يقول سبحانه وتعالى في كتابه العزيز «وجادلهم بالتي هي أحسن». (النحل، «الآية 125»). هناك من يفتقد فن الكتابة الراقي، فهو يكتب بعنفوان وكأنه في معركة، لا بد أن ينتصر فيها مهما كلفه الأمر .متعصباً حتى اْنني أصبحت اْحتفظ بالرد على بعض المشاركات برأيي لنفسي خوفاً من فقدان من اْحبهم بسبب عقليتهم المتحجرة المقصية للرأي الآخر.لاْنني مريت بتجارب اْختلفت مع آشخاص في مواضيع كثيرة، فاْبتعدوا عني وقاطعوني بل وعادوني وكل هذا لماذ لاْ يكون رأيي على مزاجهم كي يرضوا عني، بغض النظر عن صحة ما قلته من عدمه فإنه لا يحق لهم معاداتي، لاْن الهدف الاْسمى والوحيد لي هو البحث في اختلافنا عن الفائدة لا العداوة. يقول غاندي «الاختلاف في الرأي ينبغي أللاْ يؤدي إلى العداء .. وإلا لكنت أنا وزوجتي ألدّ الأعداء». دائماً نقول ونردد عبارة «الاختلاف لا يفسد للود قضية»، وهي تعني أن كل شخص لديه رأي ووجهة نظر تختلف عن الآخرين، وله الحرية في طرح أفكاره، وعلينا احترامها وعدم التشدد برأينا. ولكن هذا مجرد كلام لا يطبقه الكثير .. فقد أصبح الاختلاف يفسد الود ويفرق بين المحبين، والمقولة الصحيحة التي تتفق مع واقعنا اليوم هي «مَنْ تنتقده تفقده» وننسى كم من السنوات يحتاج اليمن ليخرج من الخندق الذي وصل إليه؟ السؤال الذي يستوجب اْن يؤرق أفكارنا و ضمائرنا الذي لم يغيب عن وسائل إعلامه أخبار العالم طيلة ثلاث سنوات، ذلك السؤال الذي يكبر كل يوم طالما لا يوجد في الأفق أي أمل بحل أو بداية حل أو فكرة حل.. لأن اليمن بهذه البنية الخطرة علينا جميعاً تعجز اي قوه حسمه والمؤسف له حقاً تصديقنا ، أن مبادرة الدول الخليجية لحل الاْزمة في اليمن دون علمنا أنها أتت لعلاج نتائج الاْزمة وليس الأسباب، حيث ذهبة معظم افكارها نحو تقاسم المصالح بين الأقوياء وعلاج الألم وليس اقتصاص الدمامل، وهو ما يطيل الطريق نحو الغد، ويزيد ظلام النفق الذي يشبه مغارة علي بابا، حيث الجهلة واللصوص والقتلة يتجاورون، تارة يتآزرون، وأخرى يقتتلون، والضحية هو شعب اليمن المغلوب على أمره الظايع في وهمها.. لا بوصلة لديه ولا دليل، يقتله الظمأ في صحراء اليأس. كلما طال اختلافنا طالت الأزمة واستعصت الحلول، لقد سارع الخليجيون إلى حل مشكلة مصر ودعمها اقتصادياً الأمر مختلف في اليمن، لانتا أصبحنا طوائف ومذاهب وأحزاب متطرفة بكيانات هشة وطموحات ديماغوجية بإيديولوجيات المنظرين التي تقلب الهزائم إلى انتصارات، تدفع دول الخليج العربي إلى النأي بنفسها عن اليمن، وإن كان لابد من تدخل اقتصادي منها ما فهو بطريقة يذهب الى جيوب المتاجرين بالأزمة للتهدئة كجراحات ليزر التي يجريها الطبيب للمريض وهو على بعد آلاف الأميال.حقاً نحن شعب مريض.. لكن ما من طبيب وما من دواء !!!