تبرز مكانة الإعلام – صحافة وإذاعة وتلفزيون – كأهم وسيلة من وسائل الاتصال وذلك بما تقدمه وتطرحه من موضوعات وأخبار وثيقة الصلة بالواقع المعاش لجمهور المتابعين .. وهذا هو المطلوب . ومن هُنا يمكن القول بأن الإعلام الذي يلبي حاجات الناس بإظهار الحقائق كاملة غير منقوصة , يعتبر إعلاماً لديه رصيد وافر من المصداقية , ويتمتع بثقة الشريحة الأعظم من المجتمع..ولكي يلقى الإعلام هذا القبول عليه أنْ يتخذ من الحيادية والشفافية نهجاً وعقيدة , حتى يصل الجمهور إلى قناعة بأنَ ما طُرح أو نشر إنما هو الحق الذي لا يخالطه باطل . لكن مصداقية الإعلام دوماً تظل مشروطة ومقيدة أو على درجة من التفاوت وفقاً للنظم السياسية السائدة في الدول .. ففي الدول ذات التعددية الحزبية والسياسية والتي تسودها الديمقراطية بصورة واسعة , غالباً ما يكون الإعلام حراً غير تابع لجماعة أو تنظيم محدد , مما ينعكس على دور الإعلام الذي يواجه الناس بالحقائق كما هي دون خوف أو محاباة لأحد.وهذا هو المطلوب . وعلى العكس من ذلك , فإن الإعلام في الدول الديكتاتورية أو ذات الحكم الفردي أو الملكي أو الذي تتغنى بالديمقراطية كشعار فقط , فإنه يكون مكسور الجناح وغير قادر على التحليق في سماء الحرية , مما يجعل الناس تعزف عنه وتنشغل بغيره , نظراً لما يلامسه من معاناة وأحلام تتمنى الناس تحققها .. وهذا هو المطلوب .