هذا الحوار مع السفير, ليس حوارا مع سفير بذاته , ولكنه محاولة لفهم عقلية ( الخارج ) وكيف يفكر في قضايانا الراهنة وسبل معالجتها, استنادا إلى ما سمعته وما فهمته وما استنتجته في اللقاءات المختلفة التي تمكنت فيها من الاقتراب من أسوار فكرهم. ——————————————————————————— السفير : كيف حال بومحمد ؟ بومحمد : الحمد لله من الواضح سعادة السفير ان الحوار السياسي يشكل بالنسبة لكم الاولوية على بقية تحديات البلد السفير : اليمن تواجه ثلاثة تحديات يصعب فصل ايا منهما عن الاخر ولا يمكن استبعاد احداهما في الوقت الراهن. تحدي الامن , تحدي الحوار السياسي والتحدي الاقتصادي. لا يمكن معالجة التحدي الامني بدون معالجة للتحدي السياسي والاقتصادي , ولا يمكن معالجة التحدي الاقتصادي دون معالجة للتحدي الامني والسياسي كما انه لا يمكن معالجة التحدي السياسي بمعزل عن التحدي الامني … جميعها مترابطة ويجب ان تؤخذ معا وبمسارات متوازية , في هذه المرحلة من المهم التركيز اكثر على التحدي الامني ولكن دون تجميد المسار السياسي وتحسين الاداء الاقتصادي. بومحمد : التحديات جميعها كبيرة ومن الصعب تحريك كل المسارات في الوقت ذاته السفير : لقد تم توزيع هذه التحديات الثلاثة على مجاميع مختلفة ترعاها وتشرف عليها , التحدي الامني مناط بالولايات المتحدة والجيش اليمني , التحدي السياسي تتكفل به المجموعة الاوربية والتحدي الاقتصادي انيط بمجلس التعاون الخليجي والحكومة اليمينة…. هناك توزيع للمهام كما انه هناك تنسيق بين هذه الاطراف في مختلف التحديات. بومحمد : للوهلة الاولى لا أرى تقدما على مساري الامن والاقتصاد بينما هناك تقدم على المسار السياسي بالتوقيع على الاتفاقية الخليجية و انتخاب الرئيس عبدربه منصور.. المسار الامني والمسار الاقتصادي لا يزالان يزدادان سوآ . السفير : هناك علاقة وثيقة بين النتائج التي تم تحقيقها حتى الان على المسار السياسي والتداعيات الامنية الاخيرة في المحافظات الجنوبية وهي جهود تريد افشال ما تم التوصل اليه. بومحمد : هل تعني ان ما يحدث الان في المحافظات الجنوبية من نشاط لمسلحين انه ليس له علاقة بتنظيم القاعدة ؟ السفير : تنظيم القاعدة موجود في اليمن وقد كان تحت رعاية النظام السابق, ما يحدث الان هو خليط خطير من نشاط للقاعدة وتدخلات من اطراف مختلفة في النظام السابق والحالي لزعزعة الاستقرار بومحمد : ولماذا هذا السكوت من المجتمع الدولي على التردي المستمر والخطير للأوضاع الامنية وانتشار القاعدة في عدة محافظات جنوبية ؟ الكثير من المراقبين يعتقدون انها محاولات للقضاء على النزعة الانفصالية للجنوب واضعاف للقضية الجنوبية… فقد بدأت انشطة تنظيم القاعدة في محافظات مأرب والجوف … رويد.. رويدا تركت تلك المحافظات واستوطنت المحافظات الجنوبية. السفير : لم ينجح ويتمكن تنظيم القاعدة من التوسع في مارب والجوف لوجود قبائل قوية هناك تنازعه السلطة ولا يمكن ان تسلمه اياها كما ان تلقي افراد تنظيم القاعدة دعما هناك كان صعبا للغالية ولهذا اتجهوا الى المناطق الجنوبية لعاملين اولهما ضعف التكوينات القبلية والثاني طول الشريط الساحلي وعبره يمكنهم تلقي الدعم المستمر وكما هو حاصل الان من الصومال , فمثلا لماذا لم ينشط تنظيم القاعدة في الجنوب ايضا في الضالع او يافع ؟ التماسك القبلي التي ترفض اعطاء المرجعية والقيادة للقاعدة عامل لا يساعد على توسع القاعدة. بومحمد : الامن يتدهور والقاعدة تتوسع الى متى ؟ السفير : لا تشغل بالك بالجانب الامني فهناك استعدادات جيدة الان للجيش اليمني بدعم امريكي كامل… لنركز نحن على احداث تقدم على المسار السياسي بومحمد : من الواضح انكم بدأتم بتحريك عجلة الحوار السياسي, لقاء برلين هي الخطوة الاولى في هذا المسار. هناك انتقادات كثيرة على لقاء برلين ليس لنتائجه ولكن لكيفية التنظيم السفير : لقاء برلين تم تنظيمه عبر جمعية مدنية وبالتنسيق مع مؤسسة المانية تدعى برج هوف وهي مؤسسة المانية تعمل في العديد من الدول العربية في المجالات السياسية والمساعدة في معالجة الازمات وخاصة السياسية منها. الحكومة الالمانية لم تشارك في هذا اللقاء ولكنها قدمت للمجتمعيين التسهيلات والاقامة وغيرها. بومحمد : من الصعوبة تصديق ان الحكومة الالمانية غير مرتبطة بهذا اللقاء , بالتأكيد ان الحكومة الالمانية هي كانت الراعية له. من الذي اقنع الحوثيين بالمشاركة في هذا اللقاء ؟ السفير : بالنسبة للحوثيين الحكومة الالمانية مارست ضغوطات كبيرة على الحوثيين للمشاركة في هذا اللقاء وكما تعرف ان يحي الحوثي مقيم في المانيا. بومحمد : اذا كانت الحكومة الالمانية تدخلت في الضغط على الحوثيين للمشاركة في الاجتماع بحجة ضرورة اشتراك جميع الاطراف المهمة في هذا الحوار , لماذا اقتصر مشاركة الجنوب على مجموعة القاهرة العطاس وعلي ناصر فقط ؟ ولماذا لم يطلب مشاركة الحراك الجنوبي الممثل بالبيض والذي كما تعرفون لديه قاعدة شعبية كبيرة في الشارع الجنوبي ؟ بهذا اللقاء وكأن المجتمع الدولي يعطي شرعية لتيار العطاس وعلي ناصر انهم هم الممثلين للقضية الجنوبية برؤيتهم الفدرالية والغاء للطرف المشاغب الثاني الذي يدعو للانفصال. السفير : لا تعطوا اهمية كبيرة لهذا اللقاء فقد جرى ترتيبه عبر جمعية مدنية ومؤتمر الحوار لن يستثني احد الكل مدعو للمشاركة حتى تيار الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال , الم تسمع تصريح رئيس الوزراء باسندوة ؟ كل الرؤى ستوضع للنقاش بما فيها طلب الانفصال. وعلى الجنوب الاستعداد بسرعة للمشاركة في مؤتمر الحوار. الجنوب مشتت ولا يمكن ل21 مليون ان ينتظر الى ما لانهاية وحتى تتحد رؤى 4 ملايين من الجنوبيين. بومحمد : ولكن كيف سيتم تنظيم مؤتمر الحوار ومن سيشارك فيه ؟ هناك من يطالب ان يكون الحوار جنوب وشمال لمعالجة اختلالات الوحدة اولا السفير : ارادة المجتمع الدولي وقرارات مجلس الامن تجاوزت مصطلحات الجنوب والشمال , مؤتمر الحوار السياسي تحت مظلة الوحدة لمعالجة المطالب الرئيسية للقضية الجنوبية وللحوثيين ولثورة الشباب…حوار مع المطالب المختلفة للوصول الى حلول توافقيه بين الاطراف. التمثيل العددي لا يمثل اهمية في مؤتمر الحوار لأنه سيتم التوافق على الحلول. بومحمد : الحجم العددي للشمال سيضل يشكل هاجس خوف للجنوبيين للدخول في مؤتمر الحوار ما لم يكن هناك تقارب بينهم والشمال ؟ السفير : بومحمد مؤتمر الحوار ليس بين جنوب وشمال بل بين جهات مختلفة في اليمن حاملة لقضايا ومطالب , الجنوب احداها ونتفق انها اهم قضية ثم قضية الحوثيين ومطالب شباب الثورة . اللجنة اتي ستنشأ للإعداد لمؤتمر الحوار ستراعي جميع هذه النقاط اضافة الى اعداد مبادئ الحوار وغيرها من متطلبات انجاح مؤتمر الحوار ليشعر الجميع ان فرصتهم في عرض قضاياهم والدفاع عنها مضمونة في المؤتمر بشكل عادل. بومحمد : اذا مؤتمر الحوار سينظر الى القضية الجنوبية كمطالب حقوقية لا غير اسوة بالحوثيين ومطالب الشباب وليس كقضية شعب كانت له دولة وهوية سلبت منه ؟ … ان تحجيم القضية الجنوبية بهذا القدر يعتبر بوجهة نظري اجحاف كبير بها وتقليل من حجم تضحيات ومعاناة ابناء الجنوب. السفير : لا زلتم الجنوبيين عاطفيين في طرحكم فاتكم القطار عندما اضعتم دولتكم والان لم يعد المجتمع الاقليمي والدولي يتقبل فكرة تجزأت اليمن الى دويلات , ما يحدث الان من تداعيات امنية خير دليل على صحة النهج الدولي في عدم امكانية تجزأت اليمن. بومحمد : لا أعتقد سعادة السفير ان شعب الجنوب سيتقبل هذه الفكرة وهذا التصغير لقضيته, اذا لم تعطى القضية الجنوبية حقها وحجمها كاملا فلا اعتقد ان هناك سيكون استقرارا دائما في المنطقة. السفير : سترى قريبا عندما تبدأ عجلة الحوار بالدوران سينظم اليها جميع الاطراف بمن فيهم قوى الحراك , اما ان يركبوا القطار او يفوتهم وعليهم الاختيار.. انها مسألة اسابيع بومحمد : ينتابني الاحساس احيانا انكم تجهلون القضية الجنوبية وشعبها ولم تدركوا حتى الان حجم معاناته واستعداده للتضحية من اجلها السفير : ليس هناك جنوب واحد بل عدة اشكال من الجنوب و وليست هناك رؤية واحدة للجنوب بل عدة رؤى وليس هناك قيادة واحدة للجنوب بل عدة قيادات , فعلى اي جنوب تتحدث بومحمد؟ فكر في الاجابة الى لقاءنا التالي. بومحمد : شكرا سعادة السفير