت له أولاداً, بعدها رجعت مع أولادها إلى بريطانيا وعملت هناك ممرضة في مستشفى عندما ذهبت بنت نائب الإمام التي منعتنا من الإفصاح عن اسمها إلى بريطانيا للعلاج عرفت بوجودها واتصلت بها وعرضت عليها خدماتها وقالت: أنها تعمل ممرضة في احد المستشفيات وتصفها بأنها كانت جريئة وحنونة . - كذلك تزوج الإمام احمد من امرأة سورية وقصة زواجه منها عندما ذهب الإمام احمد إلى السعودية في زيارة رسمية كان مع الملك سعود يتمشون بين حدائق قصر الملك سعود فقال الإمام احمد شعراً: ثلاثة ياصاح يجلين الحزن الماء والخضرة وسكت الإمام, والملك سعود جاوب عليه بقوله : والوجه الحسن عندي, فأهدى للإمام جارية وبعد أن وصل الإمام إلى تعز سألها عن اسمها ومن أين هي وما قصة حياتها, فقالت له: أنا سورية وأخي باعني للملك, فقام الإمام بطلب أخوها إلى تعز بينما جلست تلك السورية في بيت الإمام لا جارية ولا مزوجة حتى جاء أخوها وقال له الإمام أنت أعطيت أختك هدية للملك وانأ أريد الزواج منها فاشترط أخاها أن يعطى له قيمة سيارة ومبلغ من المال فتم له ما أراد, وطلب ذلك السوري من الإمام أن يرى اخته ويودعها, فقال له الإمام أختك قد بعتها رح لك ( اذهب ) وأثناء حديثها قاطعتها متسائلة هل كان يوجد سيارات غير سيارة الإمام فكما اعلم بأنه في ذلك الوقت لم يكن يوجد إلا سيارة أو سيارتان للإمام فقط فقالت كانت السيارات موجودات لمن كان قادراً على الشراء فبعض تجار صنعاء وغيرهم امتلكوا سيارات كبيت غمضان وغيرهم وعددت لنا بعض الأسماء, وواصلت حديثها بالقول أن الإمام كان يوجد لديه جارية أنجبت له ولدان هما عبد الله والعباس . وهذه تقية بنت الإمام يحيى تذكر من زوجات إخوانها - زوجة القاسم بن الإمام يحيى, وهي عزيزة بنت القاضي محمد راغب, احد الأتراك الذين فضلوا البقاء في اليمن وكانت بارعة في الخياطة وماهرة في الأشغال اليدوية مثل النسيج وأشغال الإبرة وتطريز القصب و الترتل الأصيل بأنواعه الذهبية والفضية والدنتيل وقد تعلمت منها تقية بنت الإمام الأشغال على الأقمشة التي كانت تصل من الهند إلى عدن كالأقطان والمقصب والمخمل والمقلم بالحرير والبلوري والجرجيت بأنواعه, كما كانت باكزة والدة عزيزة زوجة أخيها القاسم الصديقة المحبوبة لتقية بنت الإمام . - زوجة البدر محمد أمير الحديدة فاطمة خان, التي أنجبت له بنتا اسمها امة الملك , وبعد وفاته غرقاً في البحر تزوجت بأخيه الحسين الذي كان يلقب بزين العابدين, وزين الدين, وأنجبت له أولاده, عبد الله, محمد, أحمد, الحسن. - زوجة المطهر, كوكب ابنة محمد أفندي رضا مدير شرطة الحديدة – أما بيت ابن الإمام إسماعيل, فقد دخلناه عبر الحاجة/ فاطمة العابد إحدى من عمل مع بيت الإمام إسماعيل في حنظل, التي قالت: أن إسماعيل تزوج بأربع نساء نجمية بنت خليل أفندي, تقية بنت الكبسي, وأسكنهن في صنعاء, كان بيته مقر وزارة الخدمة المدنية والتأمينات حالياً, وتزوج ببنات خصروف الذي في داوود, وهن تقية بنت خصروف وأنجبت له أربع بنات كان سيف الإسلام إسماعيل جالس معها في مصر, وبعد وفاتها رجع من مصر وتزوج بأختها حورية وذهب بها إلى مصر, فكانت أكثر حياته المعيشية في مصر, واستقرت معه هناك وأنجبت له أربعة أولاد, وعن حياتهم المعيشية ومعايشتهم بحكم طبيعة عملها في ذلك البيت كونها كانت تهتم بالمطبخ وتقوم بالطبخ والعجين والخبز تقول الحاجة فاطمة: أنه كان يوجد بجانبها اثنتان من البزيات (الشغالات) الأولى تقوى عنسية مهمتها تقوم بالكنس والغسيل ورعاية الأبقار, والأخرى سيدة حاشدية وهذه عملها تغسل معها المطبخ وتنقي الحب وتطحن بالمطحن ويسايبن (يحضرن) الماء فوق رؤوسهن من قبة الإمام احمد في حارة الابهر, وكانت تعمل الغداء من ثلاث عينات العصيد الحمراء الفتوت, السبايا السوسي, وصغيرة لحم بقري كان الغداء بما يكفي أهل البيت، أما يوم الجمعة فكانت تخبز أكثر من العادة من اجل أن يعطوا العسكر الموجودين عند الباب الصبوح, وفي بعض الأحيان كانت تجهز الغداء وتضعه على الموقد وتغطيه بالقوارة ( قطعة قماش جميلة تخاط من بقايا الأقمشة المتنوعة ), وتنزل مع نساء الإمام للسباحة في البركة التي كانت توجد في ذلك المنزل, كما كانت تنام مع زوجتي ابن الإمام إسماعيل في الديوان, أما البزايا تقوى وسيدة فكانتا تنامان بمكان أسفل البيت, وقد عرفت بعض نساء بيت الإمام عندما كانت تذهب مع نساء إسماعيل لزيارة بيوت الإمام كبيت العباس وبيت إبراهيم التي عرفت زوجته وهي إمرأة من اب أنجبت ثلاث من البنات واثنين أولاد, كان بيتهم في البونية, كان عند دخول أو خروج البزيات من بيوت الإمام يعطى لهن ورقة تسمى يسك لتنظيم عملية الدخول والخروج وكان في أيام الإمام تضرب الموسيقى الساعة الثامنة مساء بعدم الدخول أو الخروج من أبوابصنعاء ويسمى اليسك. وكان المسئول مالياً في الصرف والنفقة على بيت إسماعيل وأخيه العباس لشراء المصاريف والمتطلبات أختهم بنت الإمام يحيى يقال لها حميد الدين , ففي بيت الإمام لا تنادى النساء بأسمائها بل تعطى كل واحدة اسم رجل حتى لا يعرفن, وهذه الوحيدة من بنات الإمام التي لم تتزوج, بالرغم من إلحاح أخيها الإمام أحمد على تزويجها, والتي كانت تجيبه بالقول: والله ما يدخلني زوج إلا إذا جئت تديول (تحكم) في صنعاء, ثم قامت الثورة و لم تتزوج, وبعد إعدام سيف الإسلام إسماعيل خرجت تقية بنت الكبسي إلى عند أهلها في الابهر, فتقدم ابن عمها لطلب يدها للزواج وهو كان يريدها منذ أن كانت جاهلة (صغيرة ) فقالت لأخوالها بيت العذري وكان عددهم سبعة وإخوانها ثلاثة, إسماعيل, أحمد, إبراهيم , اشرطوا عليه شرط بنت (عذراء ) فذهلوا كيف ذلك وهي متزوجة منذ 25 سنة وماتزال عذراء عند ابن الإمام وفعلا قبل ابن عمها شرطها وتزوجها مسروراً, أما زوجة إسماعيل الأخرى بنت خليل أفندي لم تنجب أيضا وقد يكون والله أعلم حسب ظن الحاجة فاطمة أنها هي أيضا ماتزال بكرا, وما إذا كن نساءه الأخريات قد فعلن له شيئاً جعله لا ينظر إليهن, وقد سافرت بنت خليل أفندي بعد قيام الثورة مع بيت حميد الدين إلى خارج البلاد. كما تصور لنا حالة نساء ابن الإمام إسماعيل في يوم الخميس 26 سبتمبر من العام 1962 م, يوم اندلاع الثورة من ذلك الصباح الباكر بقولها : صعدت إلى زوجات إسماعيل لتقديم قهوة البن وإذا بهن يستمعن إلى الراديو وهي تقول: هنا صنعاء , وامرأة في الراديو تقول: تحررين يا أخواتي أصبحت دستورية, ولم تر إلا وتلك النساء يبكين ويصفقن يداً على يد وتقول عوين بيت حميد الدين بمعنى الله يعينهم على تلك المصيبة, فبكت معهن وهي لا تفهم معنى ما سمعت ونزلت تعجن, ولم تستطع أن تخبز ذلك العجين فوقت شروق الشمس كما تقول كان عبد الله السلال قد أمر العسكر بإخراج من في ذلك البيت وهن ثلاث نسوة بالثياب التي يلبسنها فقط حتى من دون الشراشف أو حتى ستارة, فقام العسكر بتغطيتهن بالشيلان الخاصة بهم, وقاموا بأخذ كل واحده إلى بيت أهلها, وأغلقوا ذلك البيت وبعدها رجع السلال أعطى نجمية بنت خليل أفندي فرشاً ويورقان ومفرشه وثلاث وسائد وبطانية , وأعطى بنت الكبسي مثلها, وكل ما كان يحتويه ذلك البيت تمت مصادرته . ويسجل الدكتور/ محمد المتوكل قوله: انه عرف زوجات الإمام أحمد آنذاك جميعهن بحكم انه كان ما يزال طفلاً صغيراً وكانت علاقة أسرته ببيت الإمام علاقة طيبة حتى أن زوجته الوحيدة وأم أولاده كان اسمها فاطمة وأن زوجة الأمام احمد امة الرحمن بنت نصار غيرت اسم زوجته من فاطمة إلى آمال محبة فيها لأنها بذلك أرادت أن تطلق عليها اسماً متطور. بنات الإمام يحيى تحدثنا ابنة نائب الإمام احمد , عن بنات الإمام يحيى التي قالت أن عددهن خمس بنات عرفتهن جميعاً عندما كن ينزلن إلى تعز لزيارة أخاهن الإمام أحمد, ولم تذكر لنا أسماءهن رغم معرفتها التامة بهن فهي عاشت في ذلك البيت كواحدة من الأسرة وعاملها الإمام كواحدة من بناته وذكرت لنا انه مازال على قيد الحياة من بنات الإمام اثنتان عمتها أم عبد الكريم الوزير, وعمتها تقية صاحبة كتاب ذكريات يتيمة الأحزان التي تجاوز عمرها الآن 91 عاماً وقد ذهبت وجلست عندها في بريطانيا في مدينة كنت ,عندما كانت هناك فاستقبلتها تقية بنت الإمام بشغف وقامت على رعايتها بعد إجراء العملية الجراحية, وتأخذ نهدة طويلة متذكرة ما دار من ذكرياتٍ لها مع عمتها تقية في منزلها بكنت البريطانية الذي يزدان بحديقة تحتوي على الأشجار والورود الجميلة قائلة : عندما دخلت بنا السيارة من باب بيتها كان يوجد في باب بيتهم عسكري بريطاني فرأيته أدى حركة وعلى التو قلت لعمتي,العسكري بيضرب لكم سلام , فقالت: لي أخطي سكته ( واصلي السير هادئة) فرديت عليها بقولي والله ما وقعتوا بيت إمام ومهنجمين إلا هنا فردت عليا بأبيات شعرية من قصيدة مطولة لها إنما كنت للغريب ملاذاً من ظروف كما علمتم سحيقة حجبتنا عن الوجوه غيوم حيث لا يعرف الصديق صديقه أما عن حياة نساء بيت الإمام أحمد المعيشية تشهد إمام الله أن عيشتهن كانت عادية جداً فأكلهن كان فتوتة وشوية أرز واكل مما يأكله سائر العامة من الناس ولحمة كان يتم تقسيمها قطعاً صغيرة حتى تكفي الموجودين بل أن المعيشة في بيت والدها نائب الإمام كانت أفضل من معيشة بيت الإمام , وقالت: كنا نجلس فوق مجالس صغيرة من خشب أنا وبنات الإمام وزوجاته والشغالات ونأكل من نفس السفرة, وكان من بنات الإمام واحدة تهتم كثيراً بالشغالات وتسأل عليهن وإذا مرضت إحداهن كانت توزي غداها (تعمل حسابها ) في الغداء وتذهب به إليها ولم يعرفن بنات الإمام الدواليب بل كان معهن شمطات ( حقيبة عادية من حديد ) يتم وضعها في سفال المكان أي الغرفة, كما تروي عن الإمام احمد انه جاءته إحدى الشغالات طالبه إعفاءها من الخدمة عند إحدى بناته فتقبل الطلب وقال: لاتقلقي أنت في بيت الإمام, وذكرت عن بنتا الإمام احمد أن إحداهما تزوجت بالعلامة احمد محمد زبارة مفتي الجمهورية سابقا وأنجبت له ثلاث بنات وولد , وأختها الأخرى تزوجت من عبد الله عبد الكريم وأنجبت له اثنى أولاد واحد منهم مات في حادث مروري عندما نزل إلى تعز. وتواصل هادئة حديثها: أنها في عهد أبيها الإمام أحمد وعند نزولها مع زوجها إلى تعز أهدت إليها زوجة الشيخ / نعمان قلاصات ذات شكل أنيق مزخرفات بخطوط ذهبية عندما رأتهن زوجة الإمام بنت نصار أعجبنها , فأعطتهم إياها, وبعد قيام الثورة بزمن زارت متحف العرضي في تعز, فوجدت قلاصاتها معروضات في ذلك المتحف على إنهن لزوجة الإمام بنت نصار التي كانت كما قال مدير المتحف المقحفي عند تعريفة بالمحتويات وكان يجهل انه يحدث بنت نائب الإمام: إنهن لبنت نصار وكانت لا تتقهوي إلا فيهن فوبخته صاحبة القلاصات لعدم تحريه الدقة وعندها عرفها وخجل, وواصلت قائلة:هؤلاء في الأساس هن ملكي هدية من زوجة الشيخ نعمان عندما نزلت إلى تعز , فما والله ما كانت زوجة الإمام بنت نصار تتقهوي إلا في صياني حيسي, وأيضا رأيت صورة معروضة على أنها لإحدى زوجات الإمام والحقيقة أنها صورة لزوجة العذري وانأ كنت اعرفها . كما يذكر أ.د. محمد المتوكل أن الأمام يحيى زوج ابنته تقية من عبدالله بن علي الوزير, وابنته امة الله تم تزويجها, بعبد الله عبد الكريم الشامي الذي كان والده عاملاً في مبين حجة وكان لهم بيت بجانب هيئة مكافحة الفساد حالياً, وابنته شمس الحور التي زوجها أبوها إلى بيت الكبسي وهذه كانت تسيمم لوالده (تكره والده) وكما يروي عنها بقوله : قد ذهبت في احد الأيام إلى أخيها الأمام احمد تقول له أن بيت حاكم حجة امتلأت فيه المفارش إلى الشارع فرد عليها الإمام من عرق جبينه . كما حدثتنا عن بنات الإمام يحيى بن حميد الدين ,الحاجة / أمة الرحيم بنت احمد الظفري التي ذكرت منهن, تقية التي تزوجت ابن الوزير الذي قام بالانقلاب على أبيها, وأمة الخالق التي لا تعلم إن كانت تزوجت أم بقيت عذراء, أم هاني التي تزوجت إلى بيت حجر, وتقول: أنه بعد وفاة الإمام يحيى كل واحدة من بناته اشترت أو عمرت لها بيت خاصاً, من إرثها بعد أبيها وبيوت أمة الخالق، وأختها تقية بنات الإمام يحيى, في القاع بالقرب من بعضهما وبيت تقية بجانب مستوصف الأمومة والطفولة بجانب أمانة العاصمة حالياً من الخلف وهو عبارة عن بيت كبير بحوش يوجد فيه حاليا أناس وحرس تابع للدولة, وكان يوجد بيت لعلي ابن الإمام يحيى بجانبهم في حارة حمزة وسط الروضة وبيت لإسماعيل في شارع السباعي أيضا في الروضة . وعن الحديث على بيوت أبناء الإمام يذكر اللواء حسن علي الخولاني أن جميع أبناء الإمام كانوا جيرانهم وأن اغلب بيوت سيوف الإسلام ( كنية سيوف الإسلام كانت تطلق على أبناء الإمام يحيى جميعاً) كانت في بير العزب , فبيت إسماعيل أصبح اليوم وزارة الخدمة المدنية, وبيت العباس أصبح رئاسة الوزراء والمطهر بيته في شارع جمال وبيت علي دار الحمد التي أصبحت الآن تابعة لوزارة الثقافة وهي بالقرب من الإذاعة وبيت القاسم بجانب السفارة الروسية والمحسن وإبراهيم, وبيوتهم كانت متقاربة, أما الدار الجديدة التي كانت تسمى دار الزبيب في علاو صنعاء كانت لعبد الله , وبيت الحسين في حنظل في قارش بالقرب من دار البشاير وقد أصبح الآن بيتاً لوزير الداخلية سابقاً الاكوع , وفي هذا الشأن أيضاً , يفيدنا بما عنده أ.د. محمد المتوكل عندما كان في السبعينيات في عهد الرئيس عبد الرحمن الارياني, قام بتحويل بيت الإمام الكائن في منطقة الروضة في صنعاء إلى فندق كما جعل من دار الحمد التابعة لسيف الإسلام علي أيضا فندقاً. ومن بيوت الإمام وأبنائه:- - دار السعادة وتحولت إلى المتحف الحربي . - دار البشائر أو قصر البشائر التي كانت مقر الإمام البدر أصبحت الآن امناً سياسياً ببير العزب. - دار الوصول, دار الضيافة تحول إلى القصر الجمهوري . - دار الشكر، سكن سيف الإسلام الحسن . - دار الخير في الروضة للعباس . - حي بير العزب كان يوجد فيه بستان الخير التابع الإمام كان يوجد فيه العنب والفواكه والخضروات . الجمهورية