تستعد الجمهورية اليمنية بعد سنة والنصف من الأزمة والثورة للتوجه لحوار وطني شامل برعاية إقليمية ودولية لحلحلة أزماتها ، والبحث عن حلول توافقية وطنية ، والاتجاه نحو دولة مدنية حديثة توفر المواطنة المتساوية ، وتستجيب لحقوق الأقلية والأغلبية على السواء وتستند إلى دستور متطور يواكب متغيرات المرحلة القادمة . ومن شروط هذا الحوار ان يشارك فيه الجميع ويعبر عن جميع شرائح المجتمع واتجاهاته السياسية والفكرية ، سواء لمن كان بالداخل أو بالخارج ، أو كان معارضا أو موافقا ، وتتمثل فيه مختلف الشرائح الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والفكرية . وهذه السلسة من الحوارات ان شاء الله نأمل ان تغطي أكثرية المجتمع ، وتظهر آراء ومواقف جميع الشرائح والاتجاهات السياسية والفكرية ؛ لإيماننا العميق بالتنوع والاختلاف والتباين . اخترنا لهذا الحلقة الأستاذة الإعلامية والصحفية المقيمة في فرنسا نسيم احمد الديني ، والتي تجمع بين الالتزام المهني الإعلامي والنشاط السياسي والاجتماعي والدفاع عن حقوق المجتمع والشرائح المهمشة . الأستاذة نسيم احمد الديني من مواليد المكلا ، محافظة حضرموت ، نشأت ودرست حتى الثانوية في المنصورة بمدينة عدن من أسرة متدينة . والدها نقيب أول من مفقودي حرب 1986، وأمها أستاذة وتربوية عملت في عدن حتى حرب 1994م ، حيث هاجرت للعيش في أوربا مع أولادها ، والأستاذة نسيم مهتمة بالقضايا الاجتماعية، وشاركت في تأسيس مركز ميل الذهب لجمع التراث الشفهي بصنعاء. ولها اهتمام بالتنوع الثقافي والاجتماعي في التراث اليمني وبخاصة تهامه ، عدن، حضرموت، يافع والضالع وتعز ، وشاركت في تأسيس وإدارة وأفكار مجلة أبواب الشهرية الاجتماعية في صنعاء، ولها اهتمامات بالطفولة والأسرة والمرأة ، والعديد من القضايا الحياتية . الديني : شعارات الثورة طالبت بإسقاط نظام ، وليس تغيير النظام، ، وبعدها تحولت السيطرة إلى الإخوان على الساحات بطريقة غير مباشرة وتقزمت الشعارات إلى " إسقاط الرؤساء فقط " ، وهذا كان نوع من السيطرة ؛ لمنع التغيير . الديني : الأحزاب السياسية حرصت على تقديم الرؤساء مجرد قرابين ، لكي تتم السيطرة على التغيير بحيث تصبح لصالح الإخوان وحلفائهم. وكأن التغيير الذي نريده هو تحقيق أهداف الإخوان وليس الشعوب. الديني : الإخوان المسلمين في اليمن كانوا مشاركين في السلطة على مدى 6 عقود، وهذا يعني أنهم تنبهوا أنهم سيكونون أهداف للتغيير، لهذا التفوا على النظام وعلى الثورة، واستولوا على الجهتين بضربة واحدة.. وهذا يعني ان التغيير في اليمن سيكون للتجهيل أكثر وأكثر، هذا ما أراه في هذه القوة التي تربت وكبرت على التبرعات والسحت والخداع واحتقار كل من لا يتفق مع مصالحهم. الديني : الأحزاب السياسية لم تطالب برحيل النظام , بل طالبت برحيل أفراد وخصوم معينون لها ، ليكتمل استفرادها في المرحلة القادمة. .. اليمن تحتاج لتغير منهجي في المدرسة والشارع والمؤسسات ، وليس تغير رئيس . بمعنى نحتاج إلى شارع واعي، يعرف بأنه بشر وله حق . الديني : هناك صراع مصالح ولغة حرب متبادلة في صنعاء ، يجب انتظار الانتهاء من تقاسم المصالح بين أركان الحكم قبل الحديث عن أي حوار، يجب ان يقبلوا بعضهم أولا ، حتى لا يكون الحوار هو طريقة كل طرف منهم لتحقيق انتصار خاص به ضد الطرف الأخر، وكله باسم الوطن. الديني : المبادرة الخليجية لم تتحدث عن القضية الجنوبية، ومن الواضح أن من كتبها لم ينظر بعدل وإنصاف للقضية الجنوبية، وهي التي كانت تحتاج مبادرة من 2007 أو 2008 أو انه جاهل بها، أو هو أصلا ضد القضية الجنوبية.. الديني : الأطراف السياسية في صنعاء مختلفين على كل شيء إلا على الجنوب، يتفقون ضد الشعب الجنوبي، ولهذا نراهم لا يعترفون حتى بأن من حقهم الثورة والتظاهر والتعبير عن آرائهم.. ومن المؤسف ان الثوار في صنعاء يدافعون عن ثورة سوريا ومصر وتونس ، لكنهم يهددون بالحرب ضد الثورة في الجنوب.. الديني : الحوار تحت سقف الوحدة يعني ان هناك مكونات لهذه الوحدة، هي تلك التي وقعت عليها في 1990و، ولهذا لا قيمة للحديث عن حوار، لا يتم بين طرفي الوحدة والحرب بعد ذلك.. الديني : منتصرو حرب 94 هم الذين لا يزالون غير فاهمين لمعنى كلمة وحدة أصلا، ويتعاملون أنها ضم وإلحاق. الديني : هناك عشوائية في حياة المجتمع المدني لا تختلف عن عشوائية الشارع نفسه، ان لم تكن أكثر خطورة، لأنها محمية بالادعاءات أنها هي التغيير وهي الجديد.. وهي التي مهمتها انجاز الدولة المدنية. الديني : تتعامل مؤسسات المجتمع المدني مع المدنية بمجرد ادعاءات كاذبة، لا تمارس منها شيئا في حياتها الشخصية، كل النشاط المدني عندها، ندوة أو مقال أو كلمة تقال للرأي العام، أما في سلوكها اليومي فهي مختلفة ولا تطبق شيء مما تبشر به الناس . الديني : في الشمال لا وجدت دولة تحكم بالقوة، ولا هناك مجتمع مدني أظهر أنه مؤمن بالتطور..فأنت ترى حزبا يقول انه ضد العصبية، وهو فقط ضد العصبية القبلية التي تكون ضده، لكنه يغذي كل العصبيات الحزبية وغيرها التي يعتقد أنها تخدمه.. الديني : قيادة الخارج لهم مشاريع سياسية، كلها لن يكون لأي منها قيمة إلا للذي يعود للشارع في الداخل.. الديني : البنية التحتية للشعبين مختلفة، وقد ألغت الوحدة، البنية التحتية الجنوبية، من مؤسسات إلى تقاليد عمل، إلى ثقافة شعبية، وبعد حرب 94 اكتملت الصورة . الديني : إذا كان منتصروا حرب 94 قد حكموا الجنوب بالحديد والنار والتخويف والإرهاب، فقد استعاد الشعب كلمته، ولو ان النظام يفكر مرة أخرى بقهر الجنوب وإلغاء مطالبه باسم التغيير أو الحوار، فكل ما سيحصل ان الشعب الجنوبي، سيعيد ترتيب نفسه لمرحلة جديدة.. الديني : نحن لا نتحدث كسياسيين، بل كمواطنين، لا نحس بالأمان ولا بدولة تمثلنا.. تاريخنا مدان، وعينا مهمش، مصالحنا مسروقة.. ولهذا لا يهم الصراعات الفوقية، من سيمثلنا هو الذي سندعمه وسيكون له الشرعية. س1 : تتفاوت حركة التغيير في مجتمعات الربيع العربي حيث ظلت هذه الثورات تدور في فراغ من الصراعات والخلافات بين القوى الثورية ، والقوى السياسية الجديدة القادمة إلى الساحة " الإسلاميين " . هل هذه الثورات قادرة ان تقود الشعوب العربية إلى تغيير حقيقي نحو دولة مدنية حديثة يسودها المواطنة المتساوية والحرية والديمقراطية ؟ . ج 1 : أولا من الواضح كانت هناك انتفاضة عربية ، وعلى ضوئها ستنشأ ثورة فعليه، وعندما تسألني هل ستقود الثورات العربية التغير ؟ ، أرى أنها بالفعل قادت إلى تغيير بغض النظر عن السلبيات والتجاوزات التي تحصل والحاصلة حتى هذه اللحظة . أنا أحد الذين فرحنا بالانتفاضة العربية ، ولكن تنبهنا بسرعة ان الطلب غريب نداء إسقاط نظام ، وليس تغيير النظام، ، وبعدها تحولت السيطرة إلى الإخوان على الساحات بطريقة غير مباشرة ، وتقزمت الشعرات إلى " إسقاط الرؤساء فقط " ، وهذا كان نوع من السيطرة ؛ لمنع التغيير، وكانت الطريق لذلك هو تقديم الرؤساء مجرد قرابين ، لكي تتم السيطرة على التغيير بحيث تصبح لصالح الإخوان وحلفائهم. وكأن التغيير الذي نريده هو تحقيق أهداف الإخوان وليس الشعوب. وإذا كان الإخوان في العالم العربي فعلا كانوا مقصيين ، ولهذا تسللوا عبر الثورات ليكونوا مؤثرين في دولهم ، لكن في اليمن كانوا مشاركين في السلطة على مدى 6 عقود، وهذا يعني أنهم تنبهوا أنهم سيكونون أهداف للتغيير، لهذا التفوا على النظام وعلى الثورة، واستولوا على الجهتين بضربة واحدة.. وهذا يعني ان التغيير في اليمن سيكون للتجهيل أكثر واكثر، هذا ما أراه في هذه القوة التي تربت وكبرت على التبرعات والسحت والخداع واحتقار كل من لا يتفق مع مصالحهم. س2 : حاولت المعارضة في اليمن تلخيص مشكلات اليمن الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في رحيل النظام ، فهل رحيل النظام سيحل مشاكل اليمن كما يعتقد البعض ؟! ، علما بان القوى المعارضة إلى الآن لم تقدم مشروعا واضحا ومتفقا عليه بين أطرافها لحل مشاكل اليمن ؟ . ج2: النظام لم يرحل . والأحزاب لم تطالب برحيل النظام , بل طالبت برحيل أفراد وخصوم معينون لها ، ليكتمل استفرادها في المرحلة القادمة. ولن يكون هناك أي تقدم لأنهم هم النظام، فاليمن تحتاج لتغير منهجي في المدرسة والشارع والمؤسسات وليس تغير رئيس، بمعنى تحتاج إلى شارع واعي، يعرف بأنه بشر وله حق . الأحزاب المعارضة كانت تريد تسجل هدف لصالح الحزب وتعمل كالقطيع، وتستغل أعضائها لكسب ناس يتلزمون مقابل مصالح خاصة، لا يهمهم ما يخدم الوطن والناس الذين هم الشعب وليس أعضاء الحزب.. إلى الآن ما تقوله شيء وما تقرره قيادتهم هو الذي يفرض ، الأحزاب تدفع المرتبات والرشوات لأعضائها.. وتوظف هذا وتدعم ذاك.. س3 : المطلوب وطنيا ومحليا وإقليميا ودوليا من كافة القوى السياسية والاجتماعية في اليمن التوجه إلى الحوار الوطني الشامل على الرغم من جهلنا الكامل لآلية الحوار وطريقته ونوعيته " سياسي أو اجتماعي " . ففي رأيك هل سيستطيع هذا الحوار المقيد بفترة زمنية قصيرة حلحلت مشاكل اليمن وإيجاد حلولا حقيقية لها ؟ أم انه سيكون هروبا إلى الأمام وترحيل المشاكل للمرحلة القادمة ؟ . ج3: بما إنني جنوبية لا يهمني كثير في هذه الأثناء الحوار الوطني لليمن ، ومن الواضح ان هناك صراع مصالح ولغة حرب متبادلة في صنعاء ، يجب انتظار الانتهاء من تقاسم المصالح بين أركان الحكم قبل الحديث عن أي حوار، يجب ان يقبلوا بعضهم أولا، حتى لا يكون الحوار هو طريقة كل طرف منهم لتحقيق انتصار خاص به ضد الطرف الأخر، وكله باسم الوطن. س4 : دعت مبادرة الخليج إلى حل مشكلة الجنوب حلا عادلا في إطار وحدة اليمن واستقراره وأمنه ، هل تعتقد ان بالإمكان حل قضية الجنوب ، ولا سيما ان كثير من الأطراف اليمنية ترجع قضية الجنوب إلى قضايا مطلبيه وحقوقية ؟! . ج 4 : أولا المبادرة الخليجية، تؤكد أن كل مشاكل اليمن هي في الصراعات بين الأطراف في صنعاء.. ومن الصدق ان تسمى مبادرة حل بين السلطة والمعارضة وحلفائهم في صنعاء.. وبعدها يبدأ الحوار مع بقية الأطراف.. للوصول لحل كامل.. فالمبادرة لم تتحدث عن القضية الجنوبية، ومن الواضح أن من كتبها لم ينظر بعدل وإنصاف للقضية الجنوبية، وهي التي كانت تحتاج مبادرة من 2007 أو 2008 أو انه جاهل بها، أو هو أصلا ضد القضية الجنوبية.. المهم أن المبادرة لم تقدم أي تفهم لثورة الجنوب، التي قدمت آلاف الشهداء والمعتقلين والمتضررين منذ سنوات.. وكأن المبادرة تقول ان أطراف صنعاء مختلفين على كل شيء إلا على الجنوب، يتفقون ضد الشعب الجنوبي، ولهذا نراهم لا يعترفون حتى بأن من حقهم الثورة والتظاهر والتعبير عن آرائهم.. ومن المؤسف ان الثوار في صنعاء يدافعون عن ثورة سوريا ومصر وتونس لكنهم يهددون بالحرب ضد الثورة في الجنوب.. وإذا سنتحدث عن حل للقضية الجنوبية، فطالما ان الحوار تحت سقف الوحدة إذا هذا يعني ان هناك مكونات لهذه الوحدة، هي تلك التي وقعت عليها في 1990و، ولهذا لا قيمة للحديث عن حوار، لا يتم بين طرفي الوحدة والحرب بعد ذلك.. هذه أفضل واقصر طريقة لمعالجة الوضع، إذا كان هناك فعلا نية لمعالجة الأزمة، والحفاظ على الوحدة.. أما إذا كان المقصود الحفاظ على ما نتج عن حرب 94، فإذا لابد من قول الحقيقة أن منتصري حرب 94 هم الذين لا يزالون غير فاهمين لمعنى كلمة وحدة أصلا، ويتعاملون أنها ضم وإلحاق. ومن الواضح ان المجتمع الدولي والإقليمي أصبح مهتما بالقضية الجنوبية، و من الغريب التحسس من مطالبة الجنوبيين بحوار تحت رعاية إقليمية ودولية في الوقت الذي يرعى العالم التسوية السياسية القائمة حاليا في صنعاء. س5: تتمترس كثير من القوى التقليدية " القبيلة ، التكتلات المناطقية ، الشمولية ، التمذهب " كل هذه القوى عرقلت التطور والانطلاق نحو الدولة المدنية ، فهل اليمن مؤهل لقيام دولة مدنية في ظل رفض هذه القوى المهيمنة على الأرض وسيطرتها على مفاصل الدولة ؟ ج6 الذي عرقل التطور والانطلاق نحو الدولة المدنية، هم منظمات المجتمع المدني، من أحزاب إلى مؤسسات ومنظمات أهليه إلى حتى الشركات التجارية والإعلام وطبعا مؤسسات الدولة. فهناك عشوائية في حياة المجتمع المدني لا تختلف عن عشوائية الشارع نفسه، ان لم تكن أكثر خطورة، لأنها محمية بالادعاءات أنها هي التغيير وهي الجديد.. وهي التي مهمتها انجاز الدولة المدنية. أما القبيلة، فلديها أعراف وتقاليد، لا تخفيها ولا يمكن أن تتخلى عنها بدون اقتناع أو رؤية نموذج أفضل منها. والقبيلة والريف تسير حياته على نظام وأعراف طبيعية مثل كل أرياف العالم المتحضر والمتأخر منها. تتعامل مؤسسات المجتمع المدني مع المدنية بمجرد ادعاءات كاذبة، لا تمارس منها شيئا في حياتها الشخصية، كل النشاط المدني عندها، ندوة أو مقال أو كلمة تقال للرأي العام، أما في سلوكها اليومي فهي مختلفة ولا تطبق شيء مما تبشر به الناس. ولهذا لم تستطع احتواء الشعب، ولا أقنعته بأي تغيير.. فلا تأسست دولة حديثة ولا بقت الدولة التقليدية..الناس لديهم قيم، هي التي تحكم حياتهم، وهم لا يغيرونها إلا تحت تأثير القوة أو بالاقتناع ان هناك أفضل منها. في الشمال لا وجدت دولة تحكم بالقوة، ولا هناك مجتمع مدني أظهر أنه مؤمن بالتطور.. فأنت ترى حزبا يقول انه ضد العصبية، وهو فقط ضد العصبية القبلية التي تكون ضده، لكنه يغذي كل العصبيات الحزبية وغيرها التي يعتقد أنها تخدمه.. وهناك نشطاء، يقولون أنهم مع القانون، ثم لا يطبقون أي شيء من القانون.. والوزير والرئيس والصحفي والسياسي، يقولون مالا يفعلون في أشياء كثيرة..ونافسهم ناس يدعون أنهم يمثلون القبلية، ويقولون نفس الادعاءات.. لهذا، أنا أفضل ان يتحاور الناس على أساس الوعي الشعبي بكل صدق، وبصراحة لأنه هو الذي يحكم، وكل واحد يعبر عن آرائه الحقيقة، وليست التي يكتبها باسمهم الصحفيين أو المستشارين أو التي يتوقعون أنها تعجب الغرب والشرق ويضحكوا بها على من يقولون أنهم مجتمع مدني.. كل طرف لازم يقول رأيه بصراحة.. ما هي مصالحه التي يريد ان يحميها له القانون.. كيف يريد ان يعيش هو وأولاده.. كيف يعتقد الموقف من القانون المدني، وكيف يتم التوظيف، وكيف تمارس التجارة، وكيف يكون موضوع شكل الدولة..بلا ادعاءات كاذبة.. وبعدها سيأتي التطور، كلما توسع التعليم، وكلما تغيرت قيم الناس بقناعه. أما موضوع حكم القبيلة، فالقبيلة هي أفراد الشعب، وليس عائلة آو عائلتين، تتاجر باسم القبلية، وكل نفوذها تستمده من المال الذي لديها..ويمكن لنا ان تفهم، فشل المجتمع المدني في شمال الشمال، حيث تسيطر عائلات على القبائل، وتمنع أي تطور فيها، بحجة الحفاظ على القبيلة، لكن المجتمع المدني فاشل في المناطق الوسطى، المؤهل أصلا للتغيير.. وكأن العائلات المتحكمة بشمال الشمال متفقات مع المجتمع المدني على إسقاط التغيير. س7 : يرفع الحراك الجنوبي مطلبان متناقضان ومتقطعان ، وهما فك الارتباط والفدرالية من إقليمين ، ما هو الحل العادل لقضية الجنوب في رأيك ؟! . ج7 الحل العادل هو تلخص بجملة حق تقرير المصير.. س8 : يشهد الجنوب خلافا سياسيا وفكريا بين قياداته وكوارده أو بين تياريه الأساسيين " فك الارتباط ، والفدرالية " ، فهل حان الوقت لاتفاق الجنوبيين على برنامج سياسي واضح يذوب هذه الخلافات ، وهل الجنوب في ظل هذه الخلافات مؤهل لقيام دولة حديثه على أرضه ؟ ج8 إذا كان قصدك بين قيادة الخارج، فهم مشاريع سياسية، كلها لن يكون لأي منها قيمة إلا للذي يعود للشارع في الداخل..والشارع في الداخل، محدد موقفه من قبل حتى حرب 94، لأنه هو الذي تأثر مباشرة بعد الوحدة.. لقد كانت البنية التحتية للشعبين مختلفة، وقد ألغت الوحدة، البنية التحتية الجنوبية، من مؤسسات إلى تقاليد عمل، إلى ثقافة شعبية، وبعد حرب 94 اكتملت الصورة، ويكفي ان تزور حي من إحياء عدن لتعرف كم الفرق ماقبل 94 وما بعدها، وهذا هو ما يهم الناس.. الناس لا يهمهم شكل الدولة ولا الصراعات السياسية أو الحزبية فيها، بل يهمهم ما يمس مصالحهم.. وإذا كان منتصروا حرب 94 قد حكموا الجنوب بالحديد والنار والتخويف والإرهاب، فقد استعاد الشعب كلمته، ولو ان النظام يفكر مرة أخرى بقهر الجنوب وإلغاء مطالبه باسم التغيير أو الحوار، فكل ما سيحصل ان الشعب الجنوبي، سيعيد ترتيب نفسه لمرحلة جديدة.. نحن لا نتحدث كسياسيين، بل كمواطنين، لا نحس بالأمان ولا بدولة تمثلنا.. تاريخنا مدان، وعينا مهمش، مصالحنا مسروقة.. ولهذا لا يهم الصراعات الفوقية، من سيمثلنا هو الذي سندعمه وسيكون له الشرعية. ولا خلاف بيننا إلا إذا كان من المفرخين بدعم من صنعاء، أو أنهم يغلبوا مصالحهم الآنية على الحقيقة التي هم أيضا يعلمونها.. س9 : ازدهرت المجالس والهيئات سواء كان على مستوى الجنوب أو على المستوى المحلي في المحافظات ، فهل هذا التزايد الفطري للهيئات والمجالس والجهات السياسية والثقافية والاجتماعية ظاهرة صحية ، وهل ستلبي مطالب أبناء الجنوب أم ستكون مجالس صورية وشكلية لا تخدم سوى غايات وأهداف ضيقة ونفعية ؟ . ج9 من وجهة نظري أرى انه أمر صحي كأهم ملامح المجتمع المتعدد وحتى نتعرف وننظم الصفوف ونقبل بالتنوع والتعدد وهكذا نقول إننا لن نعود مركزيين ، كل قرية ومدينة وحي يجب ان يكون له مجلس يعبر عنه وعن مطالبه . نشكر الأستاذة على صراحتها والتزام الشفافية الوضوح وإظهار رأيها وموقفها بكل صدق وأمانة ، ونسال الله ان يتكلل الحوار بالنجاح ونستطيع إقامة دولة مدنية حديثة تستجيب لمطالب اليمنيين .