بين الحين والآخر يخرج علينا جنود امريكيون من فرقة العجول، التي نفذت جريمة اغتيال الشيخ اسامة بن لادن في مخبئه في ابوت اباد الباكستانية ليسردوا وقائع ومعلومات جديدة عن هذه الجريمة وكيفية تنفيذها. فمرة يؤلف هؤلاء كتبا، ومرة ثانية ينتجون شريطا سينمائيا مصورا، وثالثة افلاما وثائقية، جميعها تضخم وتعظم هذا العمل الاجرامي الامريكي. نقول اجراميا لان الرجل المستهدف كان اعزل في غرفة نومه، ولان الوحدة التي هاجمته كان باستطاعتها القبض عليه حيا، وتقديمه الى العدالة، من خلال محاكمة عادلة، امام قضاء مستقل مثلما تقول قوانينهم وادعاءاتهم الحضارية، ولكنهم فضلوا اعدامه، بل اتخذوا قرار الاعدام بشكل مسبق. بالامس كشف جندي من قوات البحرية الامريكية الخاصة الذي قال انه قتل الشيخ بن لادن، بعد اطلاق ثلاث رصاصات في رأسه، واضاف الجندي في مقابلة مع مجلة ‘سكواير' ورفضت ان تكشف عن اسمه. انه وصل الى غرفة نوم زعيم تنظيم القاعدة، وكانت مظلمة، وتعرف عليه من خلال اجهزة الرؤية الليلية المجهز بها، وعندما حاول الشيخ بن لادن الوصول الى سلاحه اطلق عليه الرصاصات الثلاث. هذا القاتل ادعى ان احد اطفال الشيخ كان على الجانب الاخر من السرير، وبدا مرتبكا، فمسح وجهه بمنديل مبلل بالماء، وحرص ان لا يؤذيه، مظهرا بذلك مدى انسانيته، اي الجندي الامريكي، وتعاطفه مع هذا الطفل الذي قتل للتو والده. قلنا، وما زلنا، ان جميع هذه الروايات حول هذه الجريمة الكبرى في عرف القوانين جميعا، تأتي من جانب واحد، اي الادارة الامريكية وجنودها، وآلتها الدعائية، ومطلوب منا ان نصدقها دون اي نقاش. مطلوب منا ان نصدق ان الرجل لم يدافع عن نفسه، ومطلوب منا ان نصدق انه جرى دفن جثمانه وابنه واثنين من حراسه في البحر، ومطلوب منا ان نصدق انه جرت الصلاة على جثمانه ومن ثم تكفينه على يد امام اسلامي ووفق الشريعة الاسلامية. ارامل الشيخ اسامة بن لادن يتواجدن حاليا في المملكة العربية السعودية، ومعهن بعض بناته وابنائه واحفاده، بعد انتقالهن من باكستان بطائرة خاصة بصحبة اكبر انجاله عبدالله، السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو عن عدم السماح لهن بالحديث، وتقديم روايتهن عما حدث بكل التفاصيل في ليلة الاغتيال هذه من اجل استجلاء الحقائق دون تزوير. من حقنا ان نعرف الجانب الآخر من الصورة، ان نستمع الى شهادات شهود العيان، الا تنص القوانين الامريكية على حرية المعلومات ناهيك عن حرية التعبير؟ سنظل نطرح هذه التساؤلات حتى نعرف الحقيقة كاملة. من جهة أخرى فقد قالت مصادر كويتية موثوقة لقدس العربي ان السلطات في الكويت رفضت طلبا للقيادي في تنظيم القاعدة سليمان بوغيث، والموجود في مدينة انقرة التركية حاليا، والذي اسقطت جنسيته الكويتية والمتزوج من احدى بنات زعيم التنظيم الراحل اسامة بن لادن، بالعودة للكويت. واضافت المصادر ان بوغيث طلب عبر وسطاء، ان يتم ترحيله من تركيا الى الكويت الا ان وزارة الداخلية الكويتية رفضت طلبه، وقالت للوسطاء اانه الان ليس كويتيا بعد سقوط جنسيته وبالتالي لا يتم التعامل معه كمواطن كويتي ولذلك تم رفض طلبه .' الجدير بالذكر ان السفارة السعودية في انقرة منحت زوجته المواطنة السعودية فاطمة ابنة اسامة بن لادن التي له منها اولاد، وثيقة سفر منذ مدة وعادت بصحبة احد اشقائها ورجحت مصادر ل'القدس العربي' ان يكون عبد الرحمن والذي كان يقيم في سورية انذاك. وكانت ‘القدس العربي' كشفت ان السلطات التركية اعتقلت بوغيث (الكويتي المسحوبة جنسيته)، بعد تلقي جهاز المخابرات التركي معلومات استخباراتية من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ‘سي اي ايه'، بصدد وصول زوج ابنة بن لادن سليمان إلى تركيا، وتوصل جهاز المخابرات التركي لعنوانه في أحد الفنادق في حي (تشانكايا) بالعاصمة أنقرة، وألقي القبض عليه. واطلقت السلطات التركية سراح بوغيث بعد التحقيق معه في شعبة مكافحة الإرهاب التابعة لمديرية أمن أنقرة، من قبل المحكمة كونه لم يرتكب جريمة أو أعمالا إرهابية في تركيا، وإنما مجرد دخوله من إيران إلى تركيا بجواز سفر سعودي مزور بهدف الانتقال الى السعودية للالتقاء مع زوجته ابنة اسامة بن لادن. الجدير بالذكر أن هناك قرارا صادرا عن اللجنة الدولية لمكافحة الإرهاب التابعة للأمم المتحدة في اب (أغسطس) 2011 رفعت فيها منع السفر والتصرف بالأموال لعدد من الذين تم اتهامهم في وقت سابق بتمويل الإرهاب، ومن بين تلك الأسماء سليمان ابوغيث، وهذا القرار ترتب عليه رفع اسم ابوغيث وجوبا من كل قوائم الإرهاب الخاصة بدول العالم بما في ذلك الولاياتالمتحدةالأمريكية. وطالب مدير المرصد الاسلامي في لندن ياسر السري في اتصال هاتفي مع ‘القدس العربي' السلطات الكويتية السماح لبوغيث بالعودة الى الكويت ولم شمله مع ابنائه من مطلقته الكويتية ام يوسف. واضاف السري في حديثه ل'القدس العربي'، ‘بوغيث لم يرتكب اي جريمة، وتم شطب اسمه من لائحة الاممالمتحدة، فلماذا يعاقب بابعاده عن ابنائه'. والمعروف ان سليمان ابوغيث من مواليد الكويت عام 1965 وعمل خطيبا في مساجدها، الا ان وزارة الاوقاف الكويتية أبعدته عن الخطابة، ولكثرة أسفاره الى البوسنة وأفغانستان في ظل الاحتلال الروسي، وفي عام 2003 عرضت الحكومة الايرانية على الكويت تسلم سليمان أبوغيث الا ان الحكومة الكويتية رفضت هذا العرض، مبررة ذلك ان أبوغيث لا يتمتع بحق المواطنة الكويتية بعد ان سحبت منه الجنسية الكويتية على اثر اطلاقه تصريحات. وبعد استقرار أبوغيث في أفغانستان عادت زوجته الكويتية أم يوسف إلى الكويت وحصلت على الطلاق، وبدوره تزوج سليمان أبوغيث من ابنة أسامة بن لادن كما انه متزوج من ارملة ابو حفص المصري.