وجهت الكرامة اليوم 6 أغسطس 2013،نداءا عاجلا إلى الفريق العامل المعني بالاختفاء القسري، وإلى المقرر الخاص المعني بمسألة التعذيب بالأممالمتحدة، بشأن ثلاثة أشقاء من أسرة الجرادي. وأشارت الكرامة في مذكرتها إلى آليات الأممالمتحدة، أن الأسرة المنكوبة لم تكد تستفق من أثر الصدمة اختفاء ابنها حارث عبد القوي الجرادي 18 سنة الذي فقدت أثره منذ أواخر يوليو/ تموز الماضي حتى أقدمت قوات الأمن اليمنية على اختطاف شقيقيه عبدالله وحمزة البالغين من العمر 19 سنة، 16 سنة، على التوالي، عندما داهمت قوات من الأمن المركزي والشرطة العسكرية منزل الأسرة في حي الحودلة عصيفرة بمحافظة تعز، فجر الخميس 22 أغسطس/ آب 2013. تقول أسرة الشاب الجرادي إن ثلاثة من أفرادها الآن في قبضة الأمن، دون أي إجراءات قانونية، على خلفية خلاف شخصي بينها وبين أحد الضباط برتبة ملازم في الجيش اليمني، مضيفة أن الأخير استخدم نفوذه في المؤسسة العسكرية للانتقام منها، مقدّماً وشاية تتهم أفراد الأسرة ب"الإرهاب". كعادتها، سارعت السلطات الأمنية بمحافظة تعز إلى الإعلان في نفس اليوم (22 أغسطس/ آب)، عن القبض على شخصين، لم تكشف عن هوياتهما، لكنها زعمت أنهما من المتهمين بالانتماء إلى تنظيم القاعدة، وكانا يخططان لأعمال "إرهابية" في تعز، وأضافت بأن القبض عليهما جاء إثر مواجهات استمرت منذ الساعة الثانية بعد منتصف الليل حتى الرابعة، وهو الأمر الذي نفته أسرة الجرادي جملة وتفصيلاً، وقدمت في بلاغها لمنظمة الكرامة رواية أخرى مختلفة. وأشارت في السياق ذاته إلى أن القوات المهاجمة لم تظهر أي إذن بالقبض من القضاء أو أي سلطة عمومية. تصريحات السلطات الأمنية بشأن اعتقال شابين في مدينة تعز تكشف جانباً من الخروقات التي ترتكبها أجهزة الأمن اليمنية باستمرار خلال عمليات دهم المنازل ليلاً بذريعة القبض على الأشخاص المشتبه بانتمائهم إلى مجموعات توصف بأنها "إرهابية"، خلافاً لقانون الإجراءات الجزائية اليمني، الذي يحظر أعمال الضبط وتفتيش المنازل ليلاً، إلا بشروط وفي حالات استثنائية لا تنطبق على هذه الحالة. وفي وقت سابق عند الثانية والنصف بعد منتصف ليل الخامس عشر من رمضان 24 يوليو/تموز 2013، بينما كان الشقيق الثالث الشاب حارث عبدالقوي الجرادي 18 سنة، يهمّ بإغلاق المحل الذي يعمل فيه بالعاصمة صنعاء، داهم المحل الصغير مجموعة من المسلحين بزي مدني، يترجلون من سيارتين نوع هايلكس واخرى لاند كروزر، ألقوا عليه القبض، ثم اقتادوه إلى مكان مجهول. حينها لم يكمل حارث أسبوعه الأول في العمل لدى أحد أقاربه في محل لبيع الهواتف المحمولة بحي شميلة جنوب العاصمة صنعاء، حتى توارى عن الأنظار بهذه الصورة المقلقة، بحسب أسرته التي تحدثت لمنظمة الكرامة. مضى حتى الآن أكثر من شهر، ولا تعلم أسرته عنه شيئاً، ولم يسمح له الاتصال بأسرته، أو معرفة الجهة التي اعتقلته ومكان احتجازه، والمصير الذي سيؤول إليه هذا الشاب الذي ظلت عائلته بانتظاره على أحرّ من الجمر ، فإذا بها تفقد اثنين آخرين من أشقائه. يقول رب العمل أنه لا يعرف بالضبط من هم المسلحون الذين اختطفوا عامله، واقتادوه إلى مكان مجهول، لكنه لا يستبعد أن تكون جهات أمنية وراء العملية، بموجب وشاية من نافذين في الدولة كانوا على خلاف شخصي مع شقيق الضحية، الذي يحاولون إلصاق تهمة "الإرهاب" به، لتصفية خصومات شخصية، مستغلين مواقعهم في الدولة. وتقول أسرة الشاب حارث الجرادي إنها حاولت البحث عن ابنها المختفي قسرياً خلال الأسابيع الماضية لدى جهاز الأمن السياسي والأمن القومي ووزارة الداخلية وإدارة أمن منطقة السبعين بصنعاء، لكن الجميع أفادوا بعدم وجوده لديهم. نافياً في ذات الوقت أن تكون عليه أي تهمة. وعبرت الأسرة عن قلقها على مصير ابنائها المختفين قسرياً، كما عبرت عن خشيتها أن يتم تلفيق تهمة الانتماء إلى تنظيم "القاعدة" لهم، كغطاء لتبرير الانتقام من الأسرة، إن الكرامة وهي تشارك أسرة الشاب الجرادي قلقها على حياة أبنائها، فإنها تناشد فريق الأممالمتحدة العامل المعني بالاختفاء القسري بمطالبة السلطات اليمنية الكشف عن مصير الضحايا، وفتح تحقيق في عملية الاختطاف، ومحاسبة المتورطين فيها، وضمان احترام حقوق الإنسان لكل المواطنين، والكف عن التجاوزات والخروقات التي يرتكبها أعوان الدولة.