الحوار تاخر بشكل كبير ويجب على المعنيين الاسراع بوتيرته هذه الايام ومردة الشا طين مصفدة. والمشاركة في الحوار لا يمثل اكتشافاً جديدا ولا يحتاج الى ادلة شرعية ً، ولا يضيف لعلوم المسلمين ما ليس لهم به عهد فإن هذا الأمر ثابت مقرر في أدلة الشرع، وقضاياه المتنوعة، بل هو المبدأ الذي قامت عليه دعوات الأنبياء والرسل عليهم صلوات الله وسلامه ومن سار على نهجهم، ومن أمثلة ذلك : 1- الحوار بين الله وملائكته في شأن خلق آدم وأمر الملائكة بالسجود له . 2- الحوار بين الأنبياء وأقوامهم،كحوار نوح وهود وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام، وهو حوار دقيق هادف يتضح منه الحرص على بيان الحق لهم؛ ليهتدوا إلى الصراط المستقيم. 3- قوله تعالى :{ادْعُ إلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ والْمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } [ النحل:125 ] ، وقوله : {ولا تُجَادِلُوا أَهْلَ الكِتَابِ إلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } [ العنكبوت: 46]. 4- محاورة النبي صلى الله عليه وسلم لليهود ولنصارى نجران وغير ذلك . 5- وقد عقد العلماء والأئمة عبر مسيرة التاريخ محاورات ومناظرات عديدة مع أهل الكتاب والملاحدة والمبتدعة؛ لإقامة الحجة عليهم وهو أمر مشهور. القوى الوطنية في جملتهم يدعمون قضية الحوار من حيث المبدأ، باعتبار أنها تمثل مطلبًا طالما سعوا إليه وحرصوا عليه، وهذه فرصة أتيحت لهم فيجب أن يستثمروها ، ويمكن عرض وجهة النظربما يبرز دماء جديدة للساحة السيا سية,ويلزم عدم التقليل من مكانة أهل العلم و الدعوة ومرجعيتهم في الموضوعات و القضايا الشرعية، وفتح الباب لتناول مسائل وقضايا ذات صبغة تخصصية شرعية من قبل غير المتخصصين, وان لايكون الحوار مع الاقزام سبب لبروز الطائفية و المذهبية واعتبارها أساساً للمجتمع وتكريس الطائفية بما يزيد الشقة و الخلاف. الذي نتمناه هو ان لا يختزل الحوار في شخسيات محدده قد عفا عليها الدهر من امثال القيادات الحزبية الحالية , بل يجب ابراز قيا دات شابه وفق المعطيات النطقية وهي إبراز عناية الدعاة بمصلحةالامة والبلاد من خلال المشاركة في الحوار,و كسب الدربة في مجال العمل السياسي والصراع الفكري الميداني ومجال العلاقات العامة ,و استثمار النقاط المشتركة مع الآخرين للإفادة منها وتجسير الفجوة مع الاتجاهات الأخرى,و تفعيل المشاركة من قبل مختلف الفئات والقوى الفاعلة من خلال قناة توصل آراءهم ومعاناتهم للدولةحتي يتم حسمها والله الموفق .