حرية الرأي ليس في كل الأحوال ، وكلمة واحد قد تفقدك حياتك !! أولاً يجب ان نعرف متى تُقال الكلمة ! وهل تصلح في اي زمان ومكان ام لا ! يُقال ان كلما وجدت الحرية والديمقراطية وجد الرأي الحر ، ولكن اي حرية وأي ديمقراطية التي نقصد ! الحرية والديمقراطية تنتميان إلى سياقين تاريخيين مختلفين ، ففي حين تنتمي الديمقراطية إلى السياق الأوربي، فإن الحرية تنتمي إلى السياق الإنساني العام . أضف إلى ذلك ان الحرية لم تُعالج في مواجهة الديمقراطية وبالعلاقة معها إلا حديثاً وفي الحقل السياسي تحديداً. ومفهوم الحرية مفهوم مركب فلسفي وأخلاقي وسياسي واقتصادي واجتماعي..الخ وهو من المفاهيم المتعالية التي لا يمكن إدراكها إلا من خلال ارتباطها بسياق تاريخي محدد وبموضوع مميز . لقد اشتغل الفلاسفة كثيراً على مفهوم الحرية من خلال علاقتها بمفهوم الضرورة باعتبار أن المفهومين يعكسان سلوك الناس وعلاقاتهم المتبادلة تجاه الظروف الموضوعية والقوانين العامة للطبيعة السائدة في كل بلد بعينه . نلفت نظر القارئ الكريم ان كل ذلك قد لا يُطبق في كل بلدان العالم حتى وان كانت تلك البلدان تعترف بحق الرأي في سياق الديمقراطية والحرية ، الا ان هناك اشكاليات تتعلق بعقلية الشعوب ومدى فهم تلك الشعوب لتلك المصطلحات الفضفاضة المتعلقة بالديمقراطية والحرية والرأي الآخر . الأخ الماوري من خلال لقائه مع قناة اليمن اليوم قال كلمة لها مدلولات كبيرة من خلال جوابه على سؤال الصُحفي او المذيع له عندما اراد ان يعلق الماوري على موضوع الشيخ الزنداني المتعلق بأكتشافه لعلاج امراض مستعصية وما هو رايه في تلك العلاجات المزعومة . ولكن الأخ الماوري رفض التعليق على ذلك خوفاً من النتيجة المتوقعة ، ويقصد مدى حجم رد اتباع الشيخ الزنداني على الأخ الماوري والذي وضح في رده انه لا يستطيع ان يقول رأيه في شيخ القبيلة ولا شيخ ديني ولا حتى في حق احزاب دينية متزمته لأن الرد لن يكون عبر قناة فضائية ولا صحيفة بل سيكون الرد حاسم من خلال كاتم الصوت او الحزام الناسف الذي سيكون في جاهزية تامة لمن ينتقد او يقول رأيه بصراحة حتى وان كانت حقيقة دامغة . ومن هنا نقول ان حرية الرأي لا يمكن ان تُمارس في بلد مثل اليمن الذي يمتلك ترسانة كاملة من كواتم الصوت والأحزم الناسفة ومن الشباب الذين مستعدين لتنفيذ تلك المهمات وفي اقرب فرصة . وقد كان الماوري صريح عندما قال انا مستعد ان انتقد الرئيس السابق علي عبدالله صالح وانتقد حزب المؤتمر الشعبي العام الذي انتقدته على طول السنين السابقة ولم اعلم ان اي شخص دفع روحه ثمن لرأيه المغاير لعلي عبدالله صالح وحزب المؤتمر الشعبي العام . هنا تكمن المشكلة بالنسبة لنا كيمنيين ان الكثيرين دفعوا ويدفعون ثمن رأيهم وكلمتهم كل يوم حتى وان كان ذلك الرأي غير ملزم وغير ذو جدوى ، الا انه يُنظر الى صاحب الرأي بأنه قد خالف فكر متشدد لا يعرف معنى الرأي والرأي الآخر ، تحت تأثير مسح المخ الذي يمارس مع شبابنا والذي جعلهم يرتكبوا افضع الجرائم في حق من قال رأيه وان كان بريئ لا يعرف ماذا قال ولا ماذا يعني ذلك الرأي . تعبئة خاطئة افسدت الحرية والديمقراطية التي المفروض ان تُمارس في بلدنا اليمن والتي كانت متاحة لنا قبل 2011 حتى اتت ثورة لم تبقي لنا ولم تذر لا قديم ولا جديد والعوض على الله . والله من وراء القصد .