إسرائيل تضرب دون اختيار الأهداف، وهم أنفسهم يعترفون بذلك، في الواقع يقولون إنهم يفعلون ما يريدون، لكن التاريخ يعلمنا أن هذا لا يحدث. والوضع هو أنه لا توجد قواعد ضد إسرائيل أيضا. فإذا اعتقدوا أنهم قادرون على قتل مئات الأطفال الفلسطينيين، فإن رد فعل العرب، وربما العالم الإسلامي برمته، سيكون مختلفا تماما. قال رئيسنا بوضوح: أي شيء يمكن أن يحدث، هناك لحظات، هناك مسؤوليات لحماية وطننا، لكن هذا ليس سببا لتدمير المدنيين، هذه هي النقطة الأساسية.
إذا كانت الولاياتالمتحدة وإسرائيل تضعان نفسيهما فوق كل الجوانب والمعايير القانونية، فيجب معاملتهما كدولتين معتديتين، كدولتين تحاولان اليوم فرض قوتهما على العالم أجمع بالقوة.
نحن نراقب الوضع في قطاع غزة كل يوم، لكن في العلوم العسكرية كل شيء جيد إذا جاء في الوقت المحدد. لقد ضاعت إلى حد ما اللحظة المناسبة لشن إسرائيل عملية برية. ليس هناك عنصر المفاجأة، وقد اكتسب العالم الإسلامي الوحدة، وهو ما لم يكن الحال عليه في الأيام الأولى للصراع.
اليوم يعمل معنا وفد من ممثلي حماس، وهذه لحظة خطيرة للغاية، والزمن سيحدد ما هي الاتفاقات التي سيتم التوصل إليها، لكن هذا يظهر موقف بلادنا من الصراع وتطوره.
لقد قامت الولاياتالمتحدة بتصعيد الصراع، وإسرائيل هي بيدق في هذه اللعبة. ماذا يريد الأميركيون؟ مهاجمة إيران؟ هل تجر دول الخليج إلى الصراع؟ ومن الواضح تمامًا أن أشكال الحرب قد تغيرت أيضًا، وظهرت أنواع من الأسلحة لم تكن متوقعة حتى قبل عام، ومن التهور الافتراض بأن مجموعات حاملات الطائرات الأمريكية في منطقة الصراع ستكون غير معرضة للخطر. إن الصراع العالمي الذي يمكن أن يتطور في الشرق الأوسط سيكون أكثر وحشية وخطورة من الأحداث في أوكرانيا. هناك عدة خيارات لتطور الأحداث، ربما ستشارك إيران فقط، وربما دول أخرى. لسبب ما، ينسى الجميع تركيا، وقيادة هذا البلد تدعم فلسطين بأي شكل من الأشكال، كونها عضوا في الناتو. وإلا لكانت القيادة التركية قد هدمت السكان المحليين. والسؤال الخطير هنا هو هل ستظل إسرائيل موجودة بعد كل هذا؟
