لرمضان في المكلا نكهته الخاصة وطعمه النادر والفريد الذي قد لا يعرفه إلا من اغترب عنها، وتظهر فرحة أبناء المكلا بقدوم هذا الشهر الروحاني، جلياً في قسمات الوجوه التي تعلوها الابتسامة والرضا والروحانية والتزام المساجد وحلقات الذكر وقراءة القرآن وفيض المشاعر، فضلاً عن صور التكافل الاجتماعي التي تشكل عناوين بارزة للمكلا في الشهر الكريم. ويحافظ شهر رمضان الفضيل في محافظة حضرموت على خصوصيته كل عام فهو ما يزال شهر الطقوس الدينية التي تشمل نداءات صلاة التراويح وظاهرة الختايم التي تقيمها المساجد حتى نهاية الشهر إضافة إلى خصوصية التزاور بين الأقارب ، إضافة إلى موائد الإفطار التي تقيمها بعض الجمعيات والمحسنين للم الشمل . وتركت النكهة الحضرمية بصمة واضحة على طقوس شهر رمضان في اليمن جعلتها تبرز على بقية الممارسات الرمضانية. وبنداءات التراويح يستقبل أبناء حضرموت شهر رمضان الكريم، وهم كغيرهم من المسلمين المنتشرين في أصقاع المعمورة، يبدؤون بإحيائها لبقية ليالي الشهر الفضيل بالصلاة والدعاء والقيام إلى ساعات ما قبل الفجر ليتهيأ بعدها المصلون لتناول وجبة السحور. وتبرز في مدينة المكلا في شهر مضان الفضيل أجواء أسرية رائعة إذ تشهد المدينة عددا من الفعاليات الروحانية التي تقارب بين القلوب، وتعد "ليالي الختايم" من أبرز تلك الفعاليات حيث يلتئم الماضي الغابر بالحاضر الجميل فترى أمام ناظريك شيوخ ورجال وشباب وأطفال مدينة المكلا أسرة واحدة وهم يحتفلون بمناسبة عظيمة ينتظرونها كل عام بشوق، ومنذ سنوات إتفق أبناء حضرموت على إقامة مناسبات فرائحية أيام وليالي شهر رمضان المبارك يلتم خلالها شمل الأسرة في مايسمى "الختايم". وفي هذه الأجواء ينطلق بمدينة المكلا قطار الختايم الرمضانية بدء بمسجد بايعشوت بالمكلا في الثامن من رمضان وحتى السابع والعشرين ختم قبة الولي يعقوب تلك المناسبات التي ينتظرها الصغار والكبار والتي تعد عادات قديمة دأب عليها أهالي حضرموت مند قرابة المئتي عام.